يعيش الشعب الفلسطينى فى غزة عدوانا صهيونيا جديدا، استمرارا لمسلسل الاعتداءات المستمر منذ عقود طويلة، ويبقى نزيف دماء الشعب الفلسطينى أنهارا لا تجف على يد القتلة الصهيونيين التى تتخذ من الدفاع عن النفس حجه واهية وستارا لعملياتها البشعة على الأراضى الفلسطينية وسط تجاهل دولى مستمر واقتناع أمريكى كعادته وصمت عربى رهيب لم يخلو كعادته من كلمات الشجب والإدانة التى أصبح هى كل ما يملكه العرب.. فالشعب الفلسطينى فى هذه الفترة يعيش أزمة إنسانية بكل المقاييس بين دمار هائل وحرب تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الصهيونية وحصار اقتصادى ووضع معيشى لا يرتقى أبدا إلى مستوى الإنسانية لا يختلف كثيرا عن عملية الرصاص المصبوب التى جرت منذ نحو أربع سنوات فى سبتمبر 2008 م، والتى بدأت بقصف جوى عشوائى واتبعها اجتياح برى خلف وراءه آلاف الشهداء من الفلسطينيين العزل والتى استخدمت فيها القنابل العنقودية المحظورة دوليا فضلا عن استخدام أطفال ونساء دروعا بشرية من قبل قوات الاحتلال الصهيونى وكان كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع ووقتها كان الموقف الدولى والعربى متخاذلا وجبانا بمعنى الكلمة فتعددت المؤتمرات فى مجلس الأمن والجامعة العربية وصدرت القرارات المختلفة ولكن هيهات أن ينصت الصهاينة لأى قرار يوقف رغبتهم فى قتل وإبادة الشعب.. وها هو الموقف يتكرر ولكن المواقف والردود الدولية لن تتكرر فإذا كان عدوان 2008 م شهد صمت أمريكى من الرئيس الحالى باراك أوباما واستخدامه حق الفيتو مساندا الكيان الصهيونى مرات عديدة وأن كان هذا الموقف متوقع حدوثه إلا أن الموقف الأهم هو الموقف المصرى الذى تغير بقوة منذ بداية الأحداث ورافضا هذه الاعتداءات بل إن الإيجابية الأكثر تأثيرا أن الرئيس المصرى اتخذ خطوات واقعية على الأرض تمثلت فى سحب السفير المصرى وطرد سفير الكيان الصهيونى احتجاجا ورفضا علنيا لهذه الأحداث واتبعها بإرسال رئيس الوزراء إلى غزة ليؤكد على الموقف المصرى المساند للفلسطينيين العزل.. ورافضا كل أشكال الاعتداء على غزة.. وقد يكون لهذه القرار والموقف المصرى تأثيره على مثل هذه الأحداث وما يتبعها بل سيكون له تأثيره فى القرارات الصادرة من مجلس الأمن وغيره.. أن الموقف المصرى انتظرناه طويلا بل نتمنى أن يتخذ الرئيس محمد مرسى قرارات بشأن التعامل مع الكيان الصهيونى أكثر قوة وجرأة.. لنعلن أن لمصر قراراتها ومواقفها التى تتخذها بنفسها دون أن يفرض عليها مثلما كان.. ولتبقى مصر هى العون والسند لأمتها العربية والإسلامية.. ولتبقى دائما وأبدا مصرنا مصيرنا.
أيمن جمال مشيمش يكتب: عدوان غزة بين الصمت الأمريكى والقرار المصرى
الخميس، 22 نوفمبر 2012 01:15 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدحامدحسين
قنابل عنقودية & صواريخ أرتجاجية
تسلم ايدك وبارك الله فيك علي تذكرتك هذه
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
مقالة رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
تبا للصمت والخنوع العربي!! .... وسلمت يد كاتبنا المميز .