رغم عودة العلاقات، على استحياء، بعد ثورة 25 يناير، ورغم مساعى الكثير من المثقفين والفنانين لرأب الصدع، إلا أن 30 عاماً من القطيعة مع إيران، على ما يبدو، لن تنتهى بين ليلة وضحاها، فبمجرد ذكر اسمها، تعلو على الفور أصوات التهديدات بنشر التشيع فى مصر، واتهام كل القائمين على هذا الأمر بالمساهمة فى ذلك.
وحدث ذلك بالفعل بعد زيارة الوفد السينمائى المصرى الأسبوع الماضى، والذى ضم مجموعة من كبار السينمائيين والمخرجين والمنتجين والموسيقيين، فعقب عودتهم، نشر تقرير للأمن الوطنى يتهمهم فيه بنشر التشيع فى مصر.
كان "اليوم السابع" ضمن الوفد الصحفى المدعو من قبل مكتب رعاية المصالح بالقاهرة، وشهد كيف عكف الفنانون على إيجاد سبل للتعاون الإيجابى مع السينما الإيرانية التى تحتل المرتبة العاشرة بين أبرز السينمات حول العالم، فى محاول لفتح سوق جديد يتسم بالتميز والابتعاد عن تقليد السينما الغربية للتصدى لتأثيرها فى العالم العربى والإسلامى.
وأكد الوفد مراراًَ وتكراراً للجانب الإيرانى أن هناك الكثير من العقبات فى طريق هذا التعاون، مشددين على أن هذا التعاون لن يتم إلا بما يتناسب وطبيعة المجتمع والسينما المصرية، كما صمم على رفضه تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية.
وأكد سمير فرج، رئيس جهاز السينما، رفضه لهذه الاتهامات، وقال ساخرا منها، "أكدت للإيرانيين، من خلال حديثى مع القائمين على صناعة السينما هناك وأمام شاشات التليفزيون الإيرانى، أننا لم ولن نقبل تجسيد الأنبياء، بل هددتهم بأنهم سيخسرون العلاقة مع العالم العربى والإسلامى إذا استمروا فى ذلك"، وأضاف فرج أن اتهامنا بنشر التشيع ساذج وينم عن جهل، والتعاون مع إيران لن يكون سهلاً، نظراً للعقبات السياسية التى ترسخت فى العلاقة بين البلدين على مدار 30 عاماً، ولكننا نسعى لبحث التعاون الفنى معها مثلما نسعى لبحث التعاون مع الدول الأخرى.
من جانبها، قالت الفنانة وفاء عامر، رداً على اتهام الوفد السينمائى المصرى الذى زار إيران الأسبوع الماضى، بنشر التشيع فى مصر، "نحن لسنا مفعولا بنا، نحن الفاعل فى زيارتنا لإيران، وذهبنا للتعاون، ولا نسمح لأحد أن يهيننا، ونشكر المستضيفين لنا فى طهران، ونحن نعلى من شأن بلدنا فى أى مكان".
وعن نتائج الزيارة، قالت عامر، إنه لم يتم اتخاذ أى قرار بشأن تعاون فعلى بين مصر وإيران، وإنما هناك مباحثات جارية للتقريب بينهما، معربة عن شعورها بعقبات فى طريق تحقيق هذا التعاون، فهم يريدونه ولكنهم فى انتظار قرارات الحكومة، و"إن لم يأت التعاون بكرامة فلا نريده"، وتقدمت عامر بالشكر للقائم بالأعمال فى مصر، مجتبى أمانى، على دعوة الفنانين لزيارة إيران، معربة عن امتنانها بالاستقبال الحافل من الجانب الإيرانى، ودعت الحكومات لتفعيل هذه الاتفاقات من خلال قبول تأشيرات الإيرانيين الراغبين فى القدوم إلى مصر للتعرف على هذه البلاد العريقة، "ورغم الجدل المثار حول إيران واختلاف وجهات النظر، إلا أنها دولة إسلامية، وعلى المتخصصين النظر فى أمر التقريب فى هذه العلاقة التى انقطعت لأكثر من 30 عاما". وأكدت عامر أن مصر بلد عظيم يحظى باحترام جميع الدول حول العالم، فهى قلب العالم العربى والإسلامى.
وأشارت عامر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، خلال زيارتها لإيران، إلى أنها ارتدت الحجاب فى إيران، احتراماً لنظام الدولة، وأكدت أنها "إن لم احترم نظام الدولة فلن أحترم نفسى".
وعن إمكانية مشاركتها فى عمل سينمائى إيرانى، قالت وفاء عامر، "سأحترم قوانين الدولة التى أزورها، ولا أرى مانعا فى تجسيد دور يتناسب مع مبادئ الدولة، فأنا فنانة وأستطيع لعب كافة الأدوار الدينية والاجتماعية والتاريخية"، مشددة على أن المشاركة فى الأفلام الدينية ستكون تجربة فريدة، ودعت عامر لإزالة الفوارق التى تنخر فى صفوف الأمة، قائلة، لا ينبغى استخدام تصنيف "مسلم شيعى" أو "مسلم سنى"، لأن هذه أداة تستخدمها أمريكا لضربنا بها، وينبغى أن نوحد جهودنا، "فمشكلتنا أننا لا نتعلم من تجاربنا السابقة، وانظروا إلى ما حدث فى العراق بعد التدخل الأمريكى".
فنانون مصريون يرفضون اتهامات الأمن الوطنى بمساعدة إيران على نشر التشيع.. وفاء عامر: إن لم يأت التعاون بكرامة فلا نريده.. سمير فرج: نرفض تجسيد الأنبياء.. واتهامنا بنشر التشيع ساذج وينم عن جهل
الخميس، 22 نوفمبر 2012 02:48 م
وفاء عامر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى عربى اصيل
نظام ولى السفيه