لم تستطع يداه الملاحقة على الطلبات التى انهالت عليه وسط زحام الناخبين أمام مدرسة "على بن أبى طالب" بمدينة نصر، بعد أن قضى السنوات الخمس الأخيرة من حياته على باب الله، يدفع عربته الصغيرة أمامه حاملاً عليها الفحم المشتعل "وأكواز" الذرة الساخنة "يوم يشتغل و10 لأ"، وهو ما دفعه لترك تجواله فى الشوارع بحثاً عن زبون لاستغلال "سبوبة" طوابير الانتخابات الممتدة، التى لم تمثل بالنسبة له سوى "شغلانة سقع" لا يمكن إفلاتها.
"محمد أحمد" 21 عاماً، شاب على باب الله، هجر قريته الصغيرة بسوهاج ليدفع عربة الذرة المشوى طلباً للقمة العيش، وما أن وجد طابور الانتخابات حتى ترك تجواله وهو على يقين أن "يومين الانتخابات دول يومين شغل ميتعوضوش".
"بقالى 5 سنين بشوى درة على كوبرى قصر النيل وفى شوارع مدينة نصر، وكل يوم على باب الله" هكذا بدأ "محمد" حديثه لليوم السابع بلهجته الصعيدية المحببة وخفة دمه التى دفعت الناخبين للوقوف حوله فى محاولة لتضيع ساعات الانتظار.
"الانتخابات سبوبة يارب تيجى كل يوم" يكمل "محمد" أثناء عمله بشوى الذرة، ويقول طوابير الانتخابات مليانة ناس من الصبح وكلهم عايزين اللى يشغلهم ومفيش أحسن من الدرة المشوى الطازة وأنا تحت أمر لقمة العيش".
أما عن رأيه فى الانتخابات والمناقشات التى تناثرت حوله عن فوز المرشح الأصلح قال "محمد": وأنا مالى بالانتخابات أنا مبنتخبش حد المهم لقمة عيشى.. ربنا يخليلنا الانتخابات".
ثم يترك الحديث ويكمل عمله بهمة غير عابئ بتزاحم الناخبين أو محاولات الوصول للجنة، لا تلتفت عيناه سوى لمن يتقدم نحو عربته الصغيرة لطلب "الذرة المشوى"، فبالرغم من مشاجرات الناخبين والمحاولات المضنية للوصول للصندوق وسط الطوابير الطويلة، إلا أنه باق حتى غلق الصناديق فهو المستفيد الوحيد من هذه الطوابير المزدحمة التى يتمنى أن تمتد إلى ما لا نهاية بشرط أن يحصل كل ناخب على "كوز درة" بعد انتهائه من التصويت.
انتخابات الرئاسة: طوابير وانتظار "ودرة مشوى" يستاهل بقك
الخميس، 24 مايو 2012 11:16 م
طابور انتخابى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة