أستاذ أحمد يرجع من عمله الساعة الخامسة مساء بعد يوم شاق فى العمل، ينتظر قليلا حتى ينطلق مدفع الإفطار ويتم وضع السفرة، تلك السفرة التى تحوى الوجبة الوحيدة التى يتناولها فى اليوم.. وهى تحتوى على ما لذ وطاب، وبعد ذلك يحلى بما تيسر من أنواع الحلويات ذلك اليوم.
ولكن المشكلة أنه عند الانتهاء من الأكل يبدأ قلبه فى الخفقان والاضطراب لفترة من الزمن قد تستمر من نصف ساعة إلى ساعتين.
يصف أستاذ أحمد هذا الاضطراب قائلا: "كأنى يا دكتور قاعد أجرى.. وبعد تكرار ذلك مرتين أو ثلاث أصبح يهمل هذه الظاهرة وتنتهى من حالها خلال نصف ساعة إلى ساعتين.. ويكمل فى وصفه أن هذا الخفقان يبدأ فجأة وبدون مقدمات، وليس ضرورة أن يحدث بعد كل غداء، ولكنه خبط عشواء وهو لا يسبب له إغماء أو دوخة أو ضيقة فى التنفس، ولكنه يخيفه كثيرا ويشغل باله حتى أنه فى بادئ الأمر كان يتشهد حتى ينتهى ذلك الخفقان، وقد زار بعض الأطباء الذين انقسموا إلى قسمين أحدهم يقول إنه سكر، ولكن كانت جميع فحوصات السكر سلبية، والفئة الأخرى كانت تقول إن مشكلته نفسية وقلق زائد وليس فى قلبه مشكلة صحية نهائيا، ببساطة لأن جميع فحوصات القلب طبيعية، فجاء العيادة يطلب المساعدة: ما سبب ذلك الخفقان وكيف يمكن علاجه؟
أحمد يعانى من مرض يسمى خفقان ما بعد الأكل، وهناك أسباب متعددة للخفقان مباشرة بعد الأكل من ضمنها القابلية للسكرى أو من لديه السكرى مع مضاعفاته على الأعصاب التى تتحكم فى الجهاز الهضمى أو انخفاض الضغط بعد عمليات المعدة... أو اقتطاع جزء من المعدة لأسباب طبية متعددة... كذلك بعض الأمراض الهرمونية مثل انخفاض الغدة الدرقية أو نقص وراثى فى إنزيمات معينة فى الجسم.. ومن الحالات النادرة – الاستثناء وليس القاعدة – أن يكون من أمراض شرايين القلب وبالذات الأم الشرايين التى تحدث بعد الأكل post prandial angina.
أما بعض هذه الحالات فليس له سبب واضح معلوم لدينا ومازال تحت البحث والاستقصاء... والغالبية من حالات الخفقان بعد الأكل تحدث فى أناس تكون فحوصاتهم القلبية طبيعية وليس لديهم سكرى ولم يسبق أن عملوا أى عملية فى البطن... وكذلك نعرف أيضا أن هذا المرض ليس خطيرا ولا يسبب جلطات فى القلب ومن السهل علاجه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة