"جنيه فى اليوم" تطلق مشروع "الغارمين" لتسديد ديون "وصولات الأمانة"

غمست إبهامها فى الختم ووقفت تنظر إلى الرقم الذى ظهر أمامها على قطعة الورق الصغيرة، أستغرق منها الأمر عدة دقائق لتحسم أمرها وتطبع بصمتها على وصل أمانة بقيمة 2500 جنيه، هو المبلغ الذى قررت اقتراضه لتجهيز ابنتها، ترك إبهامها على الورقة بصمة سوداء ظلت واضحة أمام عينيها كلما تساءلت عن طريقة تسديد هذا القرض، لم تكن تعلم أن بصمة إصبعها هى علامة إدراج أسمها فى كشوف "الغارمين"، وهى السبب وراء جلوسها بلا حيلة وراء قضبان السجن بعد أن عجزت عن سداد قيمة الوصل.

قصة "نبيلة" ليست الأولى من نوعها، وليست كذلك القصة الأخيرة من حكايات أصحاب لقب "الغارمين"، أو من استضافتهم جدران السجن الباردة لعجزهم عن تسديد مبالغ قد يراها البعض بسيطة وليست ذات قيمة، بعيداً عن "نبيلة" وأطفالها الذين تعيلهم وحيدة بعد أن حصلت على لقب مطلقة، يمكنك أن تقابل الكثير من الحالات التى لم تجد بداً من الاقتراض لمواجهة ظروف قاسية لم يجدوا للوقوف أمامها حل أخر سوى التوقيع على وصل أمانة، يعجزون فى أغلب الأحيان عن سداده، وهو ما دفع شباب مبادرة "جنيه فى اليوم" لاتخاذ "الغارمين" كأخر مشروعاتهم لمساعدة غيرهم من المحتاجين، فانطلقوا لدراسة الحالات فى عدد من المناطق العشوائية على رأسها بطن البقرة فى محاولة لتسديد ديون بعض منهم.

"سارة عماد محمد" واحدة من أعضاء مبادرة "جنيه فى اليوم" تحدثت لليوم السابع عن مشروع "الغارمين" الذى بدأ فى تنفيذه الفريق مؤخراً، الغارمين فئة قد لا يعرفها الكثير من الناس، والفكرة فى لفت النظر لهذه الفئة هى أن أغلبهم يحاول مساعدة نفسه واقتراض مبلغ لهدف شريف، ولكن عجزهم عن سداده يكون سبباً فى الحكم بالسجن، وفى بعض الحالات يكون الغارم هو المعيل الوحيد للأسرة، وهو ما دفعنا للتفكير فى مساعدتهم على سداد هذه المبالغ.

تكمل "سارة"، المرحلة الأولى من المشروع جمعنا فيها 9 حالات من الغارمين من مجموعة من المناطق العشوائية، أهمها منطقة بطن البقرة، وقمنا حتى الآن بسداد ديون 3 منهم، وهدفنا هو محاولة لفت النظر لهذه الفئة التى لا تتوجه لها سوى الجمعيات الكبرى، بالرغم من حاجاتهم للمساعدة التى قد تتوقف عليها حياة أسرة كاملة.