"الجهل والفقر" سمات مشتركة جمعت بين أهالى قرى مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، جعلتهم عرضة للاستقطاب من قبل أى تيار مستغلا قلة وعيهم السياسى وجهلهم بمجريات الأمور، فكانت النتيجة ناس حائرة لا تشارك فى صنع مستقبل بلدها.
"أنا قاطعت الانتخابات ولا قلت "نعم" ولا "لا"، بهذه الكلمات البسيطة عبرت أم محمود، ذات الخمسة والأربعين عاما، عن رأيها فى الاستفتاء على الدستور، والذى تسميه دائما كغيرها من النساء أمثالها "انتخابات"، رافضة المشاركة فيه أو الحديث عنه، لأن هناك ما هو أهم من وجهة نظرها، وهو حال أطفالها المعاقين، الذين لا تكاد تنام بضعة ساعات حتى تستيقظ فزعة تفكر وتسأل نفسها "هجيب منين أكل لأولادى ومين اللى هيرعاهم ويعالجهم؟"
وتقول أم محمود: معرفش شىء عن الدستور، وأثناء حضورنا لدرس القرآن، قالت لنا المحفظة اختاروا "نعم" فى مربع على اليمين، من غير ما تفهمنا حاجة أو تقول ليه نختار نعم وليس لا، وعشان كده محدش فينا خرج للانتخابات كل أفراد الأسرة الخمسة قعدوا فى البيت ستات ورجالة".
تحولت قضية تأييد أو رفض الدستور إلى مسألة حب أو كره الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين وألقت بظلالها على أهالى قرى كرداسة، أم محمد، ذات الثلاثين عاما، كان مبررها للتصويت بنعم فى الاستفتاء على الدستور أمس، أن الرئيس محمد مرسى رجل صالح، قائلة: ذهبت مع اخواتى وجميعنا قلنا نعم للدستور، لأن الريس رجل صالح ومصر هتكون أفضل فى عهده، وحتى الآن لم نر منه أى شىء سيئ، وبسؤالها عما إذا كانت قرأت الدستور أم لا قالت: لا لم أقرأه ولكن نسانده.
إيهاب الكومى، ذو الخمسين عاما، يقول إنه وجد مجموعة من المخالفات خلال إدلائه بصوته فى لجنة 13 بمدرسة كفر حكيم مركز كرداسة محافظة الجيزة، ممثلة فى حث الناس أمام اللجان على التصويت بنعم، من خلال نصب خيام ونقل الأهالى من منازلهم لأماكن الإدلاء بأصواتهم.
مضيفا، هناك عربيات مخصصة من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصار حزب النور، لإحضار النساء من البيوت ونقلهن للجان مقابل التصويت بنعم.
الأمر نفسه أكده محمد عبد الله، قائلا: مازالت الجماعة والسلفيون يستخدمون نفس طرقهم المعروفة فى جذب الناس وحشدهم، وسبق أن طرق أحدهم باب منزلنا بحجة نقل السيدات للجان، ولكنى رفضت عندما علمت أنهم سيجبرونهم على التصويت بنعم على أساس أنها ضمانتهم لدخول الجنة.
وأشار عبد الله، إلى أنه أخطر الشرطة بما رآه وسمعه، ولكن لم يتحرك أحد مضيفا: مازال الإخوان والسلفيون مستمرين فى عملهم وطريقتهم فى الحشد.
أم سليمان، ذات الخمسين عاما، تقول إن أفراد أسرتها الخمسة قالوا نعم فى الاستفتاء لأنهم "بيصلوا وعارفين ربنا: على الرغم من أن جميعهم يجهلون ببنود الدستور أو الأسباب التى دفعتهم لقول نعم وليس لا، وتضيف: الدستور فيه حاجات كويسة كنا بنسمع من التلفزيون وأنا عائلتى كلها قالت نعم علشان ناس بتصلى وعارفة ربنا وأنا لم أذهب للتصويت لأنى بطاقتى "الرقم القومى" منتهية.
أهالى كرداسة محاصرون بالفقر.. ولم يخرجوا للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء.. وجماعات أخبرتهم أن نعم طريق دخولهم للجنة.. وأحد المواطنين: مازال الإخوان والسلفيون يستخدمون نفس أسلحتهم فى حشد الناس
الأحد، 23 ديسمبر 2012 05:52 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوهديه
راجعوا التاريخ
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم حازم
صلاح أبو اسماعيل