من المواضيع الشائكة والتى يتحرج كثير من مريضى من سؤالها هو أو زوجته فى بادئ الأمر ولكن بعد أن تصبح العلاقة بين الطبيب والمريض مثل الأخ والصديق يكثر النقاش بهذا الموضوع لذا قررت التطرق لهذا الموضوع الهام والتحدث فيه دون حرج لعله يأتى بالفائدة على كثير من مرضى القلب القلقين.
فعادة ما يخشى مرضى القلب من ممارسة الجنس مع زوجاتهم، خشية تدهور حالتهم أو فقدان حياتهم أثناء الممارسة، لكن أؤكد أن ممارسة الجنس مثل ممارسة أى نشاط يومى عادى ما عدا الحالات المتقدمة من مرضى الشريان التاجى.
وأوضح الأطباء أن ممارسة مرضى القلب للجنس لا تمثل خطورة على صحتهم، ففى سنة 1969 أجرى العالم الأمريكى "هيلر اشتين" فحصاً دقيقاً وشاملاً على أكثر من مائة مريض من مرضى القلب والشرايين التاجية، وفى هذا البحث درس مدى رد فعل القلب أثناء اللقاء الزوجى.
فوجد العالم أن أعلى معدل فى ضربات القلب كان 117 ضربة فى الدقيقة فى فترة الشبق (نزول السائل المنوى)، الذى لا يستغرق أكثر من 10 إلى 15 ثانية، وبقياس متوسط النبض فى الفترة من دقيقتين قبل الشبق ودقيقتين بعده وجد أن متوسط نبض القلب 97 نبضة فى الدقيقة.
وحاول العالم الأمريكى "هيلر اشتين" توصيل هذه المعلومات بشكل مبسط للمرضى فقد لاحظ وقاس عدد نبضات القلب بالنسبة لنفس المرضى خلال نشاطهم اليومى العادى، والذى لا يزيد على المشى وبعض الأعمال المكتبية وصعود السلالم، فوجد أن أقصى معدل لنبضات القلب خلال هذه النشاطات العادية يصل إلى 120 دقة فى الدقيقة، أى أكثر من أكبر معدل له أثناء العملية الجنسية التى هى 117 دقة فى الدقيقة، مما يدل على أن المجهود الذى يبذله القلب أثناء ممارسة الجنس لا يزيد على ما يبذله أثناء النشاط اليومى العادى.
وتدعيماً لهذه الدراسة، أكدت دراسة حديثة أن الرجال الذين يمارسون الجنس ثلاث مرات على الأقل فى الأسبوع يمكن أن ُيخفضوا خطر الإصابة بالأمراض القلبية التاجية بشكل كبير.
وأشارت الدراسة إلى أن ممارسة الجنس، شرط تجنب الأسباب التى يمكن أن تؤدى للإصابة بالأمراض، يمكن أن يكون مفيداً للرجال، فممارسة الجنس بشكل قوى يمكن أن تضاعف دقات القلب وتؤدى إلى إحراق 200 سعرة حرارية، أى ما يعادل الركض السريع لمدة 15 دقيقة.
ولكن يجب اتباع بعض الإرشادات وهى أن لا تمارس العملية الجنسية بين الزوجين إلا نتيجة لرغبة جنسية صادقة، وحاجة لا يجوز كبتها وليس أبدا كواجب زوجى أو أى اعتبار آخر ولا يسمح بها إلا بعد مرور شهرين اثنين على الأقل من حدوث الجلطة القلبية ويجب أن يتم ذلك وفى كل الأحوال فى حدود إمكانيات المريض الجسدية وحالته القلبية، وأهميتها ومدى تأثرها بالجهد، ولا يسمح بأى تجاوز مهما تكن الأسباب وأن تتم العملية الجنسية فى أجواء طبيعية وببساطة وفى أقصر وقت ممكن دون إطالة أو تكرار وينبغى أن يتم العمل الجنسى بعد ثلاث أو أربع ساعات من الطعام تقريبا أما بالنسبة لعدد المرات التى يسمح لمريض القلب بممارسة العملية الجنسية فهذا يعتمد على السن، نوع المرض وحدّته والقدرة على العمل الجنسى، ولكن المهم جدا فى هذا المجال أن تكو هناك رغبة أكيدة وأن يمارس هذا العمل بانتظام وباعتدال، وخاصة عند أولئك الذين كانوا فى السابق مسرفين فى هذا المضمار، بالنسبة لأوضاع الجماع المناسبة لمريض القلب فهى الجانبية لأن الوضعى الذى يتخذ فيه المبادرة يكون فيه كثير من الإرهاق عليه.
بما إن الرجل يصل عادة إلى النشوة قبل المرأة فلابد أن تكون الزوجة على درجة عالية من الفهم وتتعامل مع هذا الوضع ولا تجبر الزوج على إطالة العملية الجنسية وأخيرا هناك حالات يصاب بها المريض ببعض الواخزات والآلام الصدرية الخفيفة وهناك حالات أخرى يرافقها خناق صدرى حقيقى عند المصابين بالقصور التاجى الذين أصيبوا من قبل، فى هذه الحالات جمعا لا داعى للخوف والقلق فحبة نتروغليسرن تؤخذ حال ظهور هذه الأعراض غالبا ما تزيل الألم والخوف معا، ومن المهم جدا أن يعرف مريض القلب أن تناول المقويات مثل الفياجرا وغيرها ممنوع منعا باتا مع النيتروغلسرين، ويجب إيقاف هذا الدواء قبل تناول المقويات بيوم كامل على الأقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة