فرضت الظروف والأحداث السياسية الحالية نفسها على سوق الكاسيت فى مصر، ففى مثل هذا الوقت من كل عام كان يتبارى المطربون فى طرح الأغنيات والألبومات العاطفية بمناسبة عيد الحب، لكن أحداث مذبحة بورسعيد وما تبعها من احتجاجات ومظاهرات راح ضحيتها الكثيرون، جعلت العديد من المطربين يطرحون أغنيات يرثون فيها شهداء بورسعيد ومنهم النجم حميد الشاعرى الذى غنى أغنية بعنوان "علاء وأنس" يرثى فيها الشهيد طالب كلية الطب علاء عبد الهادى، وأصغر شهداء مذبحة بورسعيد أنس محيى الدين، وشاركه الغناء بها الملحن مصطفى شوقى ولحنها أيضا وكتب كلماتها هيثم بديع وتوزيع حمدى الشاعرى.
وصرح الملحن مصطفى شوقى لـ"اليوم السابع" بأن الفكرة جاءت عندما كتب المؤلف هيثم بديع قصيدة يرثى فيها زميله علاء عبد الهادى بعد استشهاده لأنه زميله فى نفس الكلية، وقرر من وقتها تلحين تلك القصيدة وغنائها، ولكن تسارع الأحداث فى الفترة الأخيرة حال دون ذلك، يضيف شوقى: حتى حدثت مذبحة بورسعيد وأثرت فينا جميعا خاصة الشهيد الأصغر أنس محى الدين والذى أثر فى مصر كلها، فاتصلت ببديع وطلبت منه أن نعيد الموضوع بعد إضافة كوبليه خاص بأنس، وتم هذا بالفعل وتشاركنا فى غنائها أنا وصديقى النجم حميد الشاعري، والحمد لله خرجت إلى النور وعرضت على موقع اليوتيوب ولاقت إعجاب الكثيرين.
وأضاف شوقى أنه من المحتمل تصوير الأغنية وطرحها بطريقة الفيديو كليب قريبا، وإذاعتها على عدد من الإذاعات المصرية والعربية، وتقول كلماتها "ولا كل موت الناس سواء ولا كل روح بتروح علاء فى ناس تموت متهمناش وناس تموت هنزيد ثبات.. لا عمره كان بلطجى ولا عمره شال مطوة كان الجدع ثورجى ومتربى ع النخوة"، وأشار شوقى إلى أنهم يستعدون حاليا لجمع كل الأغنيات التى قدمها هو وحميد الشاعرى للثورة المصرية والليبية فى cd واحد وطرحه بالأسواق.
وثانى المطربين الذين تحمسوا وسارعوا بتقديم أغنية عن شهداء مذبحة بورسعيد كان الفنان حمزة نمرة، حيث طرح أغنية بعنوان "أوعدونى" تقول كلماتها "لفيت كتير خفت المصير اللى انتهاله ناس كتير ألقاه أنا"، كما انتهى أيضا الفنان الشاب تامر حسين من تسجيل أغنية جديدة بعنوان "سلام يا بلدى" إهداء منه لشهداء مذبحة بورسعيد، وهى من كلماته وألحانه وتوزيع عادل حقى، ومن المقرر إخراجها على طريقة الفيديو كليب مع المخرج محمد التهامى، وتذاع خلال أيام قليلة على القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية وتقول "أنا مفارق ولأمم ذكرياتى معاكى فى حكاية.. وكام صورة هاتفضل عايشه جوايا".
كما قامت بعض المواهب الشابة بتسجيل أغان بدون موسيقى يهدونها لشهداء مذبحة بورسعيد أيضا بعنوان "حق الشهيد" كلمات وألحان محمد سعد، وغناء منة أمل وتقول بعض كلماتها "شوفوا كام شهيد هنا وهنا.. طب حسوا مرة بربنا.. وكفاية ظلم كفاية".
وفى الوقت نفسه تراجع العديد من المطربين عن طرح أغانيهم أو ألبوماتهم العاطفية بسبب تلك الأحداث التى فرضت نفسها على الساحة، حيث تراجع المطرب هيثم شاكر عن طرح ألبومه الغنائى الجديد الذى كان مقررا طرحه فى عيد الحب المقبل، ولم يقرر موعدا جديدا لطرح الألبوم، كما قررت أيضا المطربة الشابة مروة نصر تأجيل طرح ألبومها الثانى "هى واحدة بس" والذى كان من المقرر طرحه فى عيد الحب المقبل، وذلك تضامنا مع حالة الحزن التى يعيشها شعب مصر حاليا.
كما قررت أيضا تأجيل عرض كليبها الجديد "بيت واحد "، إضافة إلى إلغاء حفلها فى عيد الحب، والذى كان من المقرر أن تحيه فى لبنان، وأكدت مروة لـ"اليوم السابع" اقتناعها التام بتلك الخطوة شعورا منها بحالة الحزن والانكسار التى يعيشها كل مواطن مصرى حزنا على الشباب الصغير الذى يستشهد يوميا، كما أن هذا ليس وقت أغانى فهذا وقت عمل فقط.
كما صرحت النجمة أمال ماهر لـ"اليوم السابع" بأنها ألغت كل نشاطاتها الفنية التى كان من المقرر إقامته خلال الفترة المقبلة، وأكدت أنه ليست لديها أى رغبة فى الغناء وتساءلت: "فكيف تغنى فى ظل هذه الأحداث الصعبة التى تمر بها البد وتساقط الشهداء كل يوم، وعما إذا كانت ستطرح أغنيتها السينجل "مبقتش خايفة" فى عيد الحب، أكدت آمال أن هذا الأمر فى يد المنتج محسن جابر وهى لا تستطيع التدخل فى ذلك لأنها سلمت الأغنية والكليب للشركة منذ فترة، وهو الوحيد الذى من حقه التحكم فى وقت طرح الأغنية، والأغنية كلمات محمد رمضان وألحان محمد يحيى وتوزيع حسن الشافعى، وأضافت أن الناس أيضا ليس لديهم رغبة فى الاستماع لأى أغنيات مهما كانت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة