نيويورك تايمز: الإخوان يقللون دور المرأة ويعززون القيم الأبوية حولها

اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية" بتعامل جماعة الإخوان المسلمين مع المرأة فى مصر، وقالت إنهم يعززون القيم "الأبوية" حول دور المرأة.

وتستهل الصحيفة تقريرها برأى أسامة أبو سلامة، الأستاذ بجامعة القاهرة، وأحد أعضاء الجماعة حول المرأة والذى أعرب عنه فى محاضرة ضمن ورشة عمل عن المشورة قبل الزواج، وقال فيه: "إن النساء عاطفيات وغير منظمات وهم زوجات وأمهات لكن لسن أبدا قادة أو حاكمات".

والأمر الصادم،كما تقول الصحيفة، هو عدم وجود أى رد فعل من قبل الموجودين والذين كان عددهم حوالى 30 شخصا.

وتابع أبو سلامة قائلاً: "إن المرأة تستمد متعتها من كونها تابعة وتجد سهولة فى طاعة زوجها الذى يحبها".

وتوضح نيويورك تايمز أنه منذ صعود الإخوان إلى السلطة وانتخاب أحد قادتها رئيسا لمصر، وهناك الكثير من الغموض تركز بشأن خططها إزاء للمرأة: هل ستحاول الجماعة فرض زى معين؟ هل ستمنع النساء من مجالات عمل محددة؟ وهل سيمنع قادتها الاختلاط فى المدارس؟

لكن فى بلد ترتدى أغلب نسائه الحجاب، وينفصلن بشكل تطوعى عن الرجال فى بيئات مختلطة، فهذه الأسئلة أكاديمية إلى حد كبير.. وطرح أبو سلامة أمام مستمعيه سؤالاً: "هل أنت كامرأة تستطيعن أن تتخذى قرارا وتتحملى عواقبه؟".

فهزت عدد من النساء رؤسهن نافيات حتى قبل أن يقدم أبو سلامة إجابته قائلا: "لا، بل الرجال يستطيعون، وقد خلقنا الله بهذه الطريقة، فالسفينة لا يكون لها أكثر من قبطان".

وتمضى الصحيفة قائلة: إن الإخوان المسلمين، يجيدون لغة الجماهير أكثر من أى جماعة سياسية أخرى فى مصر. ومن خلال التمسك بالقيم الأبوية والتقليدية حول دور المرأة فى المجتمع، فإنها تحظى بدعم شعبى وتكون رصيدا سياسيا وتعزز المحافظة الاجتماعية.

وتنقل الصحيفة عن هانيا شلقامى، أستاذ الأنثروبولوجيا وعضو مشارك فى مركز البحوث الاجتماعية فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قولها إن المرأة هى رمز للأخلاق والتى يمكن من خلالها تحقيق مكاسب سهلة.

وهؤلاء الذين يحرمون النساء من حقوقهن ويضعون قيودا على حرياتهن أو يضعونهن فى مكان التبعية يعتقدون أن الثمن السياسى لذلك زهيدا للغاية.

وتلفت الصحيفة إلى أن محاضرات أبو سلامة الإخوان جزء من ورشة عمل عن مشاورات قبل الزواج بعنوان "العروس والعريس ضد الشيطان"، وتعتبر هذه الجهود لتشكيل مجتمع محافظ دينيا جزء من خطة الإخوان على مدى عقود، وكانت سببا فى انتخاب محمد مرسى رئيسا للبلاد. حيث أن مرسى قدم ضمانات بأنه سيحمى حقوق المرأة ويشركها فى صناعة القرار. ورغم مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر على نجاحه فى الانتخابات، إلا أنه لم يوف بعد بعوده باختياره امرأة كنائب له، وبدلا من ذلك اختار فريقا استشاريا من 21 شخصا بينهم ثلاث سيدات.