تجدد الحرب العشائرية شبحا يهدد مستقبل مدينة كيسمايو، بعدما تمكنت قوات الاتحاد الأفريقى والقوات الصومالية فى وقت سابق من الأسبوع الجارى من طرد الإسلاميين الراديكاليين.
وكانت كيسمايو آخر المعاقل التى سيطرت عليها حركة الشباب الإسلامية الراديكالية المتحالفة مع تنظيم القاعدة، والتى كانت تقوم بتحصيل ضرائب على السلع الواردة إلى ميناء المدينة لتمويل أنشطتها.
وأعلنت الشباب، عبر حسابها على موقع تويتر على الإنترنت، انسحابها من كيسمايو، وذلك فور هجوم شنته القوات الكينية على المدينة أواخر الأسبوع الماضى.
لكن الخصومات العشائرية المريرة يتوقع بأن تكون عائقا أمام تكوين إدارة جديدة مطلوبة لإدارة شئون المدينة والميناء، حسبما يقول السكان.
محمد عبدى، رجل عجوز يعيش فى كيسماوى، تحدث إلى الأسوشيتد برس عبر الهاتف قائلا "نريد السلام، وليس خلافات عشائرية وعودة حركة الشباب".
وأضاف "يمكن أن نتقاسم مواردنا فيما بيننا بسلام دون قتال.. يتوجب علينا أن نتجاوز النزاعات".
يشار إلى أن الخصومات العشائرية تتركز حول السيطرة على واردات الميناء الذى يعد أحد أهم المحاور التجارية ربحية فى الصومال.
وإدراكا للتهديد المحتمل من تجدد القتال العشائرى فى كيسمايو، دعا المسئول الأمريكى الأعلى فى أفريقيا، جونى كارسون، هذا الأسبوع كلا من الحكومة فى مقديشو وقوات الاتحاد الأفريقى إلى "المضى سريعا جدا فى إرساء استقرار سياسى وتشكيل نظام سياسى يأخذ بعين الاعتبار مصالح العشائر المختلفة".
ودعت كينيا، القوة العسكرية الرئيسية التى تسيطر على كيسمايو، العشائر المتناحرة لعقد مؤتمر فى نيروبى لتشكيل إدارة للمدينة. يشار إلى أن اللاعب الرئيسى فى المنطقة هو الشيخ أحمد مادوبى، قائد ميليشيا "كتائب راس كمبونى" الموالية للحكومة.
"الحياة بالفعل أفضل بعد رحيل الشباب، لن نرى مزيدا من القيود بعد الآن"، حسبما قال صقدية حسين، أحد سكان كيسمايو، مشيرا إلى التأويل المتشدد لأحكام الشريعة الإسلامية الذى يفرض على المخالفين. وأضاف "لكن خلال فترة حكم الشباب لم تكن هناك خصومات عشائرية، نأمل أن يستمر الوضع هكذا".
يشار إلى أن ميناء كيسمايو، ذى الأربع مراسى ويبلغ طوله 630 مترا، طالما كان محورا للقتال الدموى، وفى الغالب بين عشائر ماريهان وماجيرتين وأوغادين.
ومع ذلك، حذر النائب الصومالى أحمد عادى أدين من أن أى خصومات عشائرية حول السيطرة على البلدة سيعود بالنفع على حركة الشباب وربما يؤدى إلى عودة الحروب العشائرية التى كانت سائدة قبل سنوات من ظهور حركة الشباب بالبلدة، والتى راح ضحيتها أكثر من 700 من أفراد الميليشيات وإصابة مئات آخرين.
وقال أدين "كل القوات فى البلدة شاركت فى تحريرها.. يتوجب عليها أن تتوحد لهذا السبب، انقسامها سيعود بالنفع على حركة الشباب".
من جانبه، قال ممثل الأمم المتحدة فى الصومال، أوغستين ماهيغا،أمس الخميس إن كيسمايو بها أحد أكثر التكوينات العشائرية تعقيدا فى الصومال وإن الشعب الصومالى يتوجب عليه العمل على تحقيق السلام الدائم هناك.
وأضاف "هناك الكثير من الديناميات العشائرية التى تحتاج إلى فهمها، وأعتقد أنها تتصدر أجندة الرئيس الجديد وحكومته المقبلة. من المؤكد أنها ستكون تحديا صعبا للغاية لكننا شاهدنا ذلك قد حدث بالفعل فى مناطق أخرى مثل بيدوة"، مشيرا إلى بلدة أخرى كانت تسيطر عليها حركة الشباب.
سكان مدينة كيسمايو الصومالية يخشون من اندلاع قتال عشائرى جديد
الجمعة، 05 أكتوبر 2012 05:17 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة