لعنة «المورمونية» تلاحق ميت رومنى فى الانتخابات الأمريكية..انتماء المرشح الجمهورى لطائفة غير معترف بها كنسياً يهدد حلم الوصول للبيت الأبيض ورومنى يرد: كنيستى لن تؤثر على قراراتى الرئاسية
الأربعاء، 29 أغسطس 2012 10:49 ص
ميت رومنى
كتبت رباب فتحى
مع سطوع نجم ميت رومنى حاكم ولاية ماساشوستس الأمريكية السابق، ومرشح الحزب الجمهورى، باعتباره منافسا بارزا للرئيس باراك أوباما، وتحقيقه لمكاسب كبيرة فى الانتخابات التمهيدية فى كبرى الولايات، بدا وكأنه الفارس الأبيض المحافظ الذى جاء لينقذ الولايات المتحدة من الوقوع فى براثن التدهور الاقتصادى وتراجع الدور السيادى حول العالم، وشجعت تصريحاته الرنانة بشأن ضرورة تسليح المعارضة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد واستبداله بآخر يكف عن دعم الإرهاب وضرب النووى الإيرانى والقضاء على حليفه حزب الله فى لبنان، الناخبين الأمريكيين، على ترشيحه للمنافسة ضد أوباما فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل، الذى اتسم موقفه من هذه القضايا بالضعف واللامبالاة.
غير أن رومنى على ما يبدو لديه نقطة ضعف تشبه فى تأثيرها «كعب أخيليس»، متمثلة فى انتمائه لطائفة المورمون التى لا تعترف بها الكنيسة وتتهمها بالهرطقة، ورغم أن البعض قد لا يتصور أن الدين له تأثير كبير على مجرى السياسة الأمريكية باعتبار أن النظام السياسى يتبنى مبدأ فصل الدين عن الدولة، وأن الولايات المتحدة من كبرى الدول الصناعية الديمقراطية الرأسمالية فى العالم، فإن حقيقة الأمر غير ذلك، فالأمريكيون يهتمون للغاية بأمور الدين والانتماء لعضوية الكنائس والذهاب للصلاة، فهو جزء لا يتجزأ من حياة الكثير منهم اليومية.
ورغم أن عددا كبيرا من أفراد النخبة المثقفة فى أمريكا ذاتها، كان يعتقد قبل ثلاثة عقود أن الأصولية المسيحية فى طريقها إلى الاحتضار والزوال باستثناء فى بعض الجيوب المعزولة فى الجنوب التى لم تصلها المدنية بشكل كبير، ومن هنا زادت التساؤلات بشأن مدى تأثير انتماء رومنى لطائفة المورمون على عملية التصويت لصالحه فى الانتخابات الرئاسية، فى الوقت الذى يراه كثيرون مرشح المحافظين الأفضل لأنه يرفض الإجهاض وزواج الشواذ ويدافع عن جميع المعتقدات الدينية، ورغم تأكيدات رومنى «أنا أمريكى يسعى لمنصب الرئاسة، وأنا لا أربط مسألة ترشيحى بعقيدتى، كما لا يجب انتخاب الشخص انطلاقاً من عقيدته، ولا يجب رفضه بسبب معتقداته، أؤكد لكم بأن كنيستى لن تؤثر على قراراتى الرئاسية»، فإن هذا الموضوع لا يزال محل جدل واسع بين الأمريكيين.
جيم هنسون، مدير مشروع تكساس السياسى بجامعة أوستن الأمريكية قال إن «الجميع يكذب بشأن تأثير دين رومنى على الانتخابات، فجميعهم ينكر أن يكون له تأثير، ولكن حقيقة الأمر هذه القضية مطروحة بشكل كبير، بل وتعد مثارا للجدل. ولكن من المؤكد أن يؤثر انتماء رومنى لطائفة «المورمونية» على تصويت الديمقراطيين أكثر مما سيؤثر على تصويت الجمهوريين، ومع الأداء الاقتصادى الباهت لإدارة الرئيس أوباما، أغلب الظن ستتلاشى بالنسبة للجمهوريين مسألة الدين مقابل القدرة على تحسين الوضع الاقتصادى».
وأضاف هنسون ردا على سؤال «اليوم السابع» الذى كان ضمن الوفد المدعو من قبل الخارجية الأمريكية «لا أعتقد أن أى جمهورى سيقول لنفسه «دين رومنى لا تعترف به الكنيسة وليس دينا رئيسيا لذا سأصوت لأوباما، غير أن الديمقراطيين يستخدمون هذا الأمر، ويمكنهم أن يحققوا بعض النجاح فى هذا الصدد، وهناك سبب أقوى يدفع الجمهوريين لتوحيد صفوفهم وراء رومنى بالرغم من انتمائه الدينى، متمثل فى كراهيتهم لأوباما، ولا يمكن أن ننكر أن الكونجرس يهيمن عليه الجمهوريون، وحتى موقف أعضاء حزب الشاى بدأ يتغير بشكل ضخم ضد الرئيس الأمريكى».
واتفق كيفن فالتون، محام فى شركة قانونية أمريكية وأحد أعضاء منظمة «الأسبان الجمهوريين» بهيوستن، تكساس مع هنسون قائلا «انظروا إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الآن، فهو أسود من أصول أفريقية، واسمه الأوسط «حسين» لا يبدو معتادا بالنسبة للأمريكيين، ومع ذلك هو رئيسهم جميعا.. لهذا لا أعتقد أن مسألة الدين ستؤثر على مجرى الانتخابات. ولكن لا يمكن إغفال حقيقة أن انتماءه لطائفة المورمونية سيصيب البعض بالتردد إن كانوا محافظين للغاية، وفى هذه الحالة أتوقع ألا يذهب هؤلاء للتصويت، وإن ذهبوا فمن الصعب للغاية أن يمنحوا أصواتهم لأوباما».
وبالمثل استبعدت إليسا فرا، مدير الاتصالات باللجنة الوطنية الجمهورية بالعاصمة واشنطن، فى حديثها للوفد الإعلامى أن يؤثر الدين بوجه عام على اختيار الناخبين لمرشحهم، لاسيما وإن كانوا شبابا، إلا أنها اعترفت بشعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما بين جيل الشباب، فهو كان أول رئيس يغازلهم ويشعرهم بقيمة صوتهم الانتخابى، بعد أن كانوا يشعرون بعزلة سياسية كبيرة نظرا، لأن أصواتهم يعرف أنها بلا قيمة تذكر بالمقارنة مع فئة الكبار.
ومضت إليسا فرا تقول «ربما لا يزال يحظى الرئيس أوباما بشعبية كبيرة بين جيل الشباب، ولكن عامل الحسم هذه المرة سيكون الاقتصاد والقدرة على توفير فرص العمل، فرغم أن الرئيس الأمريكى يفضله الشباب، فإنهم كانوا الفئة الأكثر تضررا فى عهده، فهم الآن لا يستطيعون ترك منازل آبائهم لعدم قدرتهم على تأمين سكن وعمل، كما أنهم يعانون من البطالة وعدم القدرة على دفع حتى مصاريف دراستهم الجامعية، لذا لن تلعب مسألة الدين دورا هاما فى تغيير صوت الناخب، وإنما سيفعل ذلك النقاط الإيجابية التى يستطيع أن يوفرها المرشح الرئاسى».
ورأت بعض وسائل الإعلام العالمية أن ميت رومنى لم يضطر خلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين إلى تبرير انتمائه إلى الكنيسة المورمونية، لكنه سيواجه تشكيك شريحة من الأمريكيين بسبب ديانته. وقد تجاوز حاكم ماساتشوستس السابق تحديا كبيرا وهو عدم جعل انتمائه الدينى يشكل عائقا أمام فرصه للفوز بترشيح الحزب الجمهورى، لكنها المرة الأولى التى يفوز فيها مورمونى بترشيح حزب كبير فى السياسة الأمريكية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مستشارى رومنى اعتبروا أن الوقت حان ليتكلم أكثر عن إيمانه، مراهنين فى ذلك على صورة المرشح الملتزم دينيا.
وبشكل عام فإن الأمريكيين يبدون تشككا أكثر من معاداة حيال هذه الكنيسة التى أسسها جوزيف سميث فى العام 1820، ويؤكد أن الله ويسوع المسيح أوكلا إليه مهمة إعادة الكنيسة إلى جذورها، وأظهر استطلاع للرأى أجرته بلومبرج نيوز فى مارس الماضى أن ثلث الأمريكيين لديهم رأى «سلبى» حيال المورمونية.
والكنيسة المورمونية محافظة جدا ومعروفة بأنها دافعت فى السابق عن تعدد الزوجات، كما أنها تحظر الكحول والتدخين والشاى والقهوة على أعضائها وترفض الحق بالإجهاض وزواج مثليى الجنس وتدعو إلى العفة قبل الزواج، وتضم ستة ملايين منتسب فى الولايات المتحدة.
ويقول براندون روتينجوس من جامعة هيوستون «تكساس» إن ميت رومنى والقاعدة الناخبة المسيحية المحافظة يستندون إلى هذه القيم المحافظة للمورمونية، مضيفا فى مقابلة نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء أن «شريحة صغيرة من الناخبين الإنجيليين لا يقبلون إيمان المورمون على أنه عقيدة مسيحية، لكن الغالبية متسامحة». وأظهر تحقيق أجراه معهد بيو ونشرت نتائجه مؤخرا أن 56% من المورمونيين يعتقدون أن البلاد باتت جاهزة لانتخاب مورمونى، مقابل 32% يرون عكس ذلك.
وكنيسة يسوع المسيح ليوم الدينونة وهو الاسم الرسمى لكنيسة المورمون لم تصدر أية كلمة حتى الآن حول الحملة ومن المرجح جدا أن تبقى على هذا الموقف حتى 6 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية، وقال إريك هوكينز الناطق باسم الكنيسة بعد فوز ميت رومنى فى الانتخابات التمهيدية فى تكساس حين جمع عدد المندوبين الكافى لضمان نيله ترشيح حزبه إن «الحيادية السياسية للكنيسة معتمدة بشكل قوى، لا نرغب فى أن نتحدث عن عملية انتخابات»، وفى المقابل يرى آرون شيرينيان وهو مورمونى من واشنطن، فى ذلك فرصة وحيدة «للتحدث عن هويتنا عما نؤمن به وأن نفسر لماذا أن خدمة بلادنا هى فعليا فى صلب كل ما تقوم به مجموعتنا»، مضيفا «هذا يعنى أن هذه الانتخابات ستتقرر حول ما يملكه الناس فى محفظاتهم أكثر مما هو حول ما يقال فى العظات».
ومع معدل بطالة يبقى على نسبة 8,1% من الأشخاص فى سن العمل، أى أكثر بثلاث نقاط مما كان عليه قبل أزمة 2008، سيطغى الشق الاقتصادى فعليا على عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويخوض باراك أوباما حملته على هذا الأساس، وبث فريق حملته الانتخابية وثيقة حول الأداء الاقتصادى «الكارثى» لميت رومنى خلال ولايته كحاكم لماساتشوستس بين 2003 و2007.
أوباما وضع شعبيته على المحك بتأييد زواج المثليين
أما عن آراء رومنى، فتلقى ترحيبا واسعا بين الأمريكيين، لاسيما تلك المتعلقة برفض زواج المثليين، فعلى عكس أوباما الذى خاطر بشعبيته عندما حسم موقفه حيال هذا الأمر بإعلان تأييده صراحة لزواج المثليين، مبررا ذلك بأنه امتداد منطقى لرؤيته للولايات المتحدة، اعترض المرشح الجمهورى بشدة على إجازته، مشيرا إلى أن الزواج يكون بين «الرجل والمرأة»، ووصف تصريحات أوباما بالمخاطرة بإثارة غضب معاقل الأمريكيين المحافظين بإعلانه هذا، ورغم أن الرئيس الأمريكى ليس له الحق فى منح الشواذ حق الزواج، الذى تقرره الولايات بنفسها، لكن إعلانه يضع خطًا حادا فاصلاً.
ومن جانبها، أشارت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إلى أن حوالى 6 من ضمن 10 من الناخبين فى الولايات المتحدة لن يقوموا بتغيير موقفهم تجاه الرئيس أوباما، ولكن وعلى ما يبدو أن انخفاض الدعم بالرئيس أوباما قد جاء من قبل الأشخاص المستقلين غير المنتميين للحزب الديمقراطى أو الجمهورى، حيث يتضح من استطلاع الرأى أن حوالى 26% من الناخبين المستقلين سوف يقومون بتغير موقفهم تجاه الرئيس أوباما بسبب تصريحه بشأن زواج الشواذ جنسيا.
موقف رومنى من السياسة الخارجية
تبنى رومنى سياسة خارجية متشددة حيال باقى ملفات السياسة الخارجية، حيث إن البعض يشبه فترته الرئاسية- فى حال نجاحه فى الانتخابات ووصوله إلى المكتب البيضاوى أوائل العام القادم- بأنها ستكون بمثابة الفترة الثالثة لـ«جورج دبليو بوش» لتشددها مع منافسى الولايات المتحدة، وتأييدها اللامتناهى لإسرائيل ولسياساتها فى المنطقة.
حيث أعلن رومنى أن تل أبيب ستكون أولى العواصم التى سيزورها، فى حال نجاحه فى انتخابات السادس من نوفمبر. وبالفعل قرر المرشح الجمهورى، زيارة بريطانيا وبولندا وإسرائيل لتأكيد دعمه لليهود حول العالم، وتحديدا فى تل أبيب، لشعورهم بأن أوباما تخلى عنهم وفشل فى حماية مصالحهم، وهذا ليس بغريب على مرشحى الانتخابات الأمريكية من الحزبين الديمقراطى والجمهورى لمغازلتهم أصوات اليهود الأمريكيين كقوة تصويتية فى الانتخابات، ناهيك عن الدعم المالى والإعلامى الذى تقدمه إلى المرشح الذى تدعمه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما شن المرشح الرئاسى الجمهورى هجوما عنيفا على السياسة الخارجية لمنافسه الرئيس باراك أوباما، متهما إياه بعدم استخدام القوة بما يكفى مع إيران والصين وروسيا، وعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية.
ونقلت الصحيفة عن رومنى «لن أتنازل عن الزعامة الأمريكية فى العالم.. يجب أن نثق فى قضيتنا، وأن نكون واضحين فى هدفنا وواثقين فى قوتنا».
وفى أول كلمة له عن السياسة الخارجية أمام المؤتمر السنوى لمنظمة قدامى المقاتلين فى مدينة رينو بولاية نيفادا، عنّف رومنى إدارة أوباما على التخفيضات المقترحة فى الإنفاق العسكرى، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل فى الادعاءات الخاصة بتسريب البيت الأبيض لمعلومات حساسة تتعلق بالأمن القومى لتحقيق مكاسب سياسية للرئيس أوباما.
وعلى خلاف سياسات أوباما المنفتحة على الصين وروسيا، يعلن رومنى عن سياسة خارجية أكثر تشددا تجاه الدولتين.
استنكار حملة «رومنى» لاستغلال الإعلام انتماءه لطائفة «المورمون» للهجوم عليه قبل الانتخابات
وأما عن استغلال انتماء رومنى لطائفة المورمونية، استنكرت حملة المرشح الجمهورى استخدام بعض وسائل الإعلام هذه القضية لتقويضه قبل الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الحملة عكفت على إيجاد طريقة بسيطة لتحديد ما إذا كانت التغطية الإعلامية لانتماء المرشح لطائفة المورمون، وذلك عن طريق مقارنتها بما يحدث عندما يكون يهودى هو المرشح للانتخابات. وتقول أندريا سول، المتحدثة الرسمية باسم رومنى، إن «اختبارنا يعتمد على ما يكتب عن الديانات الأخرى، فهل يكتب «يهودى» بجانب المرشحين الآخرين».
وأشارت إلى ما جاء فى مقال بصحيفة «واشنطن بوست» تعليقا على الطائفة نفسها، ووصفت الاعتقاد بأن كنيسة المسيح الحقيقية تم استعادتها بعد قرون من الردة، بعدما ترجم جوزيف سميث فى القرن التاسع عشر كتاب المورمون من لوحات ذهبية اكتشفها فى ولاية نيويورك.
وتساءلت سول «هل كنت ستكتب نفس الجملة إذا كنت تصف الدين اليهودى، فاليهود يعتقدون أن رسولهم موسى تلقى الألواح من الله مباشرة على قمة الجبل؟»، وأجابت «بالطبع لا، ومع ذلك يتم الإشارة إلى قصة مشابهة فى المورمونية».
ومضت «واشنطن بوست» تقول، إن الغضب حيال الطريقة التى يعامل بها أول مرشح مورمونى يمثل حزباً كبيراً فى الانتخابات الرئاسية زاد كثيرا فى الآونة الأخيرة، وكتبت جودى كانتور، فى تقرير بجريدة «نيويورك تايمز» مؤخراً، إن مساعدى رومنى يسائلون الصحفيين «هل تكتبون هذا عن مرشح يهودى؟» وأرجعت الصحيفة أسباب هذه التساؤلات إلى الحسابات السياسية، والقلق الحثيث حيال التعصب الدينى تجاه إيمان لطالما عانى. وبغض النظر عن الدافع وراء الاهتمام بهذا الإيمان وتأثيره على المرشح الجمهورى، تواجه حملة رومنى تحديا كبيرا أمام الإعلام والمتمثل فى تثقيف الرأى العام بشأن الدين غير المألوف.
وأصر من جانبه رومنى على التأكيد على مدى إخلاصه لهذه الطائفة والذهاب إلى الكنيسة، ولكنه تجنب مناقشة أصل الدين. ونقلت الصحيفة عن السيناتور جو ليبرمان، أول مرشح يهودى للمكتب الوطنى قوله دفاعاً عن رومنى «هذا موقف صعب»، فرغم أن هذا يمنح الرأى العام فرصة للاستفادة والتعلم عن دين المرشح، فإنه «كلما تحدثت عن تفاصيل متعلقة بدين الشخص، كلما شجعت الناخبين على التصويت على أساس الدين بدلا من الشخص نفسه وسياساته».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع سطوع نجم ميت رومنى حاكم ولاية ماساشوستس الأمريكية السابق، ومرشح الحزب الجمهورى، باعتباره منافسا بارزا للرئيس باراك أوباما، وتحقيقه لمكاسب كبيرة فى الانتخابات التمهيدية فى كبرى الولايات، بدا وكأنه الفارس الأبيض المحافظ الذى جاء لينقذ الولايات المتحدة من الوقوع فى براثن التدهور الاقتصادى وتراجع الدور السيادى حول العالم، وشجعت تصريحاته الرنانة بشأن ضرورة تسليح المعارضة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد واستبداله بآخر يكف عن دعم الإرهاب وضرب النووى الإيرانى والقضاء على حليفه حزب الله فى لبنان، الناخبين الأمريكيين، على ترشيحه للمنافسة ضد أوباما فى انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل، الذى اتسم موقفه من هذه القضايا بالضعف واللامبالاة.
غير أن رومنى على ما يبدو لديه نقطة ضعف تشبه فى تأثيرها «كعب أخيليس»، متمثلة فى انتمائه لطائفة المورمون التى لا تعترف بها الكنيسة وتتهمها بالهرطقة، ورغم أن البعض قد لا يتصور أن الدين له تأثير كبير على مجرى السياسة الأمريكية باعتبار أن النظام السياسى يتبنى مبدأ فصل الدين عن الدولة، وأن الولايات المتحدة من كبرى الدول الصناعية الديمقراطية الرأسمالية فى العالم، فإن حقيقة الأمر غير ذلك، فالأمريكيون يهتمون للغاية بأمور الدين والانتماء لعضوية الكنائس والذهاب للصلاة، فهو جزء لا يتجزأ من حياة الكثير منهم اليومية.
ورغم أن عددا كبيرا من أفراد النخبة المثقفة فى أمريكا ذاتها، كان يعتقد قبل ثلاثة عقود أن الأصولية المسيحية فى طريقها إلى الاحتضار والزوال باستثناء فى بعض الجيوب المعزولة فى الجنوب التى لم تصلها المدنية بشكل كبير، ومن هنا زادت التساؤلات بشأن مدى تأثير انتماء رومنى لطائفة المورمون على عملية التصويت لصالحه فى الانتخابات الرئاسية، فى الوقت الذى يراه كثيرون مرشح المحافظين الأفضل لأنه يرفض الإجهاض وزواج الشواذ ويدافع عن جميع المعتقدات الدينية، ورغم تأكيدات رومنى «أنا أمريكى يسعى لمنصب الرئاسة، وأنا لا أربط مسألة ترشيحى بعقيدتى، كما لا يجب انتخاب الشخص انطلاقاً من عقيدته، ولا يجب رفضه بسبب معتقداته، أؤكد لكم بأن كنيستى لن تؤثر على قراراتى الرئاسية»، فإن هذا الموضوع لا يزال محل جدل واسع بين الأمريكيين.
جيم هنسون، مدير مشروع تكساس السياسى بجامعة أوستن الأمريكية قال إن «الجميع يكذب بشأن تأثير دين رومنى على الانتخابات، فجميعهم ينكر أن يكون له تأثير، ولكن حقيقة الأمر هذه القضية مطروحة بشكل كبير، بل وتعد مثارا للجدل. ولكن من المؤكد أن يؤثر انتماء رومنى لطائفة «المورمونية» على تصويت الديمقراطيين أكثر مما سيؤثر على تصويت الجمهوريين، ومع الأداء الاقتصادى الباهت لإدارة الرئيس أوباما، أغلب الظن ستتلاشى بالنسبة للجمهوريين مسألة الدين مقابل القدرة على تحسين الوضع الاقتصادى».
وأضاف هنسون ردا على سؤال «اليوم السابع» الذى كان ضمن الوفد المدعو من قبل الخارجية الأمريكية «لا أعتقد أن أى جمهورى سيقول لنفسه «دين رومنى لا تعترف به الكنيسة وليس دينا رئيسيا لذا سأصوت لأوباما، غير أن الديمقراطيين يستخدمون هذا الأمر، ويمكنهم أن يحققوا بعض النجاح فى هذا الصدد، وهناك سبب أقوى يدفع الجمهوريين لتوحيد صفوفهم وراء رومنى بالرغم من انتمائه الدينى، متمثل فى كراهيتهم لأوباما، ولا يمكن أن ننكر أن الكونجرس يهيمن عليه الجمهوريون، وحتى موقف أعضاء حزب الشاى بدأ يتغير بشكل ضخم ضد الرئيس الأمريكى».
واتفق كيفن فالتون، محام فى شركة قانونية أمريكية وأحد أعضاء منظمة «الأسبان الجمهوريين» بهيوستن، تكساس مع هنسون قائلا «انظروا إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الآن، فهو أسود من أصول أفريقية، واسمه الأوسط «حسين» لا يبدو معتادا بالنسبة للأمريكيين، ومع ذلك هو رئيسهم جميعا.. لهذا لا أعتقد أن مسألة الدين ستؤثر على مجرى الانتخابات. ولكن لا يمكن إغفال حقيقة أن انتماءه لطائفة المورمونية سيصيب البعض بالتردد إن كانوا محافظين للغاية، وفى هذه الحالة أتوقع ألا يذهب هؤلاء للتصويت، وإن ذهبوا فمن الصعب للغاية أن يمنحوا أصواتهم لأوباما».
وبالمثل استبعدت إليسا فرا، مدير الاتصالات باللجنة الوطنية الجمهورية بالعاصمة واشنطن، فى حديثها للوفد الإعلامى أن يؤثر الدين بوجه عام على اختيار الناخبين لمرشحهم، لاسيما وإن كانوا شبابا، إلا أنها اعترفت بشعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما بين جيل الشباب، فهو كان أول رئيس يغازلهم ويشعرهم بقيمة صوتهم الانتخابى، بعد أن كانوا يشعرون بعزلة سياسية كبيرة نظرا، لأن أصواتهم يعرف أنها بلا قيمة تذكر بالمقارنة مع فئة الكبار.
ومضت إليسا فرا تقول «ربما لا يزال يحظى الرئيس أوباما بشعبية كبيرة بين جيل الشباب، ولكن عامل الحسم هذه المرة سيكون الاقتصاد والقدرة على توفير فرص العمل، فرغم أن الرئيس الأمريكى يفضله الشباب، فإنهم كانوا الفئة الأكثر تضررا فى عهده، فهم الآن لا يستطيعون ترك منازل آبائهم لعدم قدرتهم على تأمين سكن وعمل، كما أنهم يعانون من البطالة وعدم القدرة على دفع حتى مصاريف دراستهم الجامعية، لذا لن تلعب مسألة الدين دورا هاما فى تغيير صوت الناخب، وإنما سيفعل ذلك النقاط الإيجابية التى يستطيع أن يوفرها المرشح الرئاسى».
ورأت بعض وسائل الإعلام العالمية أن ميت رومنى لم يضطر خلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين إلى تبرير انتمائه إلى الكنيسة المورمونية، لكنه سيواجه تشكيك شريحة من الأمريكيين بسبب ديانته. وقد تجاوز حاكم ماساتشوستس السابق تحديا كبيرا وهو عدم جعل انتمائه الدينى يشكل عائقا أمام فرصه للفوز بترشيح الحزب الجمهورى، لكنها المرة الأولى التى يفوز فيها مورمونى بترشيح حزب كبير فى السياسة الأمريكية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن مستشارى رومنى اعتبروا أن الوقت حان ليتكلم أكثر عن إيمانه، مراهنين فى ذلك على صورة المرشح الملتزم دينيا.
وبشكل عام فإن الأمريكيين يبدون تشككا أكثر من معاداة حيال هذه الكنيسة التى أسسها جوزيف سميث فى العام 1820، ويؤكد أن الله ويسوع المسيح أوكلا إليه مهمة إعادة الكنيسة إلى جذورها، وأظهر استطلاع للرأى أجرته بلومبرج نيوز فى مارس الماضى أن ثلث الأمريكيين لديهم رأى «سلبى» حيال المورمونية.
والكنيسة المورمونية محافظة جدا ومعروفة بأنها دافعت فى السابق عن تعدد الزوجات، كما أنها تحظر الكحول والتدخين والشاى والقهوة على أعضائها وترفض الحق بالإجهاض وزواج مثليى الجنس وتدعو إلى العفة قبل الزواج، وتضم ستة ملايين منتسب فى الولايات المتحدة.
ويقول براندون روتينجوس من جامعة هيوستون «تكساس» إن ميت رومنى والقاعدة الناخبة المسيحية المحافظة يستندون إلى هذه القيم المحافظة للمورمونية، مضيفا فى مقابلة نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء أن «شريحة صغيرة من الناخبين الإنجيليين لا يقبلون إيمان المورمون على أنه عقيدة مسيحية، لكن الغالبية متسامحة». وأظهر تحقيق أجراه معهد بيو ونشرت نتائجه مؤخرا أن 56% من المورمونيين يعتقدون أن البلاد باتت جاهزة لانتخاب مورمونى، مقابل 32% يرون عكس ذلك.
وكنيسة يسوع المسيح ليوم الدينونة وهو الاسم الرسمى لكنيسة المورمون لم تصدر أية كلمة حتى الآن حول الحملة ومن المرجح جدا أن تبقى على هذا الموقف حتى 6 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية، وقال إريك هوكينز الناطق باسم الكنيسة بعد فوز ميت رومنى فى الانتخابات التمهيدية فى تكساس حين جمع عدد المندوبين الكافى لضمان نيله ترشيح حزبه إن «الحيادية السياسية للكنيسة معتمدة بشكل قوى، لا نرغب فى أن نتحدث عن عملية انتخابات»، وفى المقابل يرى آرون شيرينيان وهو مورمونى من واشنطن، فى ذلك فرصة وحيدة «للتحدث عن هويتنا عما نؤمن به وأن نفسر لماذا أن خدمة بلادنا هى فعليا فى صلب كل ما تقوم به مجموعتنا»، مضيفا «هذا يعنى أن هذه الانتخابات ستتقرر حول ما يملكه الناس فى محفظاتهم أكثر مما هو حول ما يقال فى العظات».
ومع معدل بطالة يبقى على نسبة 8,1% من الأشخاص فى سن العمل، أى أكثر بثلاث نقاط مما كان عليه قبل أزمة 2008، سيطغى الشق الاقتصادى فعليا على عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويخوض باراك أوباما حملته على هذا الأساس، وبث فريق حملته الانتخابية وثيقة حول الأداء الاقتصادى «الكارثى» لميت رومنى خلال ولايته كحاكم لماساتشوستس بين 2003 و2007.
أوباما وضع شعبيته على المحك بتأييد زواج المثليين
أما عن آراء رومنى، فتلقى ترحيبا واسعا بين الأمريكيين، لاسيما تلك المتعلقة برفض زواج المثليين، فعلى عكس أوباما الذى خاطر بشعبيته عندما حسم موقفه حيال هذا الأمر بإعلان تأييده صراحة لزواج المثليين، مبررا ذلك بأنه امتداد منطقى لرؤيته للولايات المتحدة، اعترض المرشح الجمهورى بشدة على إجازته، مشيرا إلى أن الزواج يكون بين «الرجل والمرأة»، ووصف تصريحات أوباما بالمخاطرة بإثارة غضب معاقل الأمريكيين المحافظين بإعلانه هذا، ورغم أن الرئيس الأمريكى ليس له الحق فى منح الشواذ حق الزواج، الذى تقرره الولايات بنفسها، لكن إعلانه يضع خطًا حادا فاصلاً.
ومن جانبها، أشارت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إلى أن حوالى 6 من ضمن 10 من الناخبين فى الولايات المتحدة لن يقوموا بتغيير موقفهم تجاه الرئيس أوباما، ولكن وعلى ما يبدو أن انخفاض الدعم بالرئيس أوباما قد جاء من قبل الأشخاص المستقلين غير المنتميين للحزب الديمقراطى أو الجمهورى، حيث يتضح من استطلاع الرأى أن حوالى 26% من الناخبين المستقلين سوف يقومون بتغير موقفهم تجاه الرئيس أوباما بسبب تصريحه بشأن زواج الشواذ جنسيا.
موقف رومنى من السياسة الخارجية
تبنى رومنى سياسة خارجية متشددة حيال باقى ملفات السياسة الخارجية، حيث إن البعض يشبه فترته الرئاسية- فى حال نجاحه فى الانتخابات ووصوله إلى المكتب البيضاوى أوائل العام القادم- بأنها ستكون بمثابة الفترة الثالثة لـ«جورج دبليو بوش» لتشددها مع منافسى الولايات المتحدة، وتأييدها اللامتناهى لإسرائيل ولسياساتها فى المنطقة.
حيث أعلن رومنى أن تل أبيب ستكون أولى العواصم التى سيزورها، فى حال نجاحه فى انتخابات السادس من نوفمبر. وبالفعل قرر المرشح الجمهورى، زيارة بريطانيا وبولندا وإسرائيل لتأكيد دعمه لليهود حول العالم، وتحديدا فى تل أبيب، لشعورهم بأن أوباما تخلى عنهم وفشل فى حماية مصالحهم، وهذا ليس بغريب على مرشحى الانتخابات الأمريكية من الحزبين الديمقراطى والجمهورى لمغازلتهم أصوات اليهود الأمريكيين كقوة تصويتية فى الانتخابات، ناهيك عن الدعم المالى والإعلامى الذى تقدمه إلى المرشح الذى تدعمه.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما شن المرشح الرئاسى الجمهورى هجوما عنيفا على السياسة الخارجية لمنافسه الرئيس باراك أوباما، متهما إياه بعدم استخدام القوة بما يكفى مع إيران والصين وروسيا، وعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية.
ونقلت الصحيفة عن رومنى «لن أتنازل عن الزعامة الأمريكية فى العالم.. يجب أن نثق فى قضيتنا، وأن نكون واضحين فى هدفنا وواثقين فى قوتنا».
وفى أول كلمة له عن السياسة الخارجية أمام المؤتمر السنوى لمنظمة قدامى المقاتلين فى مدينة رينو بولاية نيفادا، عنّف رومنى إدارة أوباما على التخفيضات المقترحة فى الإنفاق العسكرى، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل فى الادعاءات الخاصة بتسريب البيت الأبيض لمعلومات حساسة تتعلق بالأمن القومى لتحقيق مكاسب سياسية للرئيس أوباما.
وعلى خلاف سياسات أوباما المنفتحة على الصين وروسيا، يعلن رومنى عن سياسة خارجية أكثر تشددا تجاه الدولتين.
استنكار حملة «رومنى» لاستغلال الإعلام انتماءه لطائفة «المورمون» للهجوم عليه قبل الانتخابات
وأما عن استغلال انتماء رومنى لطائفة المورمونية، استنكرت حملة المرشح الجمهورى استخدام بعض وسائل الإعلام هذه القضية لتقويضه قبل الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الحملة عكفت على إيجاد طريقة بسيطة لتحديد ما إذا كانت التغطية الإعلامية لانتماء المرشح لطائفة المورمون، وذلك عن طريق مقارنتها بما يحدث عندما يكون يهودى هو المرشح للانتخابات. وتقول أندريا سول، المتحدثة الرسمية باسم رومنى، إن «اختبارنا يعتمد على ما يكتب عن الديانات الأخرى، فهل يكتب «يهودى» بجانب المرشحين الآخرين».
وأشارت إلى ما جاء فى مقال بصحيفة «واشنطن بوست» تعليقا على الطائفة نفسها، ووصفت الاعتقاد بأن كنيسة المسيح الحقيقية تم استعادتها بعد قرون من الردة، بعدما ترجم جوزيف سميث فى القرن التاسع عشر كتاب المورمون من لوحات ذهبية اكتشفها فى ولاية نيويورك.
وتساءلت سول «هل كنت ستكتب نفس الجملة إذا كنت تصف الدين اليهودى، فاليهود يعتقدون أن رسولهم موسى تلقى الألواح من الله مباشرة على قمة الجبل؟»، وأجابت «بالطبع لا، ومع ذلك يتم الإشارة إلى قصة مشابهة فى المورمونية».
ومضت «واشنطن بوست» تقول، إن الغضب حيال الطريقة التى يعامل بها أول مرشح مورمونى يمثل حزباً كبيراً فى الانتخابات الرئاسية زاد كثيرا فى الآونة الأخيرة، وكتبت جودى كانتور، فى تقرير بجريدة «نيويورك تايمز» مؤخراً، إن مساعدى رومنى يسائلون الصحفيين «هل تكتبون هذا عن مرشح يهودى؟» وأرجعت الصحيفة أسباب هذه التساؤلات إلى الحسابات السياسية، والقلق الحثيث حيال التعصب الدينى تجاه إيمان لطالما عانى. وبغض النظر عن الدافع وراء الاهتمام بهذا الإيمان وتأثيره على المرشح الجمهورى، تواجه حملة رومنى تحديا كبيرا أمام الإعلام والمتمثل فى تثقيف الرأى العام بشأن الدين غير المألوف.
وأصر من جانبه رومنى على التأكيد على مدى إخلاصه لهذه الطائفة والذهاب إلى الكنيسة، ولكنه تجنب مناقشة أصل الدين. ونقلت الصحيفة عن السيناتور جو ليبرمان، أول مرشح يهودى للمكتب الوطنى قوله دفاعاً عن رومنى «هذا موقف صعب»، فرغم أن هذا يمنح الرأى العام فرصة للاستفادة والتعلم عن دين المرشح، فإنه «كلما تحدثت عن تفاصيل متعلقة بدين الشخص، كلما شجعت الناخبين على التصويت على أساس الدين بدلا من الشخص نفسه وسياساته».
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي33
مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
ادخال الدين فى السياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
فين البوسة
حذفتوها ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
walaa
.صنم الديمقراطيه
عدد الردود 0
بواسطة:
حمضين
لا لمرمنة أمريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
إلى رقم 2 هناك فرق