أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

جماعة «أحلى من الشرف مفيش»

الثلاثاء، 01 يناير 2013 02:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بثقة تامة، ولهجة استعلائية معتادة، وغرور بات من أشهر سمات جماعة الإخوان المسلمين.. أتحفنا القيادى الإخوانى صبحى صالح بفيض من تصريحاته النارية، فقال صبحى إن مصر كادت أن تضيع أكثر من مرة أثناء المرحلة الانتقالية لولا وقوف شرفاء الوطن ضد هذا المخطط، ثم شرح كيف خطط بمساعدة المستشار طارق البشرى لمسار المرحلة الانتقالية، بما يوحى بوجود شبه للمؤامرة على مستقبل البلاد، لكن دعك من المؤامرة، ودعك أيضا من صدمة البعض فى المستشار البشرى من بعد صدمتهم فى الدكتور سليم العوا، ولا أعرف هنا محلا للصدمة، بعد أن تعاون الاثنان مع المجلس العسكرى القاتل، وكانا دائمى التشدق بإنجازاته، لكن دعك أيضا من هاتين الصدمتين، وانظر معى إلى معنى «الشرف» الذى وصف به «صبحى» نفسه وجماعته، فالقيادى الذى وصف نفسه سابقا بأنه «شغال عند ربنا» لم يجد حرجا فى مدح نفسه وجماعته ومن ناصرها، مانحا نفسه لقب «شريف» حارما غيره منه، برغم أنه من المفترض أنه «شغال عند ربنا» ومن المفترض أيضا أنه سمع قوله تعالى «فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى»، لكن دعك أيضا من مخالفتهم لصريح الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وتأمل معى معنى «الشرف» فى خطاب الإخوان، وأبحث معى عن «أمارة» لهذا الشرف.

فى اللغة العربية تعنى كلمة الشرف «المكان المرتفع»، ومن هذا الأصل أتت كلمة «شرفة»، التى من المعتاد أن تكون عالية، وبالنظر إلى مقر جماعة الإخوان أعلى هضبة المقطم، نجد أن الشرط الشكلى متحقق بالفعل فى منزلة الجماعة «جغرافيا» لكن هذا ليس كل شىء، فقد صاحب الكلمة «تاريخا»، مدلول معنوى آخر، حيث كان من المعتاد أن يسكن فى الأماكن المرتفعة من الوديان والسهول المعمورة كبراء القوم وأنبلهم وأكرمهم وأكثرهم التزاما بالحفاظ على «كلمته»، ومن هناك صار الشرف لصيقا بالكلمة التى لا تتغير، ولاتعرف التدليس، وقد كانت من عادات الشرفاء أن يحفظوا وعودهم، وأن يراعوا رحمهم، وأن يلتزموا «حرفيا» بما قطعوه على أنفسهم من تعهدات، ولنا مثلا فى واقعة قتل المتنبى خير مثال على مدى التزام العربى بكلمته التى هى شرفه، فقد آثر شاعر العربية الأول أن يقتل على أن يفر حينما ذكره قاتله بقوله «الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفنى والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ»، فوقف التزاما بكلمته وحمل شرفها إلى حتفه العالى.

قارن بين معنى الكلمة لغويا وتاريخيا، وانظر فى أفعال الإخوان وتصرفاتهم، وتأمل مدى التزامهم بتعهداتهم، وتأمل أيضا ما كان يردده الفنان الكبير «توفيق الدقن» فى فيلم «أحبك يا حسن»، أثناء قيامه بدور «عبده دانس»، ولتتأمل معى قوله الشهير «أحلى من الشرف مفيش يا آه يا آه» ومقدار حرصه الدائم على أن يصف نفسه بالشرف، بينما أفعاله تتناقض كلية مع ادعائه، فمن كان دائم التشدق بالشرف، كان دائم الإخلال بمتطلباته، دائم الهروب من تعهداته، دائم التعرض للشرفاء الحقيقيين، دائم التفنن فى تشويه أسمى المعانى وأجلها، وأنبل الشخصيات وأكثرها احتراما، ويبدو أن أوجه التشابه بين «عبده الدانس» والجماعة، لا تتوقف عند تشدقهما بالشرف «يا آه يا آه» وإنما تتعدى ذلك لتشكل آلية الاثنين فى الحياة، فيقول «عبده الدانس» وهو يجلس على قمة الحارة «أنا هنا النظام.. كده أفتح كده أقفل.. انتباه يا آه يا آه» فالدانس القابع على ناصية الحارة، كان يعين نفسه وصيا عليها وعلى من فيها بحكم البلطجة، أما الجماعة فهى الجالسة على «قمة» السلطة وبيدها مفاتيح الآيات والأحاديث، فإن أرادوا ضربوا التعاليم الإسلامية الآمرة بالالتزام بالعهود، وأتوا بحديث يبررون به حنث القسم، وإن فشلوا قالوا «رزقكم فى السماء وما توعدون»، وإن نجحوا قالوا «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

ميمو

هبوط إضطرارى فى مستوى اللغة والحبكة

عدد الردود 0

بواسطة:

المحامى

عن البوب سألونى ... ( جماعة فيها لأخفيها - عبده مشتاق سابقا )

عدد الردود 0

بواسطة:

اسامه موافى

osama mowafy

مبدع والله

عدد الردود 0

بواسطة:

سلامة مفتاح

الجماعات الدينية

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud

لا يتوقعون انهم سيقفون بين يدي الله ليحاسبهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة