دراسة إسرائيلية تزعم: التمويلات الإيرانية لـ"الإرهابيين" فى سيناء تنذر بمواجهة مع مصر

الأربعاء، 04 يوليو 2012 11:26 ص
دراسة إسرائيلية تزعم: التمويلات الإيرانية لـ"الإرهابيين" فى سيناء تنذر بمواجهة مع مصر صورة أرشيفية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت دراسة إسرائيلية نشرها المركز "الأورشليمى" للدراسات السياسية والإستراتيجية عن المخاطر والتهديدات التى تواجه إسرائيل من جانب مصر والعديد من القوى الإقليمية بالمنطقة، موضحة بأن الوضع فى سيناء وما أسمته بـ "التمويلات الإيرانية" للجماعات الإرهابية بها ينذر بمواجهة عسكرية صعبة مع مصر، مشيرة إلى أن العلاقات السلمية التى دامت لعقود بين البلدين قد تدهور بسبب الوضع الأمنى السيئ على الحدود المصرية.

ونقلت الدراسة الإسرائيلية النظرة الإستراتيجية لمدير الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال احتياط عاموس جلعاد فى ظل نتائج الثورة المصرية والثورات التى اندلعت بالمنطقة العربية، ومدى تأثيرها على علاقاتها مع الدول المجاورة لإسرائيل.

وزعمت الدراسة إن الإرهابيين فى سيناء يتم تمويلهم من قبل إيران وهم يريدون قتل الكثير من الإسرائيليين، مضيفة بأن الإرهاب القادم من سيناء سيعقد علاقة إسرائيل مع مصر للغاية.

وعن القلق الإسرائيلى الحاد تجاه مصر خاصة عقب وصول مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" محمد مرسى للحكم، قالت الدراسة إن تل أبيب قلقة للغاية بشأن التغييرات الجذرية فى مصر، ولا يوجد بديل للعلاقات السلمية بيننا وبين مصر، وأن قادة جماعة الإخوان أعلنوا أنهم ملتزمون بالسلام، ولكن هذا الأمر غير مؤكد.

ونقلت الدراسة عن جلعاد قوله: "إن أيدلوجية الإخوان مختلفة، فحلمهم هو إقامة إمبراطورية إسلامية على حساب مصر والأردن وسلطة عباس الفلسطينية، ويستبعدون إسرائيل ويعتبرون هذه الأرضى أرض وقف مقدسة، وقد صوت مجلس الشعب المصرى الذى سيطرت عليه الجماعة مراراً ضد العلاقات مع إسرائيل".

وأضاف المسئول الإسرائيلى "أن المصريون ربما يقولون بأنهم ملتزمون بالسلام لكنهم يجدون الأعذار لتقويضه، وقد زار الإخوان المسلمون قطاع غزة، ولكنهم أساساً يركزون على العملية السياسية فى مصر، بما فى ذلك الانتخابات والدستور الجديد، وأنه اعتباراً من يوليو سيكون هناك دستور جديد لمصر".

وأكدت الدراسة أن إسرائيل قلقة بشأن سيناء بصورة كبيرة وأنها تعتمد حتى الآن كلياً على الحكومة والقوات المسلحة المصرية للتغلب على كل أنواع التهديدات بما فى ذلك عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، ومن أجل استباق الأعمال الإرهابية مثلما حدث العام الماضى، مضيفة أن تل أبيب تعتمد أيضا على أجهزة استخباراتها لمواجهة أى تهديد من سيناء.

وزعم عاموس جلعاد أنه يتم تمويل الإرهابيين فى سيناء من قبل إيران، لأنهم يريدون قتل كثير من الإسرائيليين قدر الإمكان، قائلا: "إذا كان هناك إرهاب من سيناء، هذا يعقد العلاقات مما سيدفع تل أبيب إلى عمليات قتل استباقى للإرهابيين، والقيام بذلك يتطلب جمع معلومات إستخبارية دقيقة وممتازة طوال الوقت".

وقالت دراسة المركز الأورشليمى إن الخبر السار هو أن إسرائيل لديها قوة رادعة فى مواجهة التهديدات من حولها، مضيفة أنه فى الشمال يشهد الأمر ازدهاراً فى ذلك، وهضبة الجولان مستقرة جداً وهادئة، وفى الجنوب تتمتع إسرائيل بردع جزئى عندما يندلع العنف، ومصر تنجح حتى الآن فى إقناع حماس ومنظمة الجهاد الإسلامى وغيرهم فى الحفاظ على الهدوء، مشيرة إلى أنه من الوضاح إذا استمرت هذه الجماعات بمهاجمة إسرائيل فيمكن لمصر أن تعانى من عمليات إسرائيلية وذلك ما تقوم به مصر هو فى مصلحتها الخاصة، على حد قولها.

وقال جلعاد: "لا أستطيع أن أصف علاقتنا مع مصر والتنسيق بيننا حاليا، ومن أفضل أن أقول بأنه من مصلحة مصر الحفاظ على الاستقرار والهدوء، فمن دون مصر لا يمكننى أن أتصور أنه لن يكون هناك أى واقع من السلام والهدوء على الجبهة الجنوبية لإسرائيل، وهم وحدهم الذين يستطيعون إقناع المتطرفين على البقاء هادئين".

وأضاف لمدير الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية "إن المؤسسة الأمنية والعسكرية المصرية ذات كفاءة ومهنية، وأن زعيم أى خيار للسلام هى مصر، وحتى السلام البارد هو أفضل من أى حرب، وهذا هو عمود أمننا القومى، فإن أفضل خيار هو استخدام القوة المسلحة إلا إذا لم يكن لديك خيار آخر".

وجاء فى الدراسة أن إسرائيل تعيش فى فترة راحة من الوقت من وجهة النظر الأمنية، لأن الهجمات "الانتحارية" أصبحت خلف ظهورها، وهناك رادع ضد الهجمات الصاروخية، وفى الوقت نفسه هناك تحديات لم يسبق لها مثيل تهدد أمن تل أبيب القومى بما فى ذلك إمكانية وجود إيران نووية، أو حتى شرق أوسط نووى.

وأوضحت الدراسة الإسرائيلية أن قدرات إيران على تطوير أسلحة نووية لم تعد سؤالا، فعليهم فقط اتخاذ القرار، لأن لديهم معرفة فى مواقع جميع الرؤوس النووية، وأصبح هناك توافقا فى الآراء بين وكالات الاستخبارات فى العالم بأن إيران تشكل تهديداً حقيقياً على العالم.

وقال جلعاد فى هذا الشأن: "لا أستطيع أن أتخيل المملكة العربية السعودية ومصر، أو أى دولة عربية أخرى تتغاضى عن امتلاك إيران أسلحة نووية، وأنه إذا سألت أى زعيم عربى حول الخطر الأكبر، فإنه سوف يقول إيران وليس إسرائيل ولكن لن يقول ذلك على الملأ"، على حد زعمه.

وأضاف جلعاد أن الإيرانيين والأتراك بينهم 1000 عام من الخصومة، ولا أصدق أن الأتراك يعتقدون بأن هناك مجالاً للصداقة مع إيران، وإذا أصبحت إيران دولة نووية سأكون مستاء جداً من الأتراك.

وفيما يتعلق بالتنسيق بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية قال جلعاد: "هناك تنسيق أمنى ولكنه ليس تعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إنها أقل أهمية من قدراتنا الخاصة أو قدرات الأردن، ولكن هذا مهم جداً، لأن ذلك يقوم على مصلحة السلطة الفلسطينية على هزيمة أعدائها مثل حماس".

وأضاف جلعاد: "فى الوقت الحاضر، فإن السلطة الفلسطينية تعتبر أمرا مهما جداً بالنسبة لإسرائيل من الناحية الأمنية، حتى ولو كان هناك انخفاض فى جودة أداء أمنها، فهناك اتصالات سياسية على طوال الوقت بين إسرائيل والسلطة، ولكن حتى لو وقعنا اتفاقاً غداً، فإنه لا يمكن أن ينفذ ما دام هناك انقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية، وإذا وقعنا مع عباس أو زملائه، فإنه سيكون مجرد معاهدة بين إسرائيل ورام الله، والفلسطينيون لن يوافقوا على ذلك".

وعلى الجانب الآخر، قال جلعاد "الفلسطينيون فى غزة يملكون صواريخ تنمو فى عددها وجودتها ومداها، وقد يكون ما يردعهم من شن هجوم فورى ضدنا، ولكن لا يوجد حل جذرى، فمنهم من يعادون إسرائيل لدوافع دينية ومنهم من يعاديها لدوافع وطنية، فهم عنيفون جداً ويؤمنون باستخدام الإرهاب ويبذلون قصارى جهدهم لمهاجمة إسرائيل، لكنهم فشلوا مراراً وتكراراً لأنه يكاد يكون من المستحيل إرسال الجماعات الإرهابية مباشرة من قطاع غزة إلى إسرائيل.

وعن الخطر الذى يهدد إسرائيل من إيران قالت الدراسة : "تحديد الأجهزة الأمنية للتهديد النووى الإيرانى إنجازاً كبيراً للاستخبارات، ولقد حدد التهديد الذى تمثله إيران النووية فى منتصف عام 1990، وذلك عندما كانت إيران لا تمتلك صاروخ واحد يمكن أن يصل لإسرائيل".

وأضافت الدراسة: "قدرات إيران لتطوير أسلحة نووية لم تعد المسألة الحيوية، فعليهم فقط اتخاذ قرار، فلديهم 5.5 طن من اليورانيوم المنخفض التخصيب، ولديهم المئات من صواريخ من طراز شهاب 3 التى يمكن أن تصل إلى 1500 كم، ولديهم صواريخ يبلغ مداها 2200كم، وطموحهم أن يصبحوا قوة إقليمية عظمى، ولديهم معرفة فى تجميع الرؤوس النووية، وإن ذلك لا يعتمد على مرشد الثورة آية الله خامنئى وإنما يعتمد على القوة الوحشية للحرس الثورى، ومتى يرى ذلك مناسباً، فإنه عازم على اتخاذ قرار خيار تطوير أسلحة نووية".

وعن الأوضاع على الجبهة اللبنانية قالت الدراسة الإسرائيلية: "إن حزب الله الذى قتل رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى هو شريك فى الحكومة اللبنانية الائتلافية، وأسماء القتلة معروفة للجميع بما فى ذلك الشرطة اللبنانية، ولكن الرئيس اللبنانى لا يأمر الشرطة بالقبض على قادة مسئولين فى حزب الله، الأهم من ذلك، من وجهة نظر إسرائيل حزب الله يسيطر على أكثر من نصف لبنان".

وأضافت الدراسة الإسرائيلية: "حزب الله أقوى بكثير عسكرياً، وحتى سياسياً حتى أكثر من لبنان نفسها، وهو الممول بشكل كبير من قبل إيران وسوريا، لديهم ما لا يقل عن 45000 صاروخ، مقارنة مع 14000 صاروخ فى عام 2006، وفى حرب لبنان الثانية".

وفيما يخص الشأن السورى نقلت الدراسة عن جلعاد قوله: "بالطبع إسرائيل تستنكر ذبح الحكومة السورية لشعبها، فالأسد من الطائفة العلوية، وهو يقوم بذبح معارضيه، وسيستمر فى ذلك حتى يتم هزمه، وبالنسبة لإسرائيل فمرتفعات الجولان هادئة جداً ومستقرة لأن السوريين مشغولون فى مشاكلهم الخاصة، ولكن هناك مخاوف بشأن مصير الأسلحة الإستراتيجية التى توجد فى سوريا، فى الوقت الراهن هى آمنة ولكن علينا أن نكون فى حالة تأهب".

وعن تغير العلاقات بين تركيا وإسرائيل، قال جلعاد: "تركيا كانت من أفضل أصدقائنا، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتخفيف من حدة التوتر بيننا وبين تركيا، ولكنه يشكل تحدياً لفهم التغييرات التى حدثت فى أنقرة ، ونحن لا نحب طريقة تعاون تركيا مع إيران من وقت لآخر".

وعن العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة والصين قالت الدراسة: إنها علاقات ممتازة وقيمة للغاية ونوعية نفسياً وعسكرياً واستراتيجياً، وأن علاقات إسرائيل مع الصين ممتازة، حيث إن وزير الدفاع إيهود باراك قام بزيارة استغرقت أربعة أيام هناك، كما أن رئيس أركان الجيش الصينى مع 20 جنرالاً قاموا بزيارة إسرائيل ونتانياهو قد يزور الصين قريباً".


موضوعات متعلقة:


◄ ضباط بهيئة أركان الجيش الإسرائيلى يكشفون استراتيجة تل أبيب تجاه القاهرة.. مصر تحولت لجبهة ملتهبة بالنسبة لإسرائيل.. وتم نشر كتيبتين نظاميتين بجانب أربع كتائب احتياط تم إنشاؤها مؤخرا على الحدود المصرية

◄ معهد "بن جوريون": إسرائيل ستغير منظومة التخطيط الاستراتيجى وتعيد فتح ملفات "الجبهة المصرية".. ودخول مرسى إلى قصر الرئاسة يحرم عيون مسئولى تل أبيب من النوم

◄ دراسة إسرائيلية تكشف: تل أبيب قد تضطر إلى استعادة أجزاء من سيناء خلال فترة حكم "مرسى".. وتزعم: الفرق بين قوة إسرائيل وجيرانها أكبر من أى وقت مضى.. وتستطيع خوض عدة معارك فى وقت واحد بمفردها

◄ رعب فى الموساد من الجمهورية الجديدة بقيادة «مرسى».. المخابرات الإسرائيلية تفتح قنوات اتصال مع المخابرات الألمانية لفك طلاسم رئيس مصر.. وتتفاوض لشراء أجهزة تنصت جديدة

◄ محلل إسرائيلى: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية محفوف بـ"الضباب".. وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لكل سيناريو محتمل.. ومخاوف من تعيين رئيس للمخابرات العامة "إسلامى"

◄ مصادر بالجيش الإسرائيلى تتنبأ بانتهاء العلاقات المصرية الإسرائيلية.. "الموساد" و"المخابرات العسكرية" يتخوفان من "سيناريوهات الرعب".. خبير إسرائيلى: أى عملية ضد غزة يجب أن تحدث قبل تولى مرسى رسميًّا





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب من بعيد

احذروا اسرئيل التى تريد فرض وجودها على الساحة بخلق خوف لا اصل له

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة