مراقب برج العياط الذى أوقف حصد أرواح جديدة على قضبان السكك الحديدية: أوقفت القطار حتى لا يحصد ضحايا جدد بسبب سوق المدينة.. وأوقفونى عن العمل بدلا من مكافأتى.. وعندما شكوت لرئيس الهيئة سخر منى

كانت كل جريمته أنه منع دماء أخرى من أن تسيل على قضبان السكة الحديدية، ولذلك خالف أوامر رؤسائه وأوقف القطار حتى لا يحصد أرواحا أخرى من المصريين، وبدلا من أن تتم مكافأته، تمت مجازاته وإيقافه عن العمل، خصم عشرة أيام من راتبه وخصم الحافز، إنه محمود إبراهيم مراقب برج سكك حديد العياط الذى التقت به اليوم السابع ودار معه هذا الحوار:

صف لنا ما حدث؟
أثناء تواجدى بعملى ببرج محطة العياط فى وردية النهار صادفت وجود سوق المدينة الذى يقام يوم الأحد، والذى يقام على المزلقان بجوار المحطة، وقام السيد محمد عبد الرحمن خفير المزلقان بإبلاغى تليفونيا باحتمال وقوع حادث نظرا لوجود عدد كبير من الباعة مفترشين بضاعتهم على القضبان أمام القطارات، ويقومون بمزاولة البيع و الشراء، فقمت على الفور بإثبات الحالة فى دفتر الحركة وإخطار المسئولين والرؤساء والشرطة الخاصة بالسكة الحديد والشرطة المحلية عن طريق ناظر المحطة، وقمت بغلق السيمافورات تنفيذا لبند 51 فى اللائحة العامة للسكك الحديدية، حتى مر القطار بسلام، ولكنى بعدها فوجئت بتحويلى للتحقيق وإيقافى عن العمل وخصم عشرة أيام من راتبى والحافز.

هل أبلغت ناظر المحطة بالواقعة؟
نعم أبلغت محمد عبد العزيز ناظر محطة سكك حديد العياط بالواقعة واحتمال وقوع حادث مروع بسبب تواجد الباعة على القضبان، إلا أنه قام بالتأشير لى بأن الخطوط خالية ولا يوجد شىء لتشغيل السيمافورات أو إيقاف القطار.

ماذا عن رد فعلك تجاه قرار ناظر المحطة؟
خالفت قراره وأصررت على موقفى وأغلقت السيمافورات لدقائق لمرور القطارات بسلام وتفادى وقوع حوادث.

ماذا عن قرار وقفك عن العمل؟
صدر لى قرار موقع من المهندس هانى حجاب رئيس هيئة السكك الحديدية وقتها، بإيقافى عن العمل ومجازاتى لمخالفة أوامر ناظر المحطة دون أخذ أى اعتبار لإنقاذ أرواح الناس.

هل كان لديك إثبات للواقعة؟
نعم كان لدى تسجيل فيديو لافتراش الباعة على القضبان، وشهادة زملائى فى الوردية محمود مختار ومشرف الوردية ومفتش البلوك ولكن لم يتم الاتخاذ بهذه الشهادات أو الفيديو، بل إن المسئولين قابلونى بكل سخرية واستهتار، وقالوا لى "مالكش دعوة وكأنك ماشوفتش حاجة وسيبك من اللائحة".

وماذا عن موقف رئيس هيئة السكة الحديد تجاهك؟
قابلت المهندس هانى حجاب بعد عناء شديد، وأكدت له أننى قمت بمنع حادث، وإنى لم أقم بإقفال الخطوط، ولكنى حجزت القطارات من أجل سلامة المواطنين والركاب والقطارات نفسها، فضحك منى بصوت عالى وسخر من كلامى وقال لى "انت اللى هتمنع وقوع حادث" فأجبته بنعم لأن هذه هى واجباتى، ولكنه ورفض تفهم الموقف وأصر على مجازاتى وتنفيذ قراره، وبعدها قابلت رئيس الرقابة المركزية للتشغيل المهندس سيد سالم وشاهد مقطع الفيديو وأوضحت له خطورة الموقف ولكنه قال بكل سخرية "أنت توقف ليه القطار مالكش دعوة الناس لما تخاف من القطار هتجرى".

ماذا عن طبيعة عملك الآن فى أوقات الزحام على قضبان السكك الحديد؟
أقوم بتهدئة حركة القطارات لحماية أرواح المواطنين وحماية السكك الحديد من المشكلات.

ماذا كان رد فعلك بعد ذلك؟
عندما وجدت نفسى مظلوما ولا أحد يسمع لكلامى قمت بالاعتصام أمام مكتب رئيس الهيئة ولكن دون جدوى، وبعدها نقلت اعتصامى إلى مقر عملى وأضربت عن الطعام لمدة ثلاثة أيام وأبلغت هيئة السكك الحديدية بذلك وأخليت مسئوليتى من حركة القطارات ولكن الهيئة رفضت إرسال سيارة إسعاف لإنقاذى أو لنقلى أى مستشفى.

ماذا عن موقف وزير النقل؟
أرسلت فاكسات وتلغرافات لمكتب الدكتور جلال السعيد وزير النقل وقتها ولكن لم يستجب أحد لاستغاثتى.

هل تقدمت ببلاغ إلى النيابة بالواقعة؟
نعم توجهت إلى نيابة العياط وقابلت وكيل النائب العام عبد الحميد الفقى، وأثبت الواقعة بالدليل، وأدليت بأقوالى، فتفهم موقفى وأرسل لى طبيبا وسيارة إسعاف واستلم منى الأوراق الخاصة بالجزاء والظلم الواقع على وسلمها للنيابة الإدارية.

ما طلباتك؟
أن يرد لى اعتبارى ويرفع الظلم عنى لأننى أحس بالظلم الشديد وكل ذلك بسبب إنقاذى لأرواح المواطنين.