أكرم القصاص - علا الشافعي

الشاذلى ثعلب أكتوبر من "البداية" لـ"النهاية".. الفريق الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف.. وانتقد معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية.. وذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسى

السبت، 06 أكتوبر 2012 05:11 م
الشاذلى ثعلب أكتوبر من "البداية" لـ"النهاية".. الفريق الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف.. وانتقد معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية.. وذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسى الفريق سعد الدين الشاذلى بغرفه عمليات حرب اكتوبر
إعداد- رامى نوار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرض اسم الفريق سعد الدين الشاذلى لظلم كبير خلال الـ 39 عاماً الماضية أى المدة التى أعقبت حرب أكتوبر، رغم أنه الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف فى حرب أكتوبر 73، فالبيانات الأولية للفريق تشير إلى أن اسمه بالكامل هو سعد الدين محمد الحسينى الشاذلى، من مواليد 1 أبريل 1922، ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون فى محافظة الغربية.

يعد "الشاذلى" أحد أهم رؤساء أركان حرب القوات المسلحة المصرية وصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف فى حرب أكتوبر عام 1973، التحق الشاذلى بالكلية الحربية فى فبراير 1939 وكان عمره وقتها 17 سنة، وتخرج برتبة ملازم فى يوليو 1940 ثم انتدب للخدمة فى الحرس الملكى من 1943 إلى 1949 وقد شارك فى حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر، انضم إلى الضباط الأحرار عام 1951، أسس أول قوات مظلية فى مصر عام 1954.
وشارك فى العدوان الثلاثى عام 1956، شارك فى حرب اليمن كقائد للواء مشاة بين عامى 1965 ـ 1966، شكل مجموعة من القوات الخاصة عرفت فيما بعد (بمجموعة الشاذلى) عام 1967.

حظى بشهرته لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية فى الصحراء الغربية، وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب، بقى الملازم الشاذلى ليدمر المعدات الثقيلة المتبقية فى وجه القوات الألمانية المتقدمة.

أثبت الشاذلى نفسه مرة أخرى فى نكسة 1967 عندما كان برتبة لواء ويقود وحدة من القوات المصرية الخاصة مجموع أفرادها حوالى ١٥٠٠ فرد والمعروفة بمجموعة الشاذلى فى مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصرى فى العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجة لفقدان الاتصال بين الشاذلى وبين قيادة الجيش فى سيناء، واتخذ الشاذلى قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة بحوالى خمسة كيلومترات وبقى هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية التى أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا، فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو فى ظروف غاية فى الصعوبة، باعتباره كان يسير فى أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أى دعم جوى، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضى سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربى لقناة السويس (حوالى 200 كم).
وقد نجح فى العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصرى سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. فكان آخر قائد مصرى ينسحب بقواته من سيناء.

بعد هذه الحادثة اكتسب سمعة كبيرة فى صفوف الجيش المصرى، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول وآخر مرة فى التاريخ المصرى يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هى القوات الخاصة.

فى 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصرى، فيما سماه بـثورة التصحيح عين الشاذلى رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية، فلم يكن محسوبًا على أى من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.

دخل الفريق الشاذلى فى خلافات مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آنذاك حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، حيث كان الفريق صادق يرى أن الجيش المصرى يتعين عليه ألا يقوم بأى عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو فى المعدات والكفاءة القتالية لجنوده، عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها، وجد الفريق الشاذلى أن هذا الكلام لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للجيش، ولذلك طالب أن يقوم بعملية هجومية فى حدود إمكانياته، تقضى باسترداد من 10 إلى 12 كم فى عمق سيناء.
بنى الفريق الشاذلى رأيه ذلك على أنه من المهم أن تفصل الاستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو.

وسأل الشاذلى الفريق صادق: هل لديك القوات التى تستطيع أن تنفذ بها خطتك ؟ فقال له: لا، فقال له الشاذلى: على أى أساس إذن نضع خطة وليست لدينا الإمكانيات اللازمة لتنفيذها؟. أقال الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل على وزيراً للحربية والذى بينه وبين الفريق الشاذلى خلافات قديمة.

وقبل وصول البعثة بعدة أيام سقطت حكومة لومومبا التى كانت تؤيدها مصر بعد نجاح انقلاب عسكرى، وقد كانت ميول الحكومة الجديدة تتعارض تماما مع الخط الذى كانت تنتجه مصر، وهكذا وجدت البعثة نفسها دون أى عمل منذ اليوم الأول لحضورها، وبدلا من أن تعود البعثة إلى مصر أخذ أحمد إسماعيل يخلق لنفسه مبرراً للبقاء فى ليوبولد قيل على أساس أن يقوم بإعداد تقرير عن الموقف.

وتحت ستار هذا العمل بقى مع اللجنة ما يزيد على الشهرين. وفى تلك الفترة حاول أن يفرض سلطته على باعتبار أنه ضابط برتبة عميد بينما كنت أن وقتئذ برتبة عقيد، وبالتالى تصور أن من حقه أن يصدر التعليمات والتوجيهات، ورفضت هذا المنطق رفضاً باتاً وقلت له إننى لا أعترف له بأية سلطة على أو على قواتى، وقد تبادلنا الكلمات الخشنة حتى كدنا نشتبك بالأيدى، وبعد أن علمت القاهرة بذلك استدعت اللجنة وانتهى الصراع ولكن آثاره بقيت فى أعماق كل منا.

أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التى كان يقودها المشير أحمد إسماعيل على تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر.

عارض الفريق الشاذلى بشدة أى تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التى تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوى، وأى تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلى.

بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية فى قطاع الجيش الثالث الميدانى (فى اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادى عشر (مشاة ميكانيكى) فى اتجاه ممر الجدى، واللواء الثالث المدرع فى اتجاه ممر متلا.

فى قطاع الجيش الثانى الميدانى (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة فى اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالى لسيناء هاجم اللواء 15 مدرعا فى اتجاه "رمانة".

كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلى، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسى، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية فى ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوى الإسرائيلى.
بنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة فى جانب القوات الإسرائيلية التى استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم "الغزالة" للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة أن القوات المدرعة التى قامت بتطوير الهجوم شرقا هى القوات التى كانت مكلفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القنال شرقا وتدمير معظمها فى معركة التطوير الفاشل ورفض السادات سحب ما تبقى من تلك القوات مرة أخرى إلى الغرب، أصبح ظهر الجيش المصرى مكشوفا غرب القناة، فيما عرف بعد ذلك بثغرة الدفرسوار.

خروجه من الجيش، فى 13 ديسمبر 1973م وفى قمة عمله العسكرى بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلى من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر فى إنجلترا ثم البرتغال.
فى عام 1978 انتقد الشاذلى بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه ويذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسى.

فى المنفى كتب الفريق الشاذلى مذكراته عن الحرب والتى اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب فى الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلى.
كما اتهم فى تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة فى مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذى أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.

عاد عام 1992م إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها فى المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم أن القانون المصرى ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.

وجهت للفريق للشاذلى تهمتان: التهمة الأولى: هى نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف "الشاذلى" بارتكابها.
التهمة الثانية: فهى إفشاء أسرار عسكرية فى كتابه، وأنكر الشاذلى صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.

وأثناء تواجده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه فى الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكرى الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور.

وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه، رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى سنة ونصف السنة فى السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أى ظهور رسمى.
ظهر بعدها فى بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكرى وفى البرامج التى تناولت حرب أكتوبر فى أواخر التسعينيات القرن الماضى.

أبرز ظهور إعلامى له كان على قناة الجزيرة فى 6 فبراير 1999 فى حلقات مطولة من برنامج شاهد على العصر مع أحمد منصور.

الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذى لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم، وتم تجاهله فى الاحتفالية التى أقامها مجلس الشعب المصرى لقادة حرب أكتوبر، والتى سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه فى كتابه مذكرات حرب أكتوبر، على الرغم من دوره الكبير فى إعداد القوات المسلحة المصرية، وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة فى القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التى تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.
وفاته
تُوفى مهندس حرب أكتوبر رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلى يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق فى 10 فبراير / شباط 2011 م، بالمركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 88 عامًا قضاها فى خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته فى خضم ثورة 2011 فى مصر، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بعد صلاة الجمعة.
كانت جنازته فى نفس اليوم الذى أعلن فيه عمر سليمان تنحى الرئيس حسنى مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية. وأعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء لأسرة الفريق الشاذلى بعد تنحى الرئيس حسنى مبارك بأسبوعين.

من أهم مؤلفاته، حرب أكتوبر، والخيار العسكرى العربى، والحرب الصليبية الثامنة، وأربع سنوات فى السلك الدبلوماسى.

شهدان الشاذلى: تكريم والدى تأخر 39 عاماً.. والتكريم الحقيقى بفتح ملفات ووثائق الحرب
وصفت السيدة "شهدان" ابنة الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، تكريم الرئيس مرسى لوالده بـ"شئ عظيم طال انتظاره"، مؤكدة أن تكريم الفريق سعد الدين الشاذلى تأخر 39 عاماً منذ انتهاء حرب أكتوبر والتى أظهر فيها الفريق نجاحاً غير مسبوق على الصعيد العسكرى.

وأكدت "شهدان" لـ"اليوم السابع"، أن التكريم الحقيقى الذى تنتظره من الرئيس محمد مرسى هو فتح جميع "ملفات حرب أكتوبر 1973" والإفراج عن جميع الوثائق الخاصة بالحرب، مؤكدة أن هناك مذكرات تخص والدها الفريق سعد الدين الشاذلى لم تنشر بعد ولم يكشف عنها النقاب حتى الآن.

وأضافت ابنة الفريق الشاذلى: "بداية تكريم الفريق الشاذلى جاءت به نجمة الشرف العسكرى التى عادت لوالدى مرة أخرى بعد الثورة، رغم أنها لم تأت بقرار من السلطات ولكن بحكم قانونى لقضية رفعتها أسرة الشاذلى منذ سنوات لإعادتها، مشددة أن فتح ملفات حرب أكتوبر والوثائق الخاصة بها سيثبت عدم مسئولية الشاذلى عن الثغرة وأنه كان له الدور البارز فى التخطيط لحرب أكتوبر وتحقيق النصر.

وكشفت شهدان، عن ما سمته بـ" الأسباب الحقيقية للإطاحة بالفريق الشاذلى"، قائلة: "كان هناك اختلاف فى الفكر التكتيكى والتخطيط الحربى بين الفريق الشاذلى وبين الرئيس أنور السادات، حيث كان يرى الشاذلى أن الجيش المصرى لا يمكنه الدخول فى عمق سيناء لاستردادها من إسرائيل بشكل مباشر، وأن الإمكانيات وقتها كانت تمكن الجيش المصرى من استرداد 15 كيلو مترا من سيناء فقط، ولكن السادات رفض هذا الأمر وطالب بالتوغل فى العمق، ما تسبب فى الثغرة وحصار الجيش الثالث.

ثغرة الدفرسوار.. وأسرار الخلاف بين الشاذلى والسادات
اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب سرعتها التى بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت وارتفاعها الشاهق وجود ثغرة بين الجيش الثالث فى السويس والجيش الثانى فى الإسماعيلية، وقام الأمريكان بإبلاغ إسرائيل ونجح آريل شارون قائد إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلى غرب القناة من الثغرة بين الجيشين الثانى والثالث، عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرّة بقوة محدودة ليلة 16 أكتوبر، وصلت إلى 6 ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة مع يوم 22 أكتوبر، احتل شارون المنطقة ما بين مدينتى الإسماعيلية والسويس، ولم يتمكن من احتلال أى منهما وكبدته القوات المصرية والمقاومة الشعبية خسائر فادحة.
وتم تطويق الجيش الثالث بالكامل فى السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكرى بالنسبة لها غرب القناة خصوصا بعد فشل الجنرال شارون فى الاستيلاء على الإسماعيلية وفشل الجيش الإسرائيلى فى احتلال السويس مما وضع القوات الإسرائيلية غرب القناة فى مأزق صعب وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصرى المضاد الوشيك.
وفى يوم 17 أكتوبر طالب الفريق الشاذلى بسحب عدد 4 ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب، ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة فى الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا، علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرعا وفرقة مشاة فقط وتوقع الفريق الشاذلى عبور لواء إسرائيلى إضافى ليلا لذا فطالب بسحب عدد 4 ألوية مدرعة تحسبا لذلك وأضاف أن القوات المصرية ستقاتل تحت مظلة الدفاع الجوى وبمساعدة الطيران المصرى وهو ما يضمن التفوق المصرى الكاسح وسيتم تدمير الثغرة تدميرا نهائيا وكأن عاصفة هبت على الثغرة وقضت عليها (حسب ما وصف الشاذلى)، وهذه الخطة تعتبر من وجهة نظر الشاذلى تطبيقا لمبدأ من مبادئ الحرب الحديثة، وهو "المناورة بالقوات"، علمًا بأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة فى الشرق.

لكن السادات وأحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر بشدة، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967، وبالتالى رفضا سحب أى قوات من الشرق للغرب، وهنا وصلت الأمور بينهما وبين الشاذلى إلى مرحلة الطلاق.


قصة الخطاب الذى أرسله الفريق الشاذلى إلى النائب العام أثناء إقامته بالجزائر.. البلاغ يتهم "السادات" بـ"الإهمال الجسيم" والتسبب فى اختراق ثغرة "الدفرسوار"..وتزييف التاريخ
أثناء تواجد الفريق سعد الدين الشاذلى فى الجزائر، أرسل خطابا إلى النائب العام المصرى لمحاكمة الرئيس الراحل أنور السادات واتهم فيه السادات بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية "الإهمال الجسيم" وتسبب فى نجاح العدو فى اختراق مواقعنا فى منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 1973 فى حين أنه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.

فيما يلى نص خطاب الذى وجهه الفريق الشاذلى إلى النائب العام
السيد النائب العام:
تحية طيبة.. وبعد، أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنوانى هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة b.p 778 alger. Gare بأن أعرض على سيادتكم ما يلى:
أولا: إنى أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:
الإهمال الجسيم
وذلك أنه وبصفته السابق ذكرها أهمل فى مسئولياته إهمالا جسيما وأصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التى أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلى:
1. نجاح العدو فى اختراق مواقعنا فى منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 1973 فى حين أنه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.
2. فشل قواتنا فى تدمير قوات العدو التى اخترقت مواقعنا فى الدفرسوار، فى حين أن تدمير هذه القوات كان فى قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.
3. نجاح العدو فى حصار الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر 1973، فى حين أنه كان من الممكن تلافى وقوع هذه الكارثة.
تزييف التاريخ
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها حاول ولا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكى يحقق ذلك فقد نشر مذكراته فى كتاب أسماه البحث عن الذات وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التى تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البرىء.
الكذب
وذلك أنه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصرى فى بياناته الرسمية وفى خطبه التى ألقاها على الشعب أذيعت فى شتى وسائل الإعلام المصرى، وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب فى مذكراته البحث عن الذات ويزيد عددها على خمسين كذبة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:
1. إدعاءه بأن العدو الذى اخترق فى منطقة الدفرسوار هو سبع دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.
2. إدعاءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط فى حين أن الجيش الثالث قد حوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
الادعاء الباطل
وذلك أنه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 أكتوبر 1973، وأنه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، فى حين أنه لم يحدث شىء من ذلك مطلقا.
إساءة استخدام السلطة
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بأن يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة فى ترويج هذه الادعاءات الباطلة، وفى الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية التى تعتبر من الوجهة القانونية ملكا للشعب للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.
ثانيا: إنى أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.
ثالثا: إذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية فى ظل الدستور الحالى على تلك الجرائم، فإن أقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتى لأننى تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التى قد تعتقدون من وجهة نظركم أنها اتهامات باطلة، إن البينة على من ادعى وإنى أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التى تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتى على أساس أن المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتى فى مجلة "الوطن العربى" فى الفترة ما بين ديسمبر 1978 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التى وردت فى مذكرات السادات، لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر فى العالم العربى ومئات الألوف فى مصر.

أهم المناصب التى تقلدها
- مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية فى مصر (1954-1959).
- قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) فى الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961).
- ملحق عسكرى فى لندن (1961-1963).
- قائد لواء المشاة (شارك فى حرب اليمن) (1965-1966).
- قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) (1967-1969).
- قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية (1970-1971).
- رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية (1971-1973).
- سفير مصر فى بريطانيا (1974-1975)
- سفير مصر فى البرتغال (1975-1978).

أشهر أقوال الفريق سعد الشاذلى
- تعليقاً على تعيينه رئيساً للأركان
الفريق الشاذلى: كان هذا نتيجة ثقة الرئيس السادات به وبإمكانياته، ولأنه لم يكن الأقدم والمؤهل من الناحية الشكلية لقيادة هذا المنصب، ولكن ثقته فى قدراته جعلته يستدعيه، ويتخطى حوالى أربعين لواء من الألوية (جمع لواء) الأقدم منه فى هذا المنصب.
- خلاف الشاذلى مع المشير أحمد إسماعيل
الفريق الشاذلى: لم أكن قط على علاقة طيبة مع المشير أحمد إسماعيل، لقد كنا شخصيتين مختلفتين تماما لا يمكن لهما أن تتفقا، وقد بدأ أول خلاف بيننا عندما كنت أقود الكتيبة العربية التى كانت من ضمن قوات الأمم المتحدة فى الكونغو عام 1960م. كان العميد أحمد إسماعيل قد أرسلته مصر على رأس بعثة عسكرية لدراسة ما يمكن لمصر أن تقدمه للنهوض بالجيش الكونجولى.

- تعليقه على حصوله على نجمة الشرف
ذكر الفريق الشاذلى فى مذكراته بأنه قد تم منحه نجمة الشرف أثناء عمله كسفير فى إنجلترا من قبل مندوب من الرئيس السادات، قائلا: فى عام 1974 وبينما كنت سفيراً لمصر فى لندن حضر إلى مكتبى ذات يوم الملحق الحربى المصرى وهو يكاد ينهار خجلاً.. كان متردداً وهو يحاول أن يتكلم إلى أن شجعته على الكلام فقال: سيادة الفريق.. أنى لا أعرف كيف أبدأ وكم كنت أتمنى ألا أجد نفسى أبدا فى هذا الموقف ولكنها الأوامر صدرت إلى لقد طلب منى أن أسلم إليكم نجمة الشرف التى أنعم عليكم بها رئيس الجمهورية... استلمت منه الوسام فى هدوء وأنا واثق أن مصر وليس (السادات حاكم مصر) سوف يكرمنى فى يوم من الأيام بعد أن تعرف حقائق وأسرار حرب أكتوبر، ليس التكريم هو أن أمنح وساماً فى الخفاء ولكن التكريم هو أن يعلم الشعب بالدور الذى قمت به.

سوف يأتى هذا اليوم مهما حاول السادات تأخيره ومهما حاول السادات تزوير التاريخ.
- خطة المآذن العالية
يقول الشاذلى عن الخطة التى وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس التى سماها "المآذن العالية": إن ضعف قواتنا الجوية وضعف إمكاناتنا فى الدفاع الجوى ذاتى الحركة يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة، ولكن فى استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة. كانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين:
المقتل الأول: هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها.
المقتل الثانى: هو إطالة مدة الحرب، فهى فى كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التى تنتهى خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلى وهذه نسبة عالية جدًّا.

ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا فى إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك؛ لأن معظم الذين يعملون فى هذه المؤسسات فى النهاية ضباط وعساكر فى القوات المسلحة؛ ولذلك كانت خطة الشاذلى تقوم على استغلال هاتين النقطتين.

الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان إسرائيل من أهم مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلى: "عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة (حوالى 170 كم) سأحرم العدو من أهم ميزتين له؛ فالميزة الأولى تكمن فى حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصرى ستكون مرتكزة على البحر المتوسط فى الشمال، وعلى خليج السويس فى الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التى ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا".

وعن الميزة الثانية قال الشاذلى: "يتمتع العدو بميزة مهمة فى المعارك التصادمية، وهى الدعم الجوى السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التى تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوى، وهو ما سيفقده لأنى سأكون فى حماية الدفاع الجوى المصرى، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلى من المعركة.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صلاح

شكرا لرجل مصر القوي الامين الدكتور مرسي على تكريم الشاذلي

يستحق التكريم من مرسي الخير

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء

الشاذلى

عدد الردود 0

بواسطة:

عمار الجزائري

رحمك الله يا اسد الكنانة ..و ضيف الجزائر الغالي

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الشرقاوى

الله ع قاده مصر العظام

عدد الردود 0

بواسطة:

سعودي وكلي فخر

ناكر الجميل

ماتنسووووش (الملك فيصل) ياناكرين الجميل

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

لو الظلم 100 جزء 99 جزء منه فى مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

امل

احنا بنغير في التاريخ تبع الاحداث الجاريه

عدد الردود 0

بواسطة:

زائر

اين الصوره الاصليه

عدد الردود 0

بواسطة:

hamdylat

و اطيعوا الله و رسوله و أولى الآمر منكم

عدد الردود 0

بواسطة:

free egypyian

البطل الحقيقى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة