رصدت دراسة علمية أعدها، شريف درويش اللبان، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التى تم تطبيقها على عينة عشوائية من 50 طالبا وطالبة من كليات جامعة القاهرة، رصدت آراء 27 طالبة و23 طالبا بهدف التعرف على "المخاطر المتعلقة بالإباحية الإلكترونية على الشباب المصرى وآليات مكافحتها".
وتعد هذه الظاهرة من الظواهر المجتمعية التى باتت تؤرق كافة الأسر المصرية خاصة بعد وصولها لدرجة الذروة وما صاحبها من انتشار "التحرش الجنسى" فى الفترات الماضية فى الشارع المصرى، كما جلبت هذه الظاهرة "صداعا مزمنا" للحكومات المصرية المتعاقبة، الأمر الذى أخرج هذه الحكومات عن صمتها للتصدى والمواجهة لهذه الظاهرة، لكنها عجزت عن تقديم مبادرة جادة للتصدى خاصة عندما أعلنت أن التصدى سيكلف الدولة ما يقارب من 10 ملايين دولار، الأمر الذى يمثل غاية فى الصعوبة خاصة فى ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية.
حصل الباحث فى دراسته على عدد من النتائج الخطيرة، الأمر الذى جعله يستشهد بإحدى التجارب الغربية الهامة فى التصدى لهذه الظاهرة، كما قدم لنا العديد من التوصيات التى جاءت بمثابة روشتة لكافة الأسر المصرية من أجل حماية شبابنا علاوة على تقديم حلول تعمل على التصدى لهذه الظاهرة وتوفير ملايين الدولارات للحكومة المصرية.
ورصد الدكتور شريف، فى دراسته العلمية عددا من المخاطر الإباحية للإنترنت، من أهمها: أن 60% من الشباب المبحوثين لا يعرف كيفية استخدامهم لشبكة الإنترنت الأمر الذى قد يؤدى يهم إلى التعرض لهذه المواقع الإباحية بشكل متكرر، وأن أكثر من نصف الشباب المبحوثين لا يشاركهم آباؤهم أثناء استخدامهم لشبكة الإنترنت وهذا أمر خطير يدل على انخفاض دور الأسر فى رقابة أبنائهم، وأن المصريين هم أكثر تأثرا بالمواقع الإباحية من وجهة نظر الشباب المبحوثين، وأن جريمة التحرش الجنسى من أبرز الجرائم التى ترتكب إثر مشاهدة المواقع الإباحية.
استشهد الباحث فى دراسته بإحدى تجارب الدول الغربية الهامة فى التصدى لهذه المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، وهى التجربة البريطانية التى تقدم مجموعة من الإجراءات قام بتطويرها مساهمون أساسيون هم اتحاد الشركات المقدمة للخدمة، ومؤسسة تبادل خدمة الإنترنت اللندنية، ومؤسسة الشبكة الآمنة، حيث تركز هذه المقترحات على صور الأطفال العارية غير الشرعية الموجودة على الإنترنت، حيث توجد رغبة لدى المشاركين فى هذه المقترحات لإزالة هذه الصور من على الشبكة، والتصدى لإزالة وحجب كل المواد غير الشرعية المتداولة عبر الشبكة، وتم تبنى هذه المقترحات والتوصية بها من أجل التوصل إلى فرض بعض القيود التكنولوجية أو القانونية المنبثقة عن هذه المقترحات، وتشجيع كل شركات الإنترنت المقدمة للخدمة لدعم وتبنى هذه المجموعة من الإجراءات.
روشتة للحكومة والأسر المصرية للتصدى للمواقع الإباحية
وصف الدكتور شريف اللبان، روشتة مجانية لكلا من الحكومة والأسر المصرية للتصدى لهذه الظاهرة الاجتماعية المتفشية والتصدى لها، أبرزها أنه يجب على كل أسرة مصرية أن تضع جهاز الكمبيوتر الخاص بالأطفال والمراهقين فى غرفة المعيشة أو فى منطقة مركزية بالمنزل بحيث تمكن مراقبته بسهولته ويجب فحص قائمة العناوين المفضلة بالكمبيوتر ومخزن الذاكرة المؤقتة الذى يحتوى على مواقع الإنترنت التى تمت زيارتها من أجل التعرف على المواقع التى زارها الأطفال والمراهقون، وأن تطلب من أطفالك إلا يعطوا أبداً أسماءهم الحقيقية أو أرقام هواتفهم وعناوينهم أو حتى عنوان بريدهم الإلكترونى لأى فرد على شبكة الإنترنت، وأنه لابد لأولياء الأمور أن يحفظوا كلمة السر التى تسمح بالدخول إلى الإنترنت وتحديد التوقيت المناسب لدخول أطفالهم ومراهقيهم إلى الشبكة، ويجب أن تفهم الأسرة أن العنف والصراخ عن اكتشاف تردد الأبناء على المواقع الجنسية على الشبكة لن يجدى والمهم هو التحدث معهم وإقناعهم بأن هذه المواقع ضارة جدا، الأمر الذى جعل الباحث يقدم فى دراسته روشتة غاية فى الأهمية هى- استبدال رقابة الأسرة بالرقابة الحكومية، وهو ما يحد من التعرض لهذه المواقع وانخفاض نسب التحرش الجنسى فى الشارع المصرى، وبالتالى توفير على الحكومة إنفاق ملايين الدولارت من أجل حجب هذه المواقع.
دراسة مصرية توفر 10 ملايين دولار وتقدم روشتة للأسر بحجب المواقع الجنسية
السبت، 19 يناير 2013 07:53 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة