وقع أكثر من خمسين مثقفًا ومبدعًا، على بيان أصدور عبروا فيهم عن كامل رفضهم التام لما وصفه بسيطرة الإخوان والسلفيين والدولة البوليسية على الثقافة المصرية، وخاصة بعد ترشيح البعض من ممثلى الإسلام السياسى للدكتور أسامة أبو طالب.
وذكر البيان أن الثقافة المصرية أصبحت فى اللحظة الراهنة أشد ما تكون بحاجة لأن تصبح تعبيراً جلياً عن جذورها الحضارية المختلفة (الفرعونية، والقبطية، والعربية، والإسلامية) بما تحويه من تنويعات مختلفة، وصولاً إلى الجذر الحديث الذى يشكل جمّاع الشخصية المصرية، ويحدد هويتها المتراكبة التى لا يمكن اختزالها بحسب البعض، فى تيار بعينه، أو فصيل سياسى دينى محدد يدعى وصلاً بالثقافة عبر اختياره وتحفيزه لشخصيات تنتمى إليه بحكم التاريخ والممارسة الثقافية، وفى هذا السياق يأتى ترشيح البعض من ممثلى الإسلام السياسى للدكتور أسامة أبو طالب وزيراً للثقافة، وبما يعد امتداداً وتكريساً لتلك السياسات المخزية للاستبدادين السياسى والثقافى، والتى تتوسل الآن باسم الدين، بعد أن كانت فى عهد الطاغية مبارك تتوسل بالدولة البوليسية القمعية، لنصبح أمام إعادة إنتاج للثنائية التعيسة (امتدادات دولة مبارك وفلوله، أو مثقفو الإسلام السياسى الجُدد)، وهذا ما يرفضه "تيار الثقافة الوطنية" الذى أعلن فى بيانه التأسيسى أنه ضد الاستبداد بأشكاله المختلفة العسكرية والدينية، وضد التبعية لتجلياتها الفكرية والذهنية.
وليس من عجب فى إطار إتباع الممارسات السياسية ذاتها للنظام البائد، أن تتفتق ذهنية ممثلى أنصار الإسلام السياسى (ورثة الدولة العميقة والمتحالفين معها فى آن) أن يختاروا أبو طالب الذى عمل مديراً للمركز القومى للمسرح، ومديراً للبيت الفنى للمسرح، فى عهد النظام السابق، وكان أحد أركان الحزب الوطنى، كما يُعد والده أحد القادة التاريخيين للإخوان المسلمين فى محافظة الشرقية، فضلاً عن كونه "بلديات" الدكتور محمد مرسى، فى تقليد بائس يمكن ملاحظته على نحو أكثر اتساعاً من خلال المقابلات التى يجريها رئيس الوزراء الجديد هشام قنديل مع هذا الكم الهائل من أساتذة الهندسة فى جامعتى القاهرة والزقازيق، وبما يعنى تفضيل وتغليب معيار أهل الثقة على أهل الكفاءة فى حكومة التكنو-إخوان الجديدة.
إننا فى "تيار الثقافة الوطنية" المصرية نرفض، وباختصار أيا من ممثلى النظام القديم بفساده واستبداده، وفلوله من المخبرين والمتواطئين، والمؤلفة قلوبهم. كما نرفض بالقدر ذاته أيّا من ممثلى الإسلام السياسى ليصبح وزيراً للثقافة المصرية، التى لن تعرف أبداً السقوف أو المتاريس، مهما حاول البعض من أنصاف المثقفين أخونة الثقافة المصرية وأسلفتها. وسنبقى دائماً فى خندق الحرية والتقدم والحداثة والإبداع.
ويدعو تيار الثقافة الوطنية جميع القوى الوطنية والتقدمية والمدافعة عن الحرية والعقل واستقلال الوطن، ووحدته وتماسكه، إلى التصدّى للهجوم الإخوانى على الثقافة الوطنية المصرية بهدف تحويلها إلى ثقافة تابعة للفكر الوهابى السلفى الرجعى بكافة أشكال الاحتجاج والرفض والعمل الجبهوى، والتوحد لصد هذه الهجمة التى تستهدف تحويل مصر إلى دولة تابعة لهيمنة المعسكر الأمريكى-الصهيونى ورأس المال النفطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة