أيمن جمال مشيمش يكتب: انقسام مصر.. انكسار لمصر

حالة من الانقسام تجتاح مصر من أقصاها إلى أقصاها.. انقسام يلقى مصر فى مستنقع من الفوضى المدمرة.

انقسام يعنى وقوع المزيد من الشهداء والضحايا.. انقسام خطرا لأنه ملطخ بدماء المصرين وبأيدى مصرية أيضا.. مصرى يضرب مصرى.. ومصرى يحرق مصرى.. ومصرى يقتل مصرى فمن منهم الشهيد ومن منهم البلطجى والقاتل.

مصر تشهد فصلا جديدا من العنف والتظاهرات والاعتصامات كما تشهد حالة من الخلاف والاختلاف حول القرارت الأخيرة التى أعلنها الرئيس محمد مرسى فى الإعلان الدستورى والتى تضمن قرارات يراها البعض قرارات ثورية ويعارضها آخرون ويرون أنها استبدادا للسلطة وإهانة للقضاء.. وبين هذا وذاك وبين القيل والقال وبين الشد والجذب انقسمت مصر بين مؤيد ومعارض وازداد الوضع تأزما وسوءا حيث تزداد الدماء المهدرة والمقار المحترقة.. وأصبحت سياسة التخوين هى السمة السائدة بين الجميع.. بل إن العجيب فى الأمر أن كلا الطرفين يظهر أنه يعلو مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. المؤيدون يؤيدون لمصلحة الوطن والمعارضون يعارضون لمصلحة الوطن وفى نهاية الأمر ينهار ويضيع الوطن.. لأن كل طرف أراد أن ينتصر لرأيه.. فأثروا الاختلاف على الاتفاق.. وأثروا الحرق والخراب على العقل والدين.. واستسهلوا نزيف الدماء واستصعبوا الأمن والأمان.. فجمع كل منهم مؤيديه وذهبوا إلى حيثما بدأت ثورتهم إلى ميادين مصر التى كانت شاهدة على وحدة الشعب فى ثورته، وها هى تشهد اختلاف وتفكك الشعب بل أنها تشهد انقسام وانكسار الوطن.. إن الوضع المتأزم متسبب فيه الكل ويلام عليه الجميع، لأنهم لم يحكموا صوت العقل والتشاور والتحاور وإنما أعلوا أصوات الاعتصام والتظاهر.

ماذا يمنع اجتماع المتخاصمين ليتبادلوا الآراء ويصلوا معا إلى رأى لنتخطى به كل هذه الصعاب؟.. ماذا يمنع أن نضع حسن النية فى اعتبارنا لننجو من مازقنا هذا.. ونجنب مصر تلك الأزمات؟.. الآن مصر تواجه نفسها.. مصر تحرق نفسها.. مصر تنزف دمائها بأيديها.. يا شعب مصر.. مصرنا تنقسم.. مصرنا تنكسر.. إن لم نتدارك وضعنا ونعود إلى رشدنا ونضع مصر نصب أعيننا ستضيع من بين أيدينا.. يا شعب مصر قبل الانقسام والانكسار أدركوا جيدا بأن مصرنا مصيرنا..