فى حلقة ممتدة لمتابعة المرحلة الثانية للاستفتاء على الدستور فى مصر، رصد برنامج "جملة مفيدة"، فى حلقة أمس السبت، الذى قدمته الإعلامية منى الشاذلى على "MBC مصر"، عددا من الأحداث والوقائع على مدار اليوم.
وعرض البرنامج صورا ومشاهد مهمة من عدد كبير من المحافظات، مع تقديم تحليل للاستفتاء من الجانبين، المؤيد والمعارض للدستور، وتم تصوير عدد كبير من الشخصيات العامة أثناء إدلائهم بأصواتهم فى المرحلة الثانية من الاستفتاء، منهم حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق والمخرج خالد يوسف والفنان خالد النبوى.
وتابع البرنامج بالتقييم والرصد استقالة المستشار محمود مكى، حيث أوضحت الإعلامية "منى الشاذلى" أن الجزء الأول من البيان هو نوع من أنواع الدفاع عن النفس أو دفع وزر الإعلان الدستورى الأول، والجزء الثانى به لوم على من قاطعوا الحوار، والجزء الثالث توضيح لموقفه، ولكن التوضيح كان غامضا.
وطرح البرنامج تفسيرات مختلفة للاستقالة، أولها تفسير من أعضاء فى حزب الحرية والعدالة، قالوا فيه، "إن الدستور الجديد سيقر وليس فيه نائبا لرئيس الجمهورية، لذلك فهو يعلن بكل مهابة ووقار لأن الدستور ليس فيه هذا المنصب".
على الجانب الآخر، قال البعض إن هذا الكلام يعيب أو يحمّل المستشار مكى خطأ بينا، لأن هذا لو قراره، فهذا يعنى أنه يعرف أن الدستور سيتم إقراره، وكأنه يستبق نتيجة الاستفتاء وليست هذه من شيم القاضى محمود مكى.
واستضافت الحلقة كلا من مجدى عبد الحميد ممثل الائتلاف المستقل للإشراف على الانتخابات وياسر محرز متحدث باسم الحرية والعدالة، والكاتب مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن، الذين علقوا على الانتهاكات التى تم رصدها فى عملية الاستفتاء.
وتخلل اللقاء مكالمات هاتفية بمحمد الدماطى عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والمستشار محمود أبو شوشة عضو الأمانة العامة للجنة العليا للاستفتاء، وردا على بعض الاستفسارات حول عملية الاستفتاء.
كما استضافت الحلقة كلا من محمد على عضو ائتلاف الثورة لرصد تحليله للنتيجة المرتقبة للاستفتاء على الدستور المصرى، وقال المفكر السياسى الدكتور عمار على حسن، إن هناك عناصر مركبة فى النتيجة، فنعم لا تعنى بالضرورة التصويت لاستمرار الرئيس محمد مرسى والتصويت بـ"لا" لا تعنى أيضا بالضرورة رفض الدستور ولكنه قد يكون تصويتا نكاية فى جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف عمار على حسن، خلال استضافته فى برنامج "جملة مفيدة" مع الإعلامية منى الشاذلى، "البعض ما زال يعتقد أن نعم تعنى الاستقرار، وهذا المصطلح السحرى دائما ما أبقى أنظمة قمعية لفترة كبيرة، وهو لا يزال ينطلى على مجموعة كبيرة من الناس".
وتابع، "أما التصويت بـ"لا" فله أسباب عديدة، أولها رفض الدستور فعلا، والمعنى البعيد هو أن يكون تصويتا نكاية فى الإخوان، خاصة من أولئك الذين صوتوا لمرسى فى الجولة الثانية بانتخابات الرئاسة، وهؤلاء يصححون خطيئتهم".
وتوقع عمار أن الدستور لن يعمر طويلا، وإذا عمر فإنه سيعمر عنوة، ولكنه توقع أيضا مفاجأة غير سارة لمن صوتوا بنعم، وقال، "الناس ستعرف على أى شىء صوتت بعد شهرين من الآن، حينما يصدر مجلس الشورى كل القوانين والقرارات المعبأة، وسيعرف الناس كيف كان الدستور يرتب لهذه التشريعات والقوانين التى ستكبل الناس فى الفترة المقبلة".
وفى تعليقه على استقالة المستشار محمود مكى نائب الرئيس قال إن هذه الاستقالة جاءت متأخرة، ولكنه طلب من الرئيس محمد مرسى أن يجعل لمكى دورا فى إدارة الحوار مع مختلف القوى فى الفترة القادمة.
وفى مفاجأة غير متوقعة، أعلن الكاتب مجدى الجلاد أنه صوت بـ"نعم" على الدستور، الأمر الذى أثار اندهاش الإعلامية منى الشاذلى وقال الجلاد، "هذا الدستور لن يستمر، لأنه لم يكتمل نموه، ورغم اقتناعى بذلك إلا أننى صوت بنعم فى الاستفتاء؟".
أما أسباب موقفه فكشفها بقوله، "وأنا خارج من المنزل صباحا، قالت لى زوجتى إن البيت ليس به "فراخ" ولا زيت ولا سكر، لذلك قلت نعم، رغم أن رأيى فيه أنه دستور باطل منذ التأسيس ووضع البذرة وحتى اليوم".
استبعد مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن، أن يكون انقطاع الكهرباء عن قرى فى محافظة المنوفية وقت الاستفتاء جاء صدفة، وقال إنه أمر مغرض وكرر الكلمة ثلاث مرات فى تأكيد لما يعنيه منها.
وفى توضيحه للمعنى قال الجلاد، أثناء استضافته فى برنامج "جملة مفيدة"، "محافظة المنوفية هى أقل محافظة صوتت لمحمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، ومركز الشهداء فيه أكثر نسبة تصويت، فماذا تم قطع الكهرباء فى هذا المركز بالذات؟".
وأضاف، "حينما قطعت الكهرباء هناك صرف رؤساء اللجان المواطنين، وقالوا لهم كيف نشرف على العملية فى ظل انقطاع الكهرباء"، ثم قال مؤكدا "انقطاع الكهرباء فى مركز الشهداء هو أمر مغرض مغرض مغرض"، وتساءل، "لماذا لم تقطع الكهرباء فى محافظة الفيوم مثلا؟".
وإلى جانب انقطاع الكهرباء، أشار الجلاد إلى نقاط أخرى اعتبرها انتهاك صارخا فى عملية الاستفتاء، ولم يقم بها الحزب الوطنى، ومن هذه الأحداث "كانت هناك حيلولة من وصول الناخبين إلى اللجان التى كانت مزدحمة للغاية، وكان متوسط وقت الوقوف من ثلاث إلى أربعة ساعات، الأمر الذى جعلنا نفقد هذه الأصوات".
وتابع الجلاد متسائلا، "كيف يراقب السيد حلمى الجزار أمين حزب الحرية والعدالة فى الجيزة على الاستفتاء؟.. وكيف يكون المستشار الغريانى هو رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى يصدر تصريحات المراقبة على الاستفتاء وهو نفسه رئيس اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور؟".
من جانب آخر، أشارت معلومات مؤكدة طبقا لبرنامج جملة مفيدة، أن فاروق العقدة تحدث عن الاستقالة أو قدمها منذ3 أشهر، والقيادة السياسية حاولت أن تقنعه بأن يبقى فى منصبه حتى هدوء الأجواء سياسيا.
وأشارت منى الشاذلى إلى أن هناك أنباء مؤكدة على أن الرئيس محمد مرسى قابل رجل الاقتصاد هشام رامز، وتم تفسير المقابلة بأن رامز سيكون خلفا للعقدة، باعتباره كان أحد شخصين رشحهما العقدة لمنصبه قبل استقالته، ولكن تم نفى هذا النبأ.
وبسبب الأنباء المتضاربة أصبحت الحقيقة ضائعة، وقد اعتبرت منى الشاذلى نبأ استقالة العقدة هو الأكثر غموضا.
ومن ناحيته، أشاد جمهور "جملة مفيدة" على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بطالبة الثانوية العامة رنا سيد التى تظاهرت احتجاجا على الدستور، ووجهوا إليها الدعم المعنوى والتشجيع احتراما لموقفها رغم تعرضها للتحقيق.
وكانت منى الشاذلى قد استضافت الطالبة رنا سيد التى حققت معها وزارة التربية والتعليم بسبب مشاركتها فى مظاهرة مناهضة للدستور، وقالت رنا إنها دعت إلى هذه المظاهرة على "فيس بوك" واستجابت إليها عدد من زميلاتها، وتم تغطية هذه المظاهرة فى إحدى الصحف، وفى اليوم التالى فوجئت باستدعاء من مديرة المدرسة، وتم التحقيق معها على يد اثنين من المفتشين.
"جملة مفيدة" يعرض على "MBC مصر" يومياً من السبت إلى الأربعاء فى تمام الساعة التاسعة.
وتحليل لاستقالة نائب الرئيس..
مجدى الجلاد يرصد توجيهات التصويت فى "جملة مفيدة"
الأحد، 23 ديسمبر 2012 10:50 ص
منى الشاذلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة