قالت مصادر قيادية بجماعة الإخوان المسلمين، إن أسباب قرار الجماعة الدفع بشباب الإخوان أمام مبنى البرلمان أمس، يرجع إلى أن الجماعة تلقت معلومات خلال الساعات الأخيرة، قبل انعقاد جلسة مجلس الشعب حول وجود نية لحرق مبنى مجلس الشعب على غرار حريق مبنى المجمع العلمى، بالإضافة إلى التعدى على النواب بالضرب.
وأوضحت المصادر أن الجماعة أصدرت تكليفات لأعضائها بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بالاحتشاد أمام مبنى البرلمان بحجة حماية المبنى.. وفى المقابل أعلنت القوى الثورية إدانتها الكاملة لموقف الإخوان واتهمتهم بتشكيل مليشيات مدنية والتعدى على دور الدولة.
وأكد على عبد الفتاح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة حشدت شبابها أمام مبنى البرلمان لمواجهة مخططات حرق وتدمير مؤسسات الدولة المملوكة للشعب.
واضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، هناك قوى دخيلة على الثورة، هى التى تورطت فى حرق المجمع العلمى وأحداث مجلس الوزراء وتسعى لإسقاط الدولة المصرية بعد إسقاط النظام.
وأشار عبد الفتاح، إلى أن هناك تهديدات تم ترويجها خلال الأيام الماضية باقتحام مجلس الشعب ومنع دخول النواب لمبنى البرلمان بحجة أن الميدان هو البرلمان الحقيقى، الأمر الذى دفع شباب الإخوان الى النزول لحماية مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لاعتداءات عنيفة ولم يردوا.
وأوضح عبد الفتاح، أن الجماعة لم تلجأ إلى الشرطة، لأنها لم تستعد عافيتها حتى الآن، وقال: "من حق الشعب أن يدافع عن ممتلكاته"، كما رفض فى الوقت نفسه الاتهامات الموجهة للإخوان بتشكيل مليشيات وقال:"اتهام الإخوان بتشكيل مليشيات أسلوب خسيس ودعاوى تنطلق خيالات مريضة لأن الإخوان فصيل وطنى والتاريخ يشهد لهم بذلك".
فى المقابل أعلن اتحاد شباب الثورة عن إدانته الكاملة لموقف جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، وذلك لقيامهم بتشكيل دروع بشرية قامت بمنع المتظاهرين السلميين من التواجد أمام مجلس الشعب لتوصيل خطاب تكليف من الشعب إلى مجلس الشعب، الذى يحمل مبادرة تسليم السلطة للخروج من النفق المظلم الذى وضعنا فيه المجلس العسكرى..
وأضاف الاتحاد، فى بيان له أمس الثلاثاء، أن جموع المتظاهرين فوجئوا بموقف الجماعة القمعى الرافض للتظاهرات السلمية، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب القمعى هو الذى رفضه الشارع المصرى، وكان الدافع لخروج الشعب للثورة ضد النظام السابق من أجل تحقيق الحرية كاملة، بحيث وصل حد إرهاب الجماعة للمتظاهرين إلى استخدام العصى الكهربائية وحواجز الأمن المركزى الحديدية، الأمر الذى أدى إلى إصابات عديدة .
من جانبه أكد محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، أن الساحة السياسية مرتبكة الآن، وهناك تربص بكل ما يحدث على الساحة السياسية، موضحا أن تلك الظاهرة بدأت مبكرا جدا، بعد ان كانت تلك الظاهرة موجودة بين الأمن والمواطن أصبحت الآن بين القوى الثورية، مشيرا فى الوقت ذاته أن الأزمة مفتعلة، خاصة أن شباب الإخوان توقعوا حدوث اشتباكات بعد خروج المسيرة الضخمة المتوجهة إلى البرلمان وخوفا من أن تخرج عن المألوف، وبالتالى تصدت لها بما لا يتنافى مع الاحترام للثوار ولم يتم الاعتداء عليهم، وهذا ما أوضحته وسائل الإعلام المختلفة .
وأضاف سامى، أن هذا القول يحمل الأمر أكثر من طاقته، خاصة أن الشرطة وقوات الجيش الآن بينها وبين المواطن صورة ذهنية سيئة لذلك فضلت عدم الاحتكاك حتى لا يتطور الأمر بين الجانبين.
وأكد باسم كامل، عضو مجلس الشعب عن حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن ما يحدث من شباب الإخوان من منع للمتظاهرين من التعبير عن مطالبهم بحرية أمام مجلس الشعب يعد تواطؤا مع المجلس العسكرى.
وأشار باسم إلى حوار دار بينه وبين الدكتور محمد البلتاجى أمس داخل البرلمان، حيث سأل البلتاجى عن سبب تواجد شباب الإخوان أمام المجلس فأجابه لحماية المجلس من البلطجية، فرد عليه باسم، قائلا: هذا ليس دوركم وإنما دور الأمن والجيش، مؤكدا أن الإخوان يقومون الآن بلعب دور غير دورهم، وعليهم أن يختاروا إما أن يقفوا إلى جانب الثوار فى مطالبهم أو أن يظلوا على الحياد ولا يرتدون عباءة النظام السابق.
على الجانب الآخر حصل اليوم السابع، على مقطع فيديو يتضمن تصريحات ساخنة للدكتور محمد أبو حامد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، ينتقد فيه جماعة الإخوان المسلمين وسلوكياتها فى الفترة الأخيرة، وتحدث بشكل صريح عما أسماه بـ "الصفقة" بين المجلس العسكرى والإخوان، فضلا عن وصفه لسلوكيات "شباب الإخوان" صباح أمس الثلاثاء، أمام مجلس الشعب من منع المتظاهرين لدخول المجلس بـ "البلطجة الإخوانية".
تفاصيل الفيديو بدأت مع اقتراب دقات الساعة السابعة مساء أمس الثلاثاء، واستمرار تظاهر المئات من الثوار أمام مجلس الشعب بعد مشادات قوية بينهم وبين شباب جماعة الإخوان المسلمين، الذين اصطفوا منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء لحماية المجلس من أى محاولات اقتحام، وهو الأمر الذى زاد من غضب الثوار والمتظاهرين وتنديدهم بمنع شباب الإخوان لهم من الدخول إلى المجلس.
وانصرف الإخوان من أمام مجلس الشعب تدريجيًا منذ الرابعة عصرا وحتى السادسة مساء، غير أن المتظاهرين لم ينسحبوا، وظلوا متواجدين، وتزايدت أعدادهم بدرجة كثيفة أصابت أجهزة الأمن بحالة من الارتباك، ودفعتهم نحو الاستعانة بكل القوات لتأمين كل مداخل ومخارج مجلس الشعب والشوارع المؤدية إليه فى ظل العديد من الدعوات غير المؤكدة بمحاولات بعض المندسين اقتحام المجلس.
وخرج " أبو حامد" من المجلس وتوجه إلى المتظاهرين وتحدث معهم قرابة 15 دقيقة انتهت باقتناع المتظاهرين والانسحاب من أمام مجلس الشعب، معلنا خلال حديثه مع الثوار، أنه والعشرات من النواب سيتحدثون فى بداية جلسة مجلس الشعب، اليوم الأربعاء، عن الانتهاكات التى تعرض لها الثوار على يد شباب الإخوان المسلمين، والتى وصفها بـ "البلطجة الإخوانية"، مشددا على إدانته وجميع الشرفاء بالبرلمان استخدام مليشيات من الإخوان لأعمال عنف ضد الثوار.
وقال أبو حامد للمتظاهرين "أنتم الشرعية الأساسية، وليس هناك أى شرعية مؤسسية تفوق شرعية الشارع، ولا يجرؤ أى شخص مخالفة مطلب من مطالب الشارع"، مضيفا أن الملايين التى خرجت فى ميدان التحرير يوم 25 يناير، جأت المجلس العسكرى والإخوان، وقال بالنص "ما حدش هيخاطر مع الشعب ورجولة الثوار اللى نزلوا يوم 25 يناير تخوف أى مخلوق يلعب مع الثوار، ولكن بشرط الحفاظ على السلمية الدائمة لأن بدونها يفقد الثوار تعاطف الشارع".
وشدد أبو حامد على استمرار المتظاهرين فى سلميتهم وهى الركيزة الأساسية نحو الشرعية، وكذلك هى الدافع الوحيد لنواب المعارضة بالمجلس من ممارسة دورهم النيابى على أكمل وجه.
ووصف أبو حامد شرعيته كعضو مجلس شعب منتخب الشرعية المؤقتة، مشيرا إلى أنه منتخب من قبل جماعة وثقوا فيه، ولكن فى حال قيامه بدوره النيابى الأمثل سيترك المجلس فورا، وكذلك فى حال شعوره بأن مجلس الشعب لن يعبر عن روح الثورة فسيترك المجلس فورا وسينضم إلى فريق المعتصمين، وكذلك فى حال شعوره بأن المعارضة يتم إقصاؤها داخل البرلمان.
وأكد سعد عبود، عضو مجلس الشعب، أن المنهج الذى سلكه "الإخوان" مؤخرًا، من حيث التصدى للمتظاهرين والدخول فى مواجهات معهم، سوف يُدخل البلاد فى اقتتال سيؤخرنا لسنوات.
وطالب "عبود"، فى حواره مع الإعلامى معتز مطر فى برنامج "محطة مصر" ويذاع على قناة مودرن حرية، قياداتهم بألا ينزلقوا فى هذا المنزلق الذى يريد البعض إدخالهم فيه، مضيفًا أن على حزب الحرية والعدالة أن يقدم تنازلات أكثر فى المرحلة الحالية، باعتباره حزب الأغلبية فى البرلمان، مشيرًا إلى أن بيان "الجنزورى" هزيل وقاصر وأشبه ببيان صحفى يرسل إلى صحيفة "تحت بير السلم".
و أكد الناشط السياسى وائل غنيم، أن البرلمان الذى انتخبه 27 مليون مصرى هو ممثل الشعب، وأن هتاف ألف أو ألفين أو عشرة آلاف أو حتى مائة ألف أو مليون باسقاط شرعيته هو "عبث".
وقال غنيم الذى ظهر فى واجهة التظاهرات التى طالبت بتنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، مساء الثلاثاء، هتفنا جميعا بسقوط النظام الذى نعلم أن المصريين لم يختاروه، مطالباً الجميع باحترام اختيار الشعب بعد أن نزل المصريون إلى الشوارع لنعيد حق المصريين فى انتخاب من يمثلهم بعد ما سُلبوا هذا الحق على مدار عشرات السنين.
وأضاف غنيم: "أرجو أن نعى جميعا أن من لا يريد نجاح ثورتنا يتمنى أن يحدث الشقاق بين البرلمان والميدان"، مطالباً الجميع بالتعاون مع البرلمان بشتى الطرق والوسائل وتقديم النصح والتقويم لأعضائه هو الواجب على كل من شارك فى الثورة ويحرص على تحقيق أهدافها.
كما أكد نادر بكار عضو الهيئة العليا لحزب النور والمتحدث باسم حزب النور "السلفى"، ان الإعتداء على الإخوان المسلمين هو اعتداء على أعضاء مجلس الشعب بأكمله، مضيفاً: "الثورة لم تقم ليضرب المصريون بعضهم بعضاً، ويجب أن نتحلى بروح المسئولية وتقديم مصلحة البلاد فوق الجميع".
وأضاف بكار، أن حرية التعبير بالمسيرات السلمية مكفولٌ للجميع، مشدداً على أن التطاول على نواب الشعب أمرٌ غير مقبول، موضحاً أن مجلس الشعب يثبت يوماً بعد يوم أنه قادرٌ على تحقيق أحلام الملايين، موضحا أن مجلس الشعب لن يفرط فى دوره الرقابى أو التشريعى، مطالباً الجميع بالصبر والالتفاف الشعبى حول أعضاء المجلس.
ونددت الجبهة الحرة للتغيير السلمى بعودة ميليشيات النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين ومحاولته لشغل مكان الأمن المركزى وتواطؤ مكتب الإرشاد مع المجلس العسكرى بصفقة جديدة كى يكونوا ظهيرا سياسيا لآلة القمع العسكرية باستغلال شباب الإخوان أشقائنا فى موقعة الجمل فى مواجهات دامية مع الشعب وشباب الثورة .
وأضحت الجبهة الحرة للتغيير السلمى خلال بيان لها، ضمن المشاركون فى المسيرة القادمة من ماسبيرو عصر أمس الثلاثاء والتى كانت متوجهة إلى مجلس الشعب هاتفه بتسليم السلطة للمدنيين ودعما لخطاب تكليف مجلس الشعب بمبادرة المطلب الواحد، باصطفاف حواجز بشرية من شباب الإخوان المسلمين لمنعهم من الاقتراب من مبنى البرلمان بشكل مستفز يعيد إلى الذاكرة ما كان يفعله النظام الخاص، الجناح العسكرى للإخوان ـ وهو ما استوقف الثوار المرددين للعبارات السلمية عاجزون عن التصرف حياله، خوفا من سيناريو شيطنة الثورة ومحاولة جر البلاد إلى حرب أهلية.
وحذرت "الجبهة" مكتب الإرشاد من محاولته الوقوف أمام حرية التظاهر أو التعبير عن الرأى ومحاكاة دور الأمن الذى أخلى الشوارع أمام المسيرة فى حين وقف أمامها التنظيم الخاص، مواصلين إصرارهم على استفزاز المتظاهرين ودفعهم بشكل أسقط عدد من المصابين بأجهزة صعق كهربية محرمة قانونيا، كما نشدد بأن حصولهم على الأغلبية ليس نهاية المطاف، ولعل ما يحدث فى انتخابات الشورى من إعراض الناس عن التصويت فيها لمؤشر واضح على افتقاد الانتخابات تحت حكم العسكر لأى شرعية شعبية، وتراجع صريح لشعبية الإخوان.
من جانبه أكد الدكتور عمرو حمزاوى، عضو مجلس الشعب، إن الدكتور محمد البلتاجى القيادى بحزب الحرية والعدالة تعهد له عبر اتصال هاتفى، بعدم نزول شباب الاخوان المسلمين لحماية البرلمان اليوم، الأربعاء، تجنبا لوقوع مصادمات بينهم وبين المتظاهرين مثلما حدث أمس الثلاثاء.
وأضاف حمزاوى لـ"اليوم السابع" أن مبادرة الدكتور البلتاجى بالاتصال والتعهد بعدم نزول شباب الإخوان أمام مجلس الشعب، يعد حرصا من الحرية والعدالة على احتواء الموقف وعدم تصاعده بوجود أى انشقاقات فى الصف المصرى.
أصداء "غزوة البرلمان" تفجر الخلافات بين القوى السياسية.. ومصادر إخوانية: الجماعة تلقت معلومات بمخطط حرق البرلمان.. واتحاد شباب الثورة: إرهاب الجماعة وصل لاستخدام العصى الكهربائية ضد المتظاهرين
الأربعاء، 01 فبراير 2012 04:46 م
اشتباكات امام البرلمان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء
قالوا لكم مخطط لهدم الدولة لم تصدقوا
عدد الردود 0
بواسطة:
اكمل احمد محمد المارشال رضا السعيد زكى
القله المندسه لاتشكل جموع الشعب ولا للبراليين والعلمانيين والاناركيه ولاللفتنه من الحاقدي
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
الشرعية للانتخابات