المرزوقى يقدم قراءة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان بكتابه "الإنسان الحرام"

الجمعة، 28 ديسمبر 2012 10:32 م
المرزوقى يقدم قراءة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان بكتابه "الإنسان الحرام" غلاف الكتاب
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر مؤخرا عن الدار المتوسطية للنشر بتونس كتاب جديد للرئيس التونسى منصف المرزوقى بعنوان "الإنسان الحرام"، مقدما فيه قراءة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.

وأشار المرزوقى فى كتابه إلى مختلف الأفكار والقيم التى أخذت تتسلل إلى المجتمعات العربية وهى حديثة العهد بمثل هذه المفاهيم، لأنها طالما عانت ولفترة طويلة من وطأة الاستعمار، مُستنِدا فى ذلك إلى تمسكه بإمكانية تغيير الكثير من الأفكار التى ترسّخت فى الذاكرة الجماعية للأمم، لمنحه حصانة كافية تقيه من ملابسات التغيرات التى طرأت على الفكر والسياسة فى العالم بأسره.

وبذلك يضع الفرد أمام خيارين، الأول التوجه يقود نحو التحرر رغم عدم البلورة الحقيقية لهذا المفهوم الذى لم يُكرَس بالشكل المطلوب خدمة للإنسانية، أما الخيار الثانى فيتمثل فى قبول المجتمعات العربية ورضوخها بالبقاء تحت وطأة مختلف الإيديولوجيات المختلفة التى تخدم مصالح أطراف معينة على حساب أخرى، فى الغالب تكون هذه الأخيرة الدول المستضعفة.

وضع المرزوقى مفهوم "الإنسان" بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ، ورأى أن القيام بقراءة نقدية للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى تم وضعه بالأساس لحماية مصالح الإنسان مهما كان انتماؤه، مستعرضا المواد التى جاء بها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والذى طالما سعت المجتمعات المدنية العربية- على حد قول الكاتب- التشبث بمبادئه لمجابهة الاستبداد الذى عانت منه لعقود من الزمن.

يظهر جليا من خلال ما قدمه المرزوقى أن هدفه كان توضيح حقائق هامة لصيانة الفكر العربى من كل أشكال التجاوزات التى تمارس فى حقه، والمتاهات التى تتخبط فيها المجتمعات العربية على وجه الخصوص، وهذا فى وجود عريضة مثل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان التى وجدت فى الأساس لحفظ كرامة الشعوب والدفاع عن قيم العدالة والحرية.

قدم المرزوقى فى قراءته العديد من الأسباب التى أفقدت الإعلان مصداقيته الحقيقية، خاصة أن الهيئة الأممية التى أصدرته هى نفسها التى كانت وراء قرارات أخرى لا تخدم الإنسانية، منها قرار تقسيم فلسطين مثلا وتدعيم إسرائيل، إضافة إلى أن الإعلان لم يتطرق لمسألتى القضاء على الاستعمار وحق الشعوب فى تقرير مصيرها، كما أن الإعلان الذى كان محصلة صراعات لم يحمل صفة الإلزامية مطلقا.

وأرجع المرزوقى الانتهاكات والخروقات الممارسة من طرف الدول الكبرى على حساب مصالح الدول الضعيفة إلى استغلال الفجوات المتروكة عمدا فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه أصبح لزاما على هذه الدول المنتهكة الحقوق مضاعفة جهودها لمجابهة تهرب الدول المستبِدة التى تحسن التنصل من التزاماتها القانونية باسم أعذار واهية وحجج لا تحتكم إلى أدنى شرعية، وانتقد الدكتور المرزوقى اللاعدالة التى جاءت بها مواد الإعلان فى تغليب مصالح دول على أخرى، أو بالأحرى تغليب منطق القوة ولو على حساب حقوق الإنسان نفسها.

واقترح فى كتابه التركيز على الطاقات البشرية والعمل على خلق ثقافة مشتركة تتخطى كل العراقيل لتحقيق مبادئ كُرست لخدمة القيم الإنسانية واحترام الغير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة