الصحف الأمريكية: نيويورك تايمز تتحدث عن العلاقة بين سليمان وطنطاوى.. المشير رفض خطة لتسليم مبارك الحكم لنائبه وأصر على ذهابه أيضاً.. أبو الفتوح يمكنه الاستفادة من الانقسامات بين الإسلاميين
الجمعة، 13 أبريل 2012 11:57 ص
إعداد ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز تتحدث عن العلاقة بين سليمان وطنطاوى.. المشير رفض خطة لتسليم مبارك الحكم لنائبه وأصر على ذهابه أيضا.. الصحيفة تثير الشكوك حول دور المخابرات فى حملة سليمان.. و"الراجل اللى ورا عمر سليمان" هو مدير حملته الانتخابية
نشرت الصحيفة تقريراً عن عمر سليمان، مدير المخابرات السابق، الذى أصبح نائباً للرئيس المخلوع حسنى مبارك فى الأيام الأخيرة من حكمه، قالت فيه، إن سليمان لم يختف من المشهد، فمنذ تسليمه السلطة لجنرالات المجلس العسكرى نيابة عن الرئيس حسنى مبارك قبل أكثر من عام، لم يظهر الرجل البالغ من العمر 74 عاما علناً غير مرة واحدة كانت فى الحج، المفروض على المسلمين (القادرين) أداؤه قبل أن يموتوا، وقد أداه، وهو جالس على كرسى متحرك.
ثم عاد للظهور علنا مرة أخرى بحملته للانتخابات الرئاسية ليصبح من الواضح أنه لم يذهب بعيدا أبدا من قبل، فحراس مقر المخابرات لا يزالون يرشدون الزائرين إلى مكتبه بالداخل، ولا يزال يركب سيارة رسمية، وتحرسه الشرطة العسكرية، وفيلته الفخمة واقعة فى مكان قريب.
حملته الانتخابية يديرها مدير مكتبه فى المخابرات، من داخل مقرها على ما يبدو، وفقا لما تقوله الصحيفة. ويرى البعض أن هذا ربما يفسر كيف جمع عمر سليمان 48 ألف توكيل فى 48 ساعة فقط.
وتواصل الصحيفة الحديث عن سليمان، وتقول إن الجنرال السابق المقرب من مبارك والحليف المقرب لواشنطن كان أحد الأعمدة الصامتة وراء الكواليس فى النظام السابق، ولم يظهر بشكل كامل للعيان إلا فى الأيام الأخيرة من حكم مبارك، عندما تم تعيينه نائبه ليكون بمثابة مبعوثه إلى المعارضة وخليفته المختار.
وحتى الأسبوع الماضى، تضيف الصحيفة، كان العامة يتذكرون عمر سليمان بخطابه القصير الذى أعلن فيه تنحى مبارك، والذى أعلن فيه، فى 30 ثانية، تخلى مبارك عن مهامه، ونقل إدارة شئون البلاد للمجلس العسكرى. واللافت أن الرجل الأسطورى الذى ظهر فى هذا التسجيل التاريخى، والمعروف باسم "الراجل اللى ورا عمر سليمان"، هو مدير مكتبه، والذى يدير حملته الانتخابية الآن.
ومع تسليم المجلس العسكرى للسلطة فى الانتخابات الرئاسية، فإن عودة سليمان من ظلال الحكم السابق قد أثارت مخاوف، والأمل لدى البعض، من فكرة قدوم رجل قوى جديد إلى السلطة. واتهم خصومه أنصار النظام القديم بالتخطيط للتزوير لتنصيبه رئيسا. ووافق البرلمان على قانون يمنع سليمان وغيره من مسئولى مبارك من الدخول فى السباق الرئاسى، وسيطبق هذا القانون فى حال توقيعه من جانب المجلس العسكرى وتأييده من جانب المحكمة.
واهتمت الصحيفة بالحديث عما أسمته "الصلة العميقة والروابط المستمرة بين حملة سليمان وجهاز المخابرات"، والتى تثير تساؤلات عن مدى نزاهة ومصداقية التصويت، فطالما عرفت المخابرات باستخدام التعذيب والرقابة الداخلية وتزوير الانتخابات، كما أنها مكروهة من الإسلاميين الذين هم أعداء سليمان الأساسيين. ومنذ انهيار أجهزة الأمن فى أيام الثورة، زاد دور المخابرات الداخلى، حسبما تقول هبة مورايف، الباحثة فى منظمة هيومان رايتس ووتش.
وتوضح مورايف أن تدخل المخابرات ليس فقط غير قانونى، ولكنه يمثل خطراً على ثقة الرأى العام فى نزاهة الانتخابات، ووصفت هذا الأمر بأنه "قبلة الموت" للمرحلة الانتقالية. غير أن مسئول بالحملة الانتخابية لعمر سليمان قلل من هذه المخاوف، وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان من غير المناسب لمسئولين فى المخابرات دعم مرشح رئاسى محدد، قال: إن الأمر مسألة رأى شخصى. وأضاف: إن المخابرات ليس لها علاقة بحملة سليمان، وبالنسبة لدوره، فهو مسألة اختيار وحرية شخصية.
وتمضى الصحيفة فى القول، إنه على مدار أكثر من عشر سنوات قبل الثورة، كان سليمان يعد مرشحا أساسيا، ليصبح الرئيس القادم فى مصر، إلا أنه كان دائما منافسا للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع فى النظام القديم، الذى كان متقدما بسنوات قليلة عن سليمان فى الأكاديمية العسكرية. وتنقل الصحيفة عن شريف بسيونى، عالم قانونى مصرى أمريكى، يعرف كلا الرجلين أن المشير لا يحب سليمان، فكان طنطاوى هو من منع خطة لتسليم مبارك السلطة لعمر سليمان فقط، وأصر طنطاوى والمجلس العسكرى على أن يذهب سليمان أيضا.
لكن نيويورك تايمز ترى أن العلاقات ربما تكون تغيرت بعدما أصبح المجلس العسكرى خاضعا لضغوط متزايدة من الإخوان المسلمين.
واشنطن بوست:
أبو الفتوح يمكنه الاستفادة من الانقسامات بين الإسلاميين
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على شخصية عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح للرئاسة، وقالت: إن عبد المنعم أبو الفتوح اكتسب سمعته كإصلاحى معتدل قبل أكثر من عشر سنوات، عندما كتب لتقديم أشهر أدباء مصر، والحائز على جائزة نوبل، الأديب نجيب محفوظ، فى عيد ميلاده الثانى والتسعين. وكانت تلك بادرة تحد، حيث إن الجماعة التى يخشى معارضوها من أنها تسعى لإرساء حكم دينى فى مصر، نأت بنفسها عن كتابات محفوظ العلمانية التى اعتبرها المتشددون كفرا.
وتقول الصحيفة، إن أبو الفتوح الذى تم فصله من جماعة الإخوان المسلمين فى العام الماضى يعتمد على هذه السمعة ليصبح رئيس مصر، وهو واحد من المرشحين القلائل الذين يحظون بتأييد من جانب المحافظين دينياً والليبراليين، على حد السواء. وأمله هو أن هناك أرضية وسط فى سباق أثار الانقسام الشديد، فمن ناحية يوجد الإسلاميون، وخاصة مرشح الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، الذى ربما يجذب أكبر الأصوات الدينية، والجانب الآخر شخصيات من نظام مبارك، كعمر سليمان، والذى يسعى إلى الحصول على أصوات المصريين، الذين يشعرون بقلق من الإسلاميين.
وتشير الصحيفة إلى أن فرص أبو الفتوح فى الانتخابات القادمة تتوقف على ما إذا كان هو إسلامى بما يكفى لسحب جزء من أصوات المتدينين، وأن يكون معتدلاً بما يكفى لجذب أصوات الليبراليين الذين لا يثقون فى الإخوان، ولكنهم يريدون بديلا لسليمان.
وتعتقد الصحيفة أنه بإمكان أبو الفتوح أن يستفيد من الانقسامات بين الإسلاميين، حيث يواجه الشاطر تحديا قويا من المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل.
لكن الصحيفة تشير إلى أنه برغم تدفق بعض الليبراليين على حملة أبو الفتوح، فإن آخرين مازالوا يشعرون بالريبة إزاء ماضيه فى الإخوان المسلمين. ويواجه أبو الفتوح منافسة ثقيلة على أصوات الليبراليين من جانب عمر موسى.
وتنقل واشنطن بوست عن محمد سالم، عضو حزب المصريين الأحرار، قوله: إن أبو الفتوح لا يروق له؛ لأنه جزء من المعسكر الإسلامى، وإذا كان اختيارنا بين قائد إسلامى معتدل أو إسلامى متشدد، فإن آمالنا لحكومة مدنية قد تحطمت بالفعل، ورأى سالم أن أبو الفتوح قد يسمح للعقيدة بتوجيه السياسة بهدوء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز تتحدث عن العلاقة بين سليمان وطنطاوى.. المشير رفض خطة لتسليم مبارك الحكم لنائبه وأصر على ذهابه أيضا.. الصحيفة تثير الشكوك حول دور المخابرات فى حملة سليمان.. و"الراجل اللى ورا عمر سليمان" هو مدير حملته الانتخابية
نشرت الصحيفة تقريراً عن عمر سليمان، مدير المخابرات السابق، الذى أصبح نائباً للرئيس المخلوع حسنى مبارك فى الأيام الأخيرة من حكمه، قالت فيه، إن سليمان لم يختف من المشهد، فمنذ تسليمه السلطة لجنرالات المجلس العسكرى نيابة عن الرئيس حسنى مبارك قبل أكثر من عام، لم يظهر الرجل البالغ من العمر 74 عاما علناً غير مرة واحدة كانت فى الحج، المفروض على المسلمين (القادرين) أداؤه قبل أن يموتوا، وقد أداه، وهو جالس على كرسى متحرك.
ثم عاد للظهور علنا مرة أخرى بحملته للانتخابات الرئاسية ليصبح من الواضح أنه لم يذهب بعيدا أبدا من قبل، فحراس مقر المخابرات لا يزالون يرشدون الزائرين إلى مكتبه بالداخل، ولا يزال يركب سيارة رسمية، وتحرسه الشرطة العسكرية، وفيلته الفخمة واقعة فى مكان قريب.
حملته الانتخابية يديرها مدير مكتبه فى المخابرات، من داخل مقرها على ما يبدو، وفقا لما تقوله الصحيفة. ويرى البعض أن هذا ربما يفسر كيف جمع عمر سليمان 48 ألف توكيل فى 48 ساعة فقط.
وتواصل الصحيفة الحديث عن سليمان، وتقول إن الجنرال السابق المقرب من مبارك والحليف المقرب لواشنطن كان أحد الأعمدة الصامتة وراء الكواليس فى النظام السابق، ولم يظهر بشكل كامل للعيان إلا فى الأيام الأخيرة من حكم مبارك، عندما تم تعيينه نائبه ليكون بمثابة مبعوثه إلى المعارضة وخليفته المختار.
وحتى الأسبوع الماضى، تضيف الصحيفة، كان العامة يتذكرون عمر سليمان بخطابه القصير الذى أعلن فيه تنحى مبارك، والذى أعلن فيه، فى 30 ثانية، تخلى مبارك عن مهامه، ونقل إدارة شئون البلاد للمجلس العسكرى. واللافت أن الرجل الأسطورى الذى ظهر فى هذا التسجيل التاريخى، والمعروف باسم "الراجل اللى ورا عمر سليمان"، هو مدير مكتبه، والذى يدير حملته الانتخابية الآن.
ومع تسليم المجلس العسكرى للسلطة فى الانتخابات الرئاسية، فإن عودة سليمان من ظلال الحكم السابق قد أثارت مخاوف، والأمل لدى البعض، من فكرة قدوم رجل قوى جديد إلى السلطة. واتهم خصومه أنصار النظام القديم بالتخطيط للتزوير لتنصيبه رئيسا. ووافق البرلمان على قانون يمنع سليمان وغيره من مسئولى مبارك من الدخول فى السباق الرئاسى، وسيطبق هذا القانون فى حال توقيعه من جانب المجلس العسكرى وتأييده من جانب المحكمة.
واهتمت الصحيفة بالحديث عما أسمته "الصلة العميقة والروابط المستمرة بين حملة سليمان وجهاز المخابرات"، والتى تثير تساؤلات عن مدى نزاهة ومصداقية التصويت، فطالما عرفت المخابرات باستخدام التعذيب والرقابة الداخلية وتزوير الانتخابات، كما أنها مكروهة من الإسلاميين الذين هم أعداء سليمان الأساسيين. ومنذ انهيار أجهزة الأمن فى أيام الثورة، زاد دور المخابرات الداخلى، حسبما تقول هبة مورايف، الباحثة فى منظمة هيومان رايتس ووتش.
وتوضح مورايف أن تدخل المخابرات ليس فقط غير قانونى، ولكنه يمثل خطراً على ثقة الرأى العام فى نزاهة الانتخابات، ووصفت هذا الأمر بأنه "قبلة الموت" للمرحلة الانتقالية. غير أن مسئول بالحملة الانتخابية لعمر سليمان قلل من هذه المخاوف، وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان من غير المناسب لمسئولين فى المخابرات دعم مرشح رئاسى محدد، قال: إن الأمر مسألة رأى شخصى. وأضاف: إن المخابرات ليس لها علاقة بحملة سليمان، وبالنسبة لدوره، فهو مسألة اختيار وحرية شخصية.
وتمضى الصحيفة فى القول، إنه على مدار أكثر من عشر سنوات قبل الثورة، كان سليمان يعد مرشحا أساسيا، ليصبح الرئيس القادم فى مصر، إلا أنه كان دائما منافسا للمشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع فى النظام القديم، الذى كان متقدما بسنوات قليلة عن سليمان فى الأكاديمية العسكرية. وتنقل الصحيفة عن شريف بسيونى، عالم قانونى مصرى أمريكى، يعرف كلا الرجلين أن المشير لا يحب سليمان، فكان طنطاوى هو من منع خطة لتسليم مبارك السلطة لعمر سليمان فقط، وأصر طنطاوى والمجلس العسكرى على أن يذهب سليمان أيضا.
لكن نيويورك تايمز ترى أن العلاقات ربما تكون تغيرت بعدما أصبح المجلس العسكرى خاضعا لضغوط متزايدة من الإخوان المسلمين.
واشنطن بوست:
أبو الفتوح يمكنه الاستفادة من الانقسامات بين الإسلاميين
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على شخصية عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح للرئاسة، وقالت: إن عبد المنعم أبو الفتوح اكتسب سمعته كإصلاحى معتدل قبل أكثر من عشر سنوات، عندما كتب لتقديم أشهر أدباء مصر، والحائز على جائزة نوبل، الأديب نجيب محفوظ، فى عيد ميلاده الثانى والتسعين. وكانت تلك بادرة تحد، حيث إن الجماعة التى يخشى معارضوها من أنها تسعى لإرساء حكم دينى فى مصر، نأت بنفسها عن كتابات محفوظ العلمانية التى اعتبرها المتشددون كفرا.
وتقول الصحيفة، إن أبو الفتوح الذى تم فصله من جماعة الإخوان المسلمين فى العام الماضى يعتمد على هذه السمعة ليصبح رئيس مصر، وهو واحد من المرشحين القلائل الذين يحظون بتأييد من جانب المحافظين دينياً والليبراليين، على حد السواء. وأمله هو أن هناك أرضية وسط فى سباق أثار الانقسام الشديد، فمن ناحية يوجد الإسلاميون، وخاصة مرشح الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، الذى ربما يجذب أكبر الأصوات الدينية، والجانب الآخر شخصيات من نظام مبارك، كعمر سليمان، والذى يسعى إلى الحصول على أصوات المصريين، الذين يشعرون بقلق من الإسلاميين.
وتشير الصحيفة إلى أن فرص أبو الفتوح فى الانتخابات القادمة تتوقف على ما إذا كان هو إسلامى بما يكفى لسحب جزء من أصوات المتدينين، وأن يكون معتدلاً بما يكفى لجذب أصوات الليبراليين الذين لا يثقون فى الإخوان، ولكنهم يريدون بديلا لسليمان.
وتعتقد الصحيفة أنه بإمكان أبو الفتوح أن يستفيد من الانقسامات بين الإسلاميين، حيث يواجه الشاطر تحديا قويا من المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل.
لكن الصحيفة تشير إلى أنه برغم تدفق بعض الليبراليين على حملة أبو الفتوح، فإن آخرين مازالوا يشعرون بالريبة إزاء ماضيه فى الإخوان المسلمين. ويواجه أبو الفتوح منافسة ثقيلة على أصوات الليبراليين من جانب عمر موسى.
وتنقل واشنطن بوست عن محمد سالم، عضو حزب المصريين الأحرار، قوله: إن أبو الفتوح لا يروق له؛ لأنه جزء من المعسكر الإسلامى، وإذا كان اختيارنا بين قائد إسلامى معتدل أو إسلامى متشدد، فإن آمالنا لحكومة مدنية قد تحطمت بالفعل، ورأى سالم أن أبو الفتوح قد يسمح للعقيدة بتوجيه السياسة بهدوء.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة