يزور القس الألمانى بيتر أنفايلر أطقم ملاحة السفن الراسية بميناءى مانهايم و لودفيجسهافن الألمانيين مرتين كل أسبوع، ولكنه يذهب لهما بسفينته الكنسية "يوهان هينريش فيشرن" التى تبلغ من العمر 50 عاما.
وعن ذلك يقول القس أنفايلر:"أتردد على عدد من أطقم السفن يصل إلى ستة أطقم فى كل يوم عمل لى وللطاقم المرافق لي.. ولأننا نأتى لهذه السفن من ناحية البحر فإننا نعامل من قبلهم كأصدقاء، وذلك بخلاف ما إذا جئنا إليهم بالدراجة من ناحية البر".
ومن المقرر أن يلتقى 14 أسقفا إنجيليا متخصصا فى الرعاية الروحية لأطقم السفن من ألمانيا وهولندا حتى بعد غد الأربعاء بمدينة مانهايم البحرية فى ألمانيا وذلك للتشاور بشأن مستقبل الرعاية الروحية لمواطنيهم الذين يعيشون ويعملون على متن السفن وذلك فى ظل تزايد إلغاء هذه السفن.
على سبيل المثال فإن خدمة القس أنفايلر البالغ من العمر 50 عاما على هذه السفينة جزء من عمله رغم أنه يخدم منطقتين إداريتين مما يزيد أعباء عمله مقارنة ببعض القساوسة الآخرين المسئولين عن كنائس بعينها ويجعله يصف نفسه بأنه "إجراء تقشفى متجول".
يتحكم القس أنفايلر فى سفينته بتمكن البحارين الذين يجيدون التحرك بسفنهم فى الأماكن الصعبة والضيقة ليرسى بسفينته بدقة إلى جانب السفينة التى يقصدها.
وعن ذلك يقول أنفايلر:"يرمز عملى بشكل رائع للكنيسة التى تنتقل من باب إلى باب لتصل للناس فى منازلهم مباشرة".
ويرى أنفايلر أن التراجع الحاد فى أسعار نقل الشحنات البحرية جعل البحارين يواجهون الكثير من المشاكل المصيرية وقال إن الكثير منهم متدينون ويفرحون بزيارة القس لهم.
وتسمح السفينة يوهان هينريش فيشرن البالغ طولها 12 مترا والتى تزن 12 طنا بإقامة الصلوات على متنها.
ومن الممكن تحويل "سفينة الرب" إلى كسارة للثلوج أثناء أشهر الشتاء شديدة البرودة، ولا تزيد سرعة هذه السفينة عن 15 كيلومترا فى الساعة وهى تعمل بمحرك سولار.
يقول أنفايلر إن البحارين الهولنديين على وجه الخصوص يحترمون الفروض الدينية بقوة وهو ما يجعلهم لا يبحرون أيام الأحد و يجعل قسا هولنديا يأتى بقطار سريع من مدينة ديوسبورج الألمانية إلى ميناء مانهايم ليؤدى قداسا خاصا هناك.
وقال أنفايلر إنه تعلم التعامل مع المزيد من الحقائق الواقعية للحياة وإن من بين هذه الحقائق تراجع المسيحيين فى ميناء مانهايم خلال العقود الماضية وذلك فى ظل تزايد نسبة الأسر المسلمة هناك مما جعل من الضرورى البحث عن حل لدعم المسيحيين البروتستانت بصفتهم أقلية فى هذه المنطقة.
أما البحارة الألمانية جودرون منيش فهى تعمل على سفينة "ام اس ساليسو" التى تبحر فى قناة أمس فى دورتموند وتحمل على متنها الآن نحو 800 طن من الأغذية.
وعن عمل السفن الكنسية تقول منيش:"لا تزال هناك حاجة لسفن الرعاية الروحية رغم أن أسر البحارة المسيحيين الذين يستفيدون من هذه السفن فى ألمانيا لا تزيد عن 500 أسرة.. ولكن هناك الكثير من السفن العاملة فى عرض البحر والتى يعمل عليها رجال بلا عائلة، مثل هؤلاء الرجال يحتاجون للمزيد من الوعظ الديني".
تصبح هذه السفن الكنيسة ذات فائدة خاصة للسفن الراسية فى الموانى وذلك فى ظل اقتراب احتفالات أعياد الميلاد حيث يفرح أطقم هذه السفن كثيرا بزيارات القساوسة القادمين من ناحية البحر والذين يناقشون المشاكل الروحية لهؤلاء البحارة أثناء جلسات شرب القهوة "لذلك فأرى أنه من المؤسف أن تلغى الكنيسة خدمات مثل هذه السفن" حسبما أوضحت القسة منيش التى لها من الأبناء تسعة.
وقالت منيش إنه تم تعميد أولادها التسعة فى موانى مختلفة وإنها تفرح كثيرا بزيارات القساوسة خاصة إذا صادف ذلك مناسبات دينية لها ولأبنائها.
على متن سفينتنا قس.. سفن ألمانية تتجول بين الموانى لإقامة القداسات
الإثنين، 05 نوفمبر 2012 01:33 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة