أصدرت الصين بيانًا مشتركًا مع مصر حول زيارة الرئيس المصرى، محمد مرسى، لها أكدت فيه أن التبادل الدبلوماسى بين الصين ومصر جاء قبل 56 عاماً، حيث كانت جمهورية مصر العربية أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، ومنذ تدشين علاقات التعاون الإستراتيجى بين البلدين عام 1999، تتطور العلاقات الثنائية الصينية المصرية بصورة مستمرة وتزداد توطدا وعمقا، كما يتعزز التعاون المشترك بين البلدين بصورة عملية تحقق النفع المتبادل للجانبين، كما تزداد الصداقة بين الشعبين قوة ومتانة بمرور الأيام.
وتلبية لدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية هو جينتاو، قام الرئيس محمد مرسى، رئيس جمهورية مصر العربية، بزيارة دولة لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة ما بين 28 و 30 أغسطس 2012.
وأجرى الرئيس الصينى هو جينتاو مباحثات مع الرئيس محمد مرسى، الذى عقد لقاءات منفردة مع كل من رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى "وو بانغقوه" ورئيس مجلس الدولة الصـينى "ون جياباو" ونائب الرئيس الصينى "شى جينبينغ"، حيث تبادلت قيادتا البلدين وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلت القيادات إلى توافق آراء واسع النطاق.
وتابع البيان: يحترم الجانب الصينى حق الشعب المصرى فى اختيار النظام السياسى والطريق التنموى الخاص به بإرادته المستقلة، ويرحب بالإنجازات الإيجابية التى حققتها جمهورية مصر العربية بعد الانتقال السياسى السلمى منذ 25 يناير عام 2011، ويهنئ الشعب المصرى بإتمام الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الجديدة، ويدعم كافة جهود الجانب المصرى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصرى، بما يحقق له التقدم والرخاء، ويتمنى للشعب المصرى إنجازات جديدة ومستمرة فى طريق البناء والتنمية للبلاد، ويؤكد الجانب المصرى على التزامه بسياسة الصين الواحدة ودعمه لموقف حكومة الصين من القضايا المتعلقة بتايوان والتبت وشينجيانغ.
يؤكد الجانبان على استعدادهما لمواصلة تعزيز علاقاتهما التاريخية، واستكشاف آفاق المستقبل فى ظل المتغيرات والمستجدات الدولية وتكثيف التعاون والعمل المشترك من أجل مواصلة توطيد الصداقة التقليدية الصينية المصرية على أساس من الاحترام المتبادل والمساواة وتبادل المصالح ومواصلة إثراء مقومات علاقات التعاون الإستراتيجى، ووضع خطة شاملة لتطوير علاقات البلدين فى المستقبل بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
يؤكد الجانبان على رغبتهما فى توطيد العلاقات السياسية بين البلدين وتكثيف الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز التواصل على المستويات الحكومية والبرلمانية والحزبية والأهلية، وتبادل الخبرات فى مجالات الحكم والإصلاح والتنمية ومواصلة استكمال وتفعيل دور آليات التواصل والتعاون القائمة بين البلدين.
يرى الجانبان أن التعاون العملى فى مختلف المجالات هو جزء مهم من العلاقات الثنائية.. وتقدر الصين ما طرحه الجانب المصرى من خطة إنعاش الاقتصاد الوطنى، وستواصل تشجيع المزيد من المؤسسات الصينية للاستثمار فى مصر، وتستعد لتقديم ما فى وسعها من المساعدات للتنمية الاقتصادية المصرية.
ويعرب الجانبان عن رغبتهما فى تعزيز التبادل الاقتصادى والتجارى وتوسيع التعاون فى مجالات البنية التحتية والزراعة والتكنولوجيا والصحة والمواصلات والطاقة والمالية والسياحة والاتصالات والبيئة وغيرها، والترحيب ببناء منطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى وغيره من المشروعات بخطوات ثابتة.
يرى الجانبان ضرورة مواصلة تعزيز التنسيق والتعاون فى الشئون الدولية والإقليمية، حيث تدعم الصين دوراً أكبر لمصر كدولة محورية هامة تمثل ركيزة المنطقة فى الشئون الدولية والإقليمية.. كما تقدر مصر الجهود التى تبذلها الصين من أجل حماية مصالح الدول النامية وتعزيز التضامن والتعاون بينها، وتدعم مصر هذه الجهود.
ويعرب الجانبان عن ارتياحهما إزاء إنشاء منتدى التعاون الصينى العربى وإزاء إقامة علاقات التعاون الإستراتيجى الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة فى إطار المنتدى، كما يثمن الجانبان النتائج الإيجابية التى تم إحرازها فى الاجتماع الوزارى الخامس للمنتدى، الذى عقد فى الجمهورية التونسية فى شهر مايو 2012.
ويؤكد الجانبان على استعدادهما لمواصلة الجهود المشتركة لتعزيز بناء المنتدى وتطوير علاقات التعاون الإستراتيجى الصينية العربية.
ويرحب الجانبان بعقد المؤتمر الأول للتعاون السياحى والاستثمار السياحى العربى الصينى فى مصر فى الوقت المناسب وفقا لما نص عليه البرنامج التنفيذى لمنتدى التعاون الصينى العربى بين عامى 2012 و2014، الذى أقره الاجتماع الوزارى الخامس للمنتدى فى تونس.
ويرى الجانبان أن تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد يتفق مع المصالح الأساسية والإستراتيجية للجانبين، وأن منتدى التعاون الصينى الأفريقى باعتباره منبرا هاما وآلية فعالة للحوار الجماعى والتعاون العملى بين الجانبين الصينى والأفريقى يلعب دورًا لا بديل له فى تطوير العلاقات الصينية الإفريقية.. ويقدر الجانبان تقديرا كبيرا النتائج التى حققها الاجتماع الوزارى الخامس لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى المنعقد فى بكين فى شهر يوليو 2012، والذى أسهم الجانبان بقوة فى الإعداد له وفى نجاحه من خلال التشاور والتعاون الوثيقتين بين الجانبين اللذين توليا الرئاسة المشتركة، ويستعد الجانبان لبذل جهود مشتركة لإنجاز أعمال المتابعة للاجتماع ومواصلة تعزيز بناء المنتدى وتحقيق تطور أكبر للعلاقات الصينية الأفريقية.
يجدد الجانبان دعمهما لجهود الشعب الفلسطينى الرامية إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريفة، ودعمهما لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.. ويدعم الجانبان المجتمع الدولى لمواصلة تعزيز الجهود السلمية، من أجل حث الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على إيجاد حل شامل وعادل لقضية فلسطين عبر المفاوضات السلمية.. وتعرب الصين عن تقديرها العالى لمساهمات مصر فى دفع عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل والمصالحة الداخلية للشعب الفلسطينى، بينما تشيد مصر حالياً بجهود الصين فى دعم القضية العادلة للشعب الفلسطينى وحفظ السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
يرى الجانبان أنه على المجتمع الدولى أن يحترم تطلعات ومطالب شعوب منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا فى الإصلاح والتنمية، ويشجع الأطراف المعنية فى دول المنطقة على تسوية الخلافات عبر الحوار السياسى الشامل والسلمى، ويدعم حق دول المنطقة وشعوبها فى استكشاف طرق تتماشى مع ظروفها الوطنية بشكل مستقل، بما يحقق السلام والاستقرار والتنمية والديمقراطية والازدهار.
ويدعو الجانبان المجتمع الدولى إلى احترام سيادة دول المنطقة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وتعزيز المساعدة الاقتصادية لدول المنطقة والتعاون الاقتصادى معها، ودفع عملية التسوية للقضايا الساخنة، ولعب دور إيجابى وبناء فى تدعيم السلام والاستقرار والتنمية فى المنطقة.
يدعو الجانبان إلى إيجاد حل سياسى عاجل للمسألة السورية ويرفضان التدخل العسكرى الخارجى.. ويحثان الحكومة السورية وأى أطراف أخرى معنية على وقف القتل وأعـمال العنف بكافة أشــكالها فى أسرع وقت ممكن.. وتعرب الصين عن تقديرها لجهود جامعة الدول العربية الإيجابية الرامية إلى تسوية المسألة السورية سياسياً.
يدعو الجانبان إلى صيانة المكانة المحورية والدور الرائد للأمم المتحدة فى الشئون الدولية، ويؤكدان مجدداً على ضرورة إجراء إصلاحات للأمم المتحدة، وعلى ضرورة تصحيح الظلم التاريخى، الذى عانت منه الدول الأفريقية بإعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول الأفريقية فى مجلس الأمن وغيره من وكالات الأمم المتحدة.
يدعو الجانبان إلى تكريس الاحترام المتبادل بين الحضارات المختلفة ويدعمان إجراء حوار شامل ومنفتح بينها، بما يحقق الاستفادة المتبادلة ويعزز ازدهارًا للحضارة العالمية.
وقع الجانبان خلال الزيارة على الوثائق التالية:
-"اتفاق بين حكومة الصين الشعبية وحكومة مصر العربية للتعاون الاقتصادى والفنى".
-"اتفاق بين وزارة العلوم والتكنولوجيا لجمهورية الصين الشعبية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لجمهورية مصر العربية حول تعزيز التعاون الصينى المصرى فى المركز النموذجى للتقنيات الزراعية".
-"مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والمعلوماتية لجمهورية الصين الشعبية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لجمهورية مصر العربية حول التعاون فى مجال المعلومات والاتصالات".
-"مذكرة تفاهم بين وزارة حماية البيئة لجمهورية الصين الشعبية ووزارة الدولة لشئون البيئة لجمهورية مصر العربية حول التعاون البيئى".
-"البرنامج التنفيذى للتعاون فى مجال السياحة بين الهيئة الوطنية للسياحة لجمهورية الصين الشعبية ووزارة السياحة لجمهورية مصر العربية".
-اتفاقية بشأن توفير البنك الوطنى الصينى للتنمية (CDB) الائتمان للبنك الأهلى المصرى بمبلغ 200 مليون دولار أمريكى".
-"اتفاقية إطارية بين البنك الوطنى الصينى ( CDB ) ووزارة البحث العلمى المصرية حول التعاون فى مجال التخطيط والاستشارة".
أعرب الرئيس محمد مرسى عن شكره العميق لحسـن الاستقبال وكرم الضيافة من قبل الرئيس، هو جينتاو، والجانب الصينى خلال زيارته إلى الصين.
نص البيان المشترك بين مصر والصين.. بكين تحترم اختيار الشعب المصرى لنظامه السياسى.. والقاهرة تدعم موقف الحكومة الصينية من تايوان والتبت.. ومذكرات تعاون فى الزراعة والتكنولوجيا والصحة والمواصلات والطاقة
الخميس، 30 أغسطس 2012 07:59 م
مرسى ورئيس الصين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المحامي يـــــــاسر
العلاقات المصريه الصينيه في عهد مبارك(فذكر فانا الذكري تنفع المؤمنون)