تحدثت صحيفة "تايم" الأمريكية عن الأزمة الراهنة فى مصر، وموقف جماعة الإخوان المسلمين فيها، ونقلت عن القيادى بالجماعة جهاد الحداد قوله، إن الإخوان يكتبون شيكات من رصيد مصداقيتهم وحسابهم فى حاجة إلى تجديد.
وقالت تايم، إن الأرضية المشتركة بدأت تنفد من مصر، وكان انتخاب محمد مرسى رئيساً لها بنسبة 52% فقط شىء أقرب إلى ذلك فى حد ذاته، ولكن فى الأسبوعين الأخيرين، أدت قراراته إلى حالة استقطاب فى البلاد إلى المدى الذى رأى فيه البعض لمحات من حرب أهلية محتملة، وينصب الجزء الأكبر من المشكلة على الإخوان المسلمين وأدائهم الغامض حتى الآن.
وتساءلت المجلة عما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين هى قوة حميدة وضاربة، لكنها حسنة النية فى الأساس، كما وصفها أحد قياديها، وهو جهاد الحداد، أم أنها طاغوت الإسلام السياسى الذى ظل الغرب يخشاه على مدار أكثر من قرن من الزمان، وهل هى جماعة غامضة تنوى تفكيك الدولة القومية الحديثة لاستعادة هيمنة الخلافة على العالم الإسلامى، أم أنها كما يقول بعض المفكرين الإسلاميين، قوة مستهلكة، وملاذ للاعتدال والتى توجد إلى حد كبير من أجل أن تخلد نفسها.
وترى "تايم" أنه بعد ستة أشهر من حكم الإخوان المسلمين، لا توجد إجابة واضحة عن هذه الأسئلة، لكن شيئاً واحداً لم تفعله الجماعة بعد عامين من الثورة، وهو بناء أى شىء يشبه ولو من بعيد التوافق، بل دخلت الجماعة التى تتسم بالعشائرية، والتى ظلت سرية فترة طويلة إلى مجال السياسة الانتخابية، مع عدم وجود مخزون كبير من الثقة بين غير الأعضاء بها، ومنذ وصولها إلى السلطة لم تفعل شيئاً لإعادة طمأنة الكثير من المتشككين. وحسبما قال الحداد فى مقابلة مع "تايم"، فإن الجماعة تكتب شيكات على أساس مصداقيتها منذ الثورة، وهى فى حاجة على إعادة تجديد حسابها.
ومرسى، كما تقول الصحيفة، لم يساعد فى ذلك، فـ"معلم الفيزياء السابق"، وفقاً لتعبير المجلة، كان لطيفاً ويتمتع بحس مداعبة عندما التقى به ثلاثة من محرريها فى القصر الرئاسى فى يوم 28 نوفمبر الماضى، لكن أحد التصريحات الأكثر حساسية التى أدلى بها خلال المقابلة لم تكن قابلة للتنفيذ بعد أقل من 24 ساعة.
ورداً على سؤال حول المدى الزمنى الذى تحتاجه الجمعية التأسيسية للانتهاء من صياغة الدستور، رد مرسى قائلا، شهرا أو شهرين، وكان يميل للشهرين، لكن فى اليوم التالى مباشرة، أعلنت الجمعية إجراء الجلسة الختامية للتصويت على مشروع الدستور وانتهت منه صباح الجمعة التالية.
وتساءلت تايم مرة أخرى، من المسئول؟، فمنصب الرئيس مصنوع لفرد، لكن كل المؤشرات تدل على أن قيادة الإخوان المسلمين لديهم الكثير ليقولونه عن الأحداث. ويقول جهاد الحداد، يجب أن نميز بين رؤية جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة لمنصب الرئيس، فالإخوان ليسوا مهتمين بالأصوات وما شابه ذلك، بل مهتمون بفعل الصواب فى ضوء الهدف الذى يضعونه، وهو إنهاء المرحلة الانتقالية بأسرع وقت ممكن. ويمضى الحداد قائلا، لو كانت الشعبية هى القضية، لما كنا اتخذنا أكثر من 80% من القرارات التى اتخذناها على مدار العامين الماضيين.
يحتاجون لتجديد الحساب..
جهاد الحداد لـ"تايم": الإخوان يكتبون شيكات من رصيد مصداقيتهم
الخميس، 13 ديسمبر 2012 11:45 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شريف
؟