نرصد ضحايا اشتباكات وحوادث أيام العيد بأسوان.. مصرع 11 وإصابة 35 خلال أحداث المحافظة الدامية.. تشييع جثامين 8 فتيات فى حادث مأساوى خلال توجهن لرسم "الحناء" برفقة إحدى العرائس.. ومشاجرة بين مسجلين خطر

اختتمت الأيام المباركة سريعا، وانتهى كل مسلم من أداء سنة الأضحية فى العيد، ولم تمنع هذه الأيام الطيبة عقول البشر من التصادم بينهم البعض وإسالة الدماء الذكية، حيث شهدت محافظة أسوان خلال أيام العيد والوقفة دماء كثيرة، منها ما سال فى حوادث مأساوية، ومنها ما كان نتيجة الصراعات بين عائلات الصعيد، وأخرى نتيجة المشاجرات بين عدد من المسجلين والبلطجية..ففى مساء وقفة عيد الأضحى المبارك، شهدت قرية "الدكة" التابعة لمركز نصر النوبة، تجدد الاشتباكات بالأسلحة النارية بين عائلتين بالقرية، بسبب خلافات على قطعة أرض بينهما سابقا، وأسفرت المشاجرة عن إصابة 20 شخصا بينهم 6 أفراد من أسرة واحدة.

وفى صبيحة يوم العيد، وبعد أن فرغ الناس من أداء صلاة العيد، بدلا من أن يصافحون بعضهم البعض ويتبادلون التهنئة بمناسبة عيد الأضحى، بادل بعضهم البعض الرصاص وتجددت الاشتباكات، حتى سقط أول قتيل ضحية الاشتباكات، وارتفع عدد المصابين إلى 26 مصابا.

فيما تلقى اللواء حسن السوهاجى، مدير أمن أسوان، إخطارا من العقيد خالد الشاذلى، رئيس مباحث المديرية، يفيد بالقبض على "أحمد.م.ع" 58 سنة، مدرس، و"رمضان.م.ع" 45 سنة، عامل بفندق سياحى، ضمن المتورطين فى إطلاق النار على "سليمان.ر.ح" 22 سنة، سائق، ولقى مصرعه خلال أحداث الاشتباكات، التى وقعت بين عائلتين بقرية الدكة دائرة مركز نصر النوبة، كما تمكنت مباحث المركز، من ضبط 4 أشخاص آخرين من المتورطين فى الاشتباكات، وتم التحفظ على المتهمين، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة لتولى التحقيق.

وفى ثالث أيام العيد نجح محافظ أسوان مصطفى يسرى واللواء حسن السوهاجى مدير أمن أسوان، والسيد الشريف أحمد مصطفى الإدريسى، فى تهيئة الأجواء ومصالحة شاملة بين العائلتين التى تربطهما أواصر القرابة والجيرة، وذلك عقب أدائه واجب العزاء لأهالى القرية فى وفاة ابن أحد الأهالى، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى أسوان الجامعى نتيجة إصابته الخطيرة بطلق نارى، ضمن أحداث المشاجرة التى نشبت بين العائلتين.

وطلب محافظ أسوان خلال اللقاء من كبار العائلتين التدخل بين الشباب، لضبط النفس واحتواء الخلافات والإنصات لصوت العقل والتفرغ للعمل، والبناء فى هذه المرحلة المصيرية التى تحتاج من الجميع إلى اليقظة والتكاتف والتماسك أمام أى محاولات لتفتيت الجبهة الداخلية، وهو الذى لن يتأتى إلا بلم الشمل والمعالجة السريعة لمثل هذه الخلافات البسيطة تطبيقًا للمعانى السامية، التى أوصى بها الدين الإسلامى الحنيف، لافتًا إلى أن أهل النوبة يتفردون بسماحتهم، وبعدهم عن العنف والتعصب وإتصافهم بالحكمة، وتمسكهم بقواعد السلام الاجتماعى.

ووجه مصطفى يسرى مسئولى الصحة، بسرعة تحويل اثنين من المصابين بطلق نارى إلى مستشفى أسيوط الجامعى، مع نقلهم من خلال سيارات الإسعاف المجهزة طبيًا مجانًا، بالإضافة إلى متابعة الحالة الصحية للمصابين فى المشاجرة.

وفى ساعة مبكرة من صباح ثانى أيام العيد، شيعت قرية توشكى جثامين ثمانية فتيات فى عمر الزهور فى مشهد جنائزى مهيب، لم يشهده مركز نصر النوبة من قبل، وذلك بعد أن لقيت الفتيات مصرعهن غرقا فى ترعة نصر النوبة إثر حادث سيارة أثناء توجههن لرسم الحناء برفقة إحدى العرائس وتحول فيها الفرح إلى مأتم.

يقول "هشام عبده" أحد أهالى قرية توشكى أن الحادث وقع فى ساعة مبكرة من صباح ثانى أيام العيد، حينما توجهت أربع سيارات بيجو تقل عددا من الفتيات من بينهم عروسة كان سيقام عرسها اليوم، وكانوا فى طريقهن إلى قرية بلانة لرسم الحناء هناك، وفجأة انفجر الإطار الأمامى للسيارة التى تقل العروس، فاصطدمت بها سيارة أخرى وسقطت بمن فيها فى ترعة نصر النوبة، مما أسفر عن غرق 8 فتيات على الفور، بينما نجت العروس من الموت بأعجوبة وأصيبت بإصابات بسيطة.

وأوضح أن سبب توجه الفتيات لرسم الحناء فى الصباح الباكر، هو أن القرى النوبية تستغل فترة أيام العيد لإتمام الأفراح، لدرجة أن كل قرية يكون فيها ثلاثة أو أربعة أفراح يوميا لذلك توجهت الفتيات مبكرا لرسم الحناء تجنبا للزحام.

وأشار إلى أن الحادث كان مأساويا وراح ضحيته أكثر من فتاة فى الأسرة الواحدة، حيث فقد طه فتح الله ابنتيه الوحيدتين فى هذا الحادث وهما رضوى 8سنوات وراندا 14 سنة، بينما فقد محمد شاذلى بنتان أيضا هما جوهرة 11سنة وفاطمة 13 سنة.

وأضاف أنه من بين المتوفيين فى الحادث طفلة تدعى الشيماء بشرى عبد السلام، وهى طالبة فى الصف الثالث الإعدادى وكانت متفوقة جدا، وحصلت على المركز الأول فى الشهادة الابتدائية.

وأضاف سيد عابدين- موظف – أن إحدى المتوفيات فى الحادث هى سمية محمد عبد السلام 20سنة، وكان لها أخ لقى مصرعه غرقا منذ أربعة سنوات أيضا أثناء استحمامه فى ترعة نصر النوبة.

وأوضح أن المنطقة التى وقع فيها حادث غرق الفتيات اليوم، شهدت عدة حوادث مماثلة من قبل ،كان أخرها مصرع رجل وزوجته فى حادث سيارة أثناء توجهما لآداء العمرة، حيث تتميز هذه المنطقة بأنها خالية من المصدات الخرسانية ويوجد فيها بعض المنحنيات.

كان اللواء حسن السوهاجى مدير أمن أسوان قد تلقى بلاغا من مركز نصر النوبة بوقوع حادث تصادم سيارتين بطريق توشكى البلانه، وانقلاب إحداهما بترعة توشكى أمام قرية ادندان وأسفر الحادث عن وفاة 8 فتيات وإصابة 5 آخرين.

انتقلت على الفور قيادات المديرية للفحص، وتبين أن حال سير السيارة ص ود 2855 أجرة أسوان ماركة بيجو، قيادة فيصل عوض الله عبد الحارث 36 سنة سائق والسيارة رقم ص ور 4842 أجرة أسوان، قيادة أسعد عبد الفتاح أحمد سائق ومقيم توشكى وفى طريقهم من قرية توشكى إلى قرية بلانه، اختلت عجلة القيادة فى السيارة الأولى بسبب انفجار الإطار، مما تسبب فى اصطدامه بالثانية وانقلبت الثانية بترعة توشكى وأسفر عن وفاة ثمانية فتيات هن: جوهرة محمد شاذلى 11 سنة، وشقيقتها فاطمة محمد شاذلى 13 سنة، وسمية محمد عبد السلام 20 سنة، والشيماء بشرى عبد السلام 15 سنة وإيمان عبد المجيد عبد الحليم 9 سنوات ورضوى طه فتح الله 8 سنوات، وشقيقتها راندا طه فتح الله 14سنة وهبة عوض حسين 22سنة، وجميعهم مقيمين بتوشكى مركز نصر النوبة وتم نقلهم لمستشفى نصر النوبة المركزى.

كما أسفر الحادث عن إصابة، كل من قائد السيارة الأولى فيصل عوض الله بجرح قطعى بالقدم اليمنى، وأصيب قائد السيارة الثانية أسعد عبد الفتاح بصدمة عصبية حادة وجروح متفرقة بالجسم، كما أصيبت وردة عيسى صقر بجرح بالإذن اليمنى ومنى أحمد عبد الجليل 25 سنة بشرخ بالرسخ الأيسر وهناء عيسى إبراهيم 23 سنة بجروح متفرقة بالجسم، وتم نقل المصابين لمستشفى دراو، وخرجوا عقب ذلك وحالتهم متوسطة بتوقيع الكشف على المتوفيين تبين سبب الوفاة إسفكسيا الغرق ولا توجد شبهة جنائية، وتحرر عن الواقعة محضر رقم 1555 جنح نصر النوبة.

وفى مساء ثالث أيام العيد، كانت الواقعة الثالثة والأخيرة، حيث نشبت، مشاجرة بالأسلحة النارية بين مسجلين خطر بقريتى الضما والعتمور بحرى التابعين لمركز كوم أمبو.

وأسفرت المشاجرة عن مقتل 2 وإصابة 4 أشخاص، حيث توفى "أحمد.س.د" مسجل شقى خطر، والمتهم فى قتل معاون مباحث مركز دراو الملازم أول محمد رأفت، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بطلق نارى، أثناء مطاردته لتشكيل عصابة فى الأشهر القليلة الماضية، كما لقى شخص آخر مصرعه يدعى "أحمد.ج.ع".

وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على الموقف، ونقلت جثتى المتوفيين إلى مشرحة كوم أمبو، والمصابين إلى مستشفى كوم أمبو المركزى.