قالت وكالة "رويترز" الإخبارية إن ما يبدو للوهلة الأولى إنه انتصار لجماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية، حيث حصد مرشحها المركز الأول ويستعد لجولة الإعادة فى الوقت الذى لم تكن فيه الجماعة تنوى قبل شهرين خوض الانتخابات الرئاسية، يخفى انتكاسة.
فبالحسابات الخاصة للإخوان المسلمين، تراجع التصويت لها بمقدار النصف تقريبا عما كان عليه الحال فى انتخابات مجلس الشعب قبل ستة أشهر.
وتشير الوكالة الإخبارية إلى أن الجماعة فقدت شعبيتها فى بعض معاقلها التى كان اتباعها فيها يتحدون بشجاعة الغاز المسيل للدموع وضرب الشرطة من أجل التصويت فى الانتخابات البرلمانية فى عهد مبارك.
وفى تحول كبير لمشهد انتخابى سريع التطور توضح النتائج الأولية أن مرسى حل رابعا فى الإسكندرية، التى تعد معقل الإسلاميين. كما أن أحمد شفيق تفوق عليه فى محافظات الدلتا التى طالما اعتبرت من معاقل الإخوان المسلمين أيضا.
وتلفت الوكالة إلى أن أحد قيادات الجماعة ألمح أن هذا الأمر مدبر، لكن النتيجة أثارت بعض شخصيات الجماعة الذين نادرا ما يلقون بمسئولية صورتهم العامة على أى شىء سوى الإعلام المعادى لهم.
ونقلت رويترز تصريحات محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق للجماعة التى قال فيها إن الإخوان ارتكبوا سلسلة من الأخطاء انعكست على تراجع شعبيتها فى الشارع المصرى.
ومع الاستعداد لمواجهة شفيق فى جولة الإعادة، تحاول الجماعة دحض الانتقادات التى تراها غير عادلة، ولكنها مضرة بشكل واضح. وفى محاولة منها للوصول إلى خارج قاعدتها قدمت الجماعة شفيق على أنه يمثل تهديدا كبيرا للثورة، كما أن الجماعة تدرس تسويات للفوز بتأييد قادة الأحزاب الإصلاحية والوسطية، وهو ما يمثل اعترافا ضمنيا بأن ماكينتها ربما لا تكون كافية للتغلب على شفيق. وربما يكون مسألة تأييد الجماعة أمرا محسوما، لكن الإخوان عليهم أن يعملوا بجد لدحر موجة جديدة من الشكوك.
ويقول حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الإحساس الآن بأنه لا يمكن الثقة فى الإخوان المسلمين، فقد حاولوا الانضمام إلى الجماع الوطنى لكن فى كل مرة يفضلون أهدافهم الخاصة. وأضاف أن الإخوان فى حاجة إلى الليبراليين بشدة الآن ويحتاجون المجتمع المدنى، وفى نفس الوقت، فإننا سنكون فى حاجة لهم.
وتمضى رويترز فى القول إن الإخوان المسلمين، ورغم معارضتهم لمبارك، إلا أنهم لعبوا ما يراه البعض لعبة مزدوجة. ويقول المعارضون إن الجماعة البراجماتية قد انضمت للثورة فى وقت متأخر وقبلت بعد ذلك بالحكم العسكرى، ويتهم هؤلاء الإخوان بأنهم باعوا الثورة من أجل النفعية السياسية.. وبعض المصريين يشعرون بالقلق من رؤيتها الإسلامية، خاصة بعدما تعهد مرسى بتطبيق الشريعة والذى ساعدوه على الحصول على أصوات المتشددين، لكنها أثارت قلق الجميع بمن فيهم الأقباط والمسلمين المعتدلين الذين يرون أن الإخوان فشلوا فى تحديد المعنى الدقيق لتطبيق الشريعة.
ويقول جمال عيد، المحامى والناشط الحقوقى، إن الجماعة تعطى وعودا غامضة وواسعة لها أكثر من معنى من أجل ألا تفقد قاعدتها الدينية المحافظة. ويرى عيد أن عليهم أن يتحدثوا بصراحة إذا أرادوا أن يكسبوا تأييد المسلمين المعتدلين والليبراليين واليساريين الذين يحتاجون إليهم.
ونقلت رويترز تعليق محمود غزلان المتحدث باسم الجماعة على ما نشرته إحدى الصحف عن تخطيط الإخوان لاغتيال أحد المرشحين الرئاسيين، وقال إنه لا يعرف ما إذا كان هذا شيئا يجعله يضحك أم يبكى، وأضاف أنه لا يوجد شك فى أن هذا يؤثر على الناخبين بشكل عام، خاصة الناس العاديين.
رويترز: نجاح الإخوان فى انتخابات الرئاسة يخفى انتكاسة تراجع شعبيتها
الإثنين، 28 مايو 2012 03:08 م
محمد مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة