خلف الكتب والصحف التى تناثرت أمامه جلس "عم ناصر" أمام فرشته التى امتدت أمامه طوال سنوات تساوت مع عمر "ميدان التحرير"، لمراقبة الميدان بكل أحداثه منذ انطلاق الهتاف الأول لإسقاط نظام مبارك قبل عام ونصف، وحتى اللحظات الفاصلة فى اختيار رئيس مصر القادم، مروراً بكل ذكريات الميدان التى مرت أمام عينيه لحظة بلحظة فى مكانه المميز على الرصيف المقابل لصينية "الميدان"، كان "عم ناصر" هو رفيق الثورة، شهد لحظات ميلادها الأولى واخترقت أنفه رائحة الغاز المسيل للدموع ومرت من جانبه الرصاصات التى اخترقت صدور الثوار أمام عينيه، حتى تحول "عم ناصر" إلى أهم شاهد عيان على كل أحداث الثورة المصرية، وتحولت فرشة الجرائد التى لم يتغير مكانها منذ الثمانينات إلى معلم من معالم "ميدان التحرير".
"شفت كل أحداث الثورة هنا قدام عينيا أنا والكتب والجرايد، مشلتش الفرشة من هنا غير أيام الضرب الجامد، وكنت أنا موجودا كل يوم فى الميدان" يحكى "عم ناصر" وقد تجمع من حوله الناس كعادته فى كل ليلة من ليالى الميدان الهادئة، أما الليالى المشتعلة فكان "عم ناصر" يجلس ليراقب كل حركة وكل صوت ويرى بعينيه مشاهد لن ينساها طوال حياته.
ونظراً لكونه واحدا من أهم مؤيدى الثورة قلباً وقالباً كان له رأى خاص فى جولة الإعادة التى وضعته كغيره من أهل الميدان أمام اختيارين كلاهما صعب بالنسبة "لعم ناصر" الذى قال "أنا شفت الشباب زى الورد بيموتوا قدام عينيا، وحرام إللى يمسك مصر بعد كل ده يبقى فلول" هكذا عبر عن رأيه بكل صراحة رافضاً أن تنتهى الثورة إلى النظام القديم مرة أخرى، والسبب الأهم بالنسبة له هو دماء الشهداء التى سالت أمام عينيه، وأجسادهم التى شارك فى حملها ومحاولة إنقاذ من يستطيع.
"الاعتصامات والمليونيات ومحمد محمود.. وغيرها وغيرها من الأحداث اللى مرت على، وأنا هنا فى مكاني، شفت كل واحد جه اتكلم فى الميدان.. وشفت الخناقات والاشتبكات والليالى الحلوة.. وشفت الفرحة فى عيون الناس ساعة التنحى.."يحكى عم ناصر.
"أنا شايف أن حق الثورة على أنى أنتخب.. حتى لو مش عايز الإخوان بس لازم يكون فى تغيير ومينفعش نرجع للنظام القديم"يكمل"عم ناصر" الذى فضل انتخاب "مرسى" على المقاطعة التى يرى أنها خيانة لدماء الشهداء.
أما عن حال الميدان الذى تحول إلى معقل للباعة الجائلين بعد الثورة يقول "عم ناصر": "حال الميدان مش عاجبنى.. ونفسى يرجع زى زمان، مكنش حد يقدر يهوب ناحية ميدان التحرير ده كان أنضف حتة فى مصر"يحكى" عم ناصر"عن ذكرياته مع الميدان قبل احتلال الباعة الجائلين، ويقول "أكيد هيرجع زى زمان هو كان أنضف حتة فى مصر ودلوقتى أطهر حتة فى مصر.. والثورة هتفضل مستمرة ودم الشهدا عمره ما هيضيع".
"عم ناصر" صاحب أشهر فرشة جرايد فى ميدان التحرير: مش هنتخب فلول ومش هضيع الثورة
الخميس، 14 يونيو 2012 02:31 ص
عم ناصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة