مِن جَاوِر السَّعِد يسْعَد.. بكسرة صفراء زاهية تعاند الانكسار، تتلوها فاتحة خضراء فوق جيم الجِوار، وشدة حمراء تعلوها فاتحة خضراء فوق سين السعادة، شكلوا حروف شعارهم بألوان التفاؤل والأمل، قبل أن يشكلوه بأدوات التنوين واللغة.. يعطونه "لجيران الهنا" وهم يقفلون على "ناصية" صبغوها بحلم صغير قبل أن يطالبوهم بالتوقيع على ورقة تلزمهم طوال العمر "هَبتِسِم لجارى كل صُبحيه".
"أنت منين" الكلمة الدارجة التى كتبها "النصياوية" على ملابسهم محملة بنفس ألوان تشكيلهم الزاهية كانت المغناطيس الذى يجذب لهم "جيران الهنا" و"ضيوف السعد" على حد سواء.. يقتربون منهم ليسترسل شباب ناصية فى المعادى التى بدأوا فيها منذ ثلاثة أشهر، أو الزمالك ومصر الجديدة اللتان بدئوا فيهما هذا الشهر، فى الحكى عن فكرة ناصية، يطالبونهم بالانضمام إلى مجتمع جديد يحاول العودة إلى المجتمع القديم، وقت كان أهل ناصية يقفون ليمنعوا أى معاكسة فى المنطقة، يسرعون لإنقاذ أى محتاج، يجمعون من بعضهم لمساعدة أى فقير، يمنعون المارة من إلقاء القمامة فى شارعهم، كلمه حلوة منهم تحل أى مشكلة فى المنطقة مهما كانت، فى الحزن والفرح يتفاخر بهم أهل المنطقة.
100 عضو فى المعادى، و35 فى الزمالك ومثلهم فى مصر الجديدة، إضافة إلى 45 ألف معجب على الفيس بوك، وعشرات الآلاف من الزيارات إلى موقع nassya.com ومجموعه متعددة من الأحداث والحملات، هى حصيلة أهل ناصية فى ثلاثة شهور فقط.. ولكن نقطة البداية كانت من شاب مازال فى كلية الطب، حتى لم يكن اجتماعيا بالدرجة الكبيرة من قبل، جاءت الثورة ونزل إلى اللجان الشعبية ليكتشف قوة ناصية الحقيقية، شاهد كيف يتجمع أهل المنطقة مع بعضهم مستعدين لتقديم أرواحهم قبل أن يخدش بيت من المنطقة، ينبهر حين يرى المشاريب والطعام يتناقل بين أيديهم دون أن يعرفوا من منزل من، يستمعون لصوت عالى فى منزل ويحلون مشكلته فى ثوانى، ساعات دون أن يأتى أى تهديد فيبدءون فى تنظيف المنطقة.. من يتجرأ أن يعاكس فتاه فى الشارع.. يقولها وهو يتذكر أيام خلت.
تبخرت الأيام، وعاد الزمان لما كان، وظل محمد عبد الرؤوف صاحب ال21 عاما يقف على ناصية اللجان الشعبية وحيدا، لم تشغله الأحداث مثل الباقين، وقرر أن يعود لناصيته، وجد موقعnassya.com الموقع المصرى الذى تدخل عليه ليخبرك بمكانك، وما يحدث حولك من أحداث، يدعوك لإضافة جيرانك، أو النداء عليهم بما تريدهم أن يسمعوه فيما يشبه تحديث الحالة على الفيس بوك، تنظم معهم الأحداث وتتشابك مع أهل منطقتك، ارتبط بالموقع ومصمميه واتخذوا معا خطوة أخرى من العمل فى الشارع أختار منطقة المعادى، ويقول "كانت مجتمع مثالى.. أماكن خروجه وتجمع شبابه معروفة وواحدة لديهم جميعا، انتشرنا فيه بسرعة كبيرة وتعرفنا على أفضل شبابه، ونظمنا أول حملاتنا فى مناهضة التحرش هناك، وبدأ الشباب يتفاعلون ويعرفون بعضهم ويدعون أصدقائهم وينظمون حملات مستمرة للنهوض بالمجتمع، ثم انتقلنا إلى الزمالك، ومنها إلى مصر الجديدة التى أسكن أنا بها".
بجوار أسهم "أنت منين.. وباللغة الإنجليزية استكشف.. وجيران الهنا.. وباللغة الإنجليزية أنتمى" يحكى محمد تفاصيل "ناصية فى كل منطقة" فلكل مكان عمدته أختاره هو فى بداية الناصية على أن يتم انتخاب عمده جديد بعد اكتمال المجتمع عقب 6 أشهر يقول بمزاح "حتى إحنا عندنا مرحلة انتقالية" ومن خلف العمدة مجموعة من الوزراء الذين يعملون على مشاريع المنطقة، ولكن بعد عشرة سنوات من الآن يرى محمد ناصيته ويقول "لن يكون هناك شىء فى مصر إلا وسيكون شباب ناصية يشاركون فيه، لأن هذه هو الشىء الذى يجمع شباب كل منطقة فى مجموعة واحدة، ويخدم مجتمعهم الكبير من خلال خدمه مجتمعة الصغيرة".
ناصية.. دور على "جيران الهنا" عشان "مِن جَاوِر السَّعِد.. يسْعَد"
الأحد، 13 يناير 2013 10:02 ص
شباب ناصية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على ترك
تحفة