النساء تدفع ثمن الحرب فى أفغانستان

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2013 11:14 ص
النساء تدفع ثمن الحرب فى أفغانستان النساء فى أفغانستان- أرشيفية
مهترلام (د. ب. أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل صباح يوم جديد تذهب شاه بيبى سعيدى، المسئولة فى الحكومة الأفغانية، إلى مكتبها والرعب يملأ قلبها.

ففى بعض الأحيان ترتدى شاه برقعا وتسير لمدة ساعة كى تصل إلى مكتبها، أو تستقل إحدى سيارات الأجرة المحلية وهى ترتدى شالا ولا يظهر منها سوى عينيها فقط.
وهناك سبب وجيه يدعو شاه للخوف على حياتها، فقد قتلت امرأتان عملتا فى نفس منصبها فى يوليو ديسمبر من العام الماضى.
وتصف شاه، التى ترأس حاليا القسم النسائى فى مكتب المقاطعة التابع لوزارة شؤون المرأة فى إقليم لغمان شرقى البلاد، مشاعرها قائلة "أشعر بالقلق الشديد حيال كل هذا. استشهدت كل من حنيفة صافى ونادية صديقى على يد الجماعات المناهضة للحكومة ولحقوق المرأة ".

وقالت شاه خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "منذ مارس الماضى، تم تهديدى عدة مرات. وكان أحدث تهديد منذ يومين فقط ".
وتابعت المسئولة الحكومية حديثها قائلة " لكن شخصا ما يجب، أن يقوم بالمهمة وفى الوقت الراهن أنا هذا الشخص. إن لم نقم بالدفاع عن حقوق المرأة، فإن كل إنجازاتنا التى قمنا بها حتى الآن ستذهب سدى فى يوم ما قربيا".
وتتعامل إدارتها عادة مع الحالات التى تتضمن العنف المنزلى والزواج القسرى والزواج دون السن القانونية، وتوفير السبل للمرأة لتسوية ديونها وبيع وشراء النساء وخطفهن وهروبهن.
وتقول شاه، إن عناصر حركة طالبان يخيمون على بعد ثلاثة كيلومترات خارج المدينة.
وتضيف "أنهم يتجولون فى أنحاء المدينة ويختلطون مع السكان المحليين. وبعد الساعة السادسة مساء عندما يغلق السوق أبوابه وتذهب قوات الأمن إلى قواعدها. فى هذا الوقت تخرج عناصر طالبان".
وخوفا على سلامتهم، تعيش عائلة شاه فى كابول، فى الوقت الذى توفر لها الحكومة ثلاثة عناصر شرطية فقط لتأمين مكتب الإدارة بالكامل.

وتعلق شاه على هذا الأمر قائلة "إنه ليس بالعدد الكافى. إن أخذتهم معى، ستكون إدارتنا غير آمنة. وإذا تركتهم هنا فى المكتب سأكون أنا عرضة للخطر".
ويتردد صدى قلق شاه مع تصاعد أعمال العنف الموجهة ضد النساء، فى ظل الصراع الدائر فى البلاد
حتى سيما سمر، رئيسة المفوصية الوطنية لحقوق الإنسان، تقول، إن الإنجاز الأكبر هو أن تظل على قيد الحياة.
فخلال الشهر الماضى، اختطفت النائبة البرلمانية فريبا كاكار من إقليم غازنى بشرق البلاد لمدة أربعة أسابيع وأفرج عنها لاحقا خلال عملية تبادل للأسرى مع طالبان.
وقبيل عملية الخطف بأيام قليلة، أصيبت نائبة أخرى فى كمين نصبه مسلحون فى نفس المنطقة، التى اختطفت فيها كاكار. وقتلت ابنتها علاوة على أحد حراسها.

وخلال الشهر الجارى قتلت مؤلفة هندية متزوجة من رجل أفغانى فى شرقى البلاد.
ويأتى هذا الحادث بعد أن قامت بنشر مذكراتها عن الحياة، تحت حكم طالبان فى تسعينيات القرن الماضى.

وفى مقاطعة هلمند الجنوبية، التى تشهد العديد من حوادث العنف، قتل مسلحون مجهولون ثلاثة عناصر من الشرطة النسائية منذ تموز/يوليو الماضى. فقد قتلت اللفتينانت إسلام بيبي، بطلق نارى أودى بحياتها فى تموز/يوليو الماضي، فى حين أن بيبى نيجار التى حلت محلها قتلت فى نفس الشهر. كما قتلت السرجنت شاه بيبى فى تموز/يوليو الماضى.

وتصف نسيمة نيازى، النائبة فى البرلمان عن هلمند، موت نيجار بالـ"خسارة الكبيرة للمرأة".

وأضافت نيازى "بعد وفاتهن، لا أعتقد أن أى امرأة أخرى ستجرؤ، على أن تتقدم لشغل هذه الوظيفة
. وبسبب العقلية المحافظة للمجتمع وعدم وجود دعم كاف من الحكومة، فإن أعداد عناصر الشرطة النسائية آخذه فى التناقص".
وتقل نسبة العناصر النسائية فى الشرطة الأفغانية عن واحد فى المائة. وتقول الكولونيل حكمت شاهى رسولى، مديرة قسم حقوق المرأة والطفل فى وزارة الداخلية، " نحن قلقون على حالة النساء فى جميع أنحاء أفغانستان".

وتقول الأمم المتحدة، إن العنف ضد المرأة أصبح "سائدا ويتزايد".

بينما تقول فومزيلى ملامبو نكوكا، رئيسة قسم المرأة فى الأمم المتحدة "فى الأسابيع والأشهر الأخيرة، شهدت أفغانستان العديد من حالات الترويع والخطف والقتل المستهدف لنساء من المسئولين الحكوميين والشخصيات العامة "

وتابعت نكوكا "الحالات الأخيرة من عمليات القتل المستهدف تشير إلى الحاجة الملحة إلى ضمان حقوق السيدات والفتيات ".
وفى الفترة بين 2010 و2012، تم الإبلاغ عن أكثر من أربعة ألاف حالة عنف ضد السيدات والفتيات إلى وزارة شؤون المرأة.
وأفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة فى تموز/يوليو الماضى، بأن نسبة الهجمات التى استهدفت مسئولين حكوميين مدنيين، من الذكور والإناث، ارتفعت بنسبة 76 فى المائة خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مقارنة بالعام الماضى.

وليس من الواضح ما إذا كانت حركة طالبان وراء كل الهجمات الأخيرة، لانها لم تعلن مطلقا من قبل عن مسؤوليتها عن استهداف النساء بسبب الحساسيات الثقافية، حيث ينظر إلى الهجوم على النساء بأنه جبن لا يغتفر وينظر للإناث عموما على إنهن خارج النزاع.

وكان من النادر فى السابق استهداف مسؤولين من النساء، على الرغم من كون الاعتداء على المرأة ليس بالظاهرة الجديدة. ووفقا لنشطاء فإن النساء أكثر عرضة للهجوم من العناصر المغالية فى توجهها المحافظ فى المجتمع المدنى.

وتقول شاه عن حادثة القتل فى إقليم لغمان، إن مقتل إسلام بيبى كان على يد أحد أقارب فتاة أفغانية هربت من المنزل وطلبت المساعدة من القسم النسائى.
وتقول عضوة بارزة فى البرلمان إن غالبية التدابير الأمنية المتاحة من أجل الدفاع عن حقوق المرأة يقوم بها المجتمع الدولى. ويخشى الكثيرون من أن تضيع بعد رحيل القوات الأجنبية التى يقودها حلف شمال الأطلسى (ناتو) العام المقبل.

وتقول فارخوندا ندرى "خوفى الرئيسى من هشاشة كافة الإنجازات. فبعد 11 عاما من المفترض أن نكون قادرين على الشعور بمزيد من الثقة، بدلا من أن نكون فى حالة من الذعر".

وتعتبر شاه الأقل أملا وسط الآخرين وترغب فى الرحيل.

وتقول شاه "إذا كنت فى خطر أو أذى حقيقى، فإنه ينبغى على المجتمع الدولى، أن يوفر لى ممرا آمنا وتأشيرة حتى أتمكن من الذهاب إلى مكان آخر وطلب اللجوء السياسى .. إن هذا البلد أصبح خطيرا للغاية بالنسبة للنساء".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة