"الترمس بالشطة والليمون" من أحلى التسالى على كورنيش النيل، ولأن زمن الكورنيش انتهى، فكانت أبواب المدارس الابتدائية هى المكان الأفضل لبيع البضاعة التى راحت عليها على الكورنيش وقت العصارى.
أحمد على، 39 سنة، يمتلك عربة يد يضع عليها أعدادا من القلل القناوى المليئة بالماء الذى يروى عطش الظمآن بحلاوته، رغم أنه لم يمر على ثلاجة تبرده، وبجوارها الترمس المزين بالليمون، وعلى الحافة بعض زجاجات الشطة التى تمسك بالعربة من خلال سوار حديدى، وعلى جانب العربة الأكياس البلاستيكية والقراطيس الورقية التى توضع فيها البضاعة.
ويقول أحمد " خلصت الجيش واشتغلت بعدها قهوجى فترة، وبعدين صاحب العمل استغنى عنى، وأصبحت بدون عمل، فقال لى ابن عمى على فكرة عربية الترمس، ولأنى متزوج وعندى بنتين وولد، الكبيرة عندها 7 سنين والصغير سنة ونصف، كان لازم ألاقى شغل، وقلت أجرب الفكرة والحمد لله الحال مشى وأصبح الترمس أحلى أكل فى حياتى، لأنه فاتح بيتى وبيوكلنى أنا وعيالى ومدخلهم المدارس، وأقوم بتحضير الترمس فى البيت وآجى تانى يوم ليبعه أمام المدارس الابتدائية، لأن الولاد بتحبه، وفيه بيطلب بجنيه وفيه بيطلب بخمسين قرش، وفى آخر اليوم بيكون معايا 80 جنيه أخذ منهم 60 جنيها أجيب بهم الترمس اللى بجهزه لليوم التانى، يعنى صافى يوميتى 20 جنيه، وأهى مستورة، ولكن فى الصيف الحال بيقل شوية علشان مفيش مدارس وبغير مكان الوقفة وبتكون فى شوارع جانبية وبيطلع لى فقط فى اليوم 15 جنيه " .
ويصف أحمد على طريقة عمل الترمس ل" قراء اليوم السابع " حيث يقول، هناك نوعين من الترمس البلدى والمستورد الأول طعمه أحلى، ولكن يأخذ وقت طويل حتى يصلح للتناول وتزول مرارته، والثانى أسرع فى التحضير وبيسعفنى فى شغلى، وتبدأ طريقة التحضير بأن تأتى ربة المنزل بالكمية المطلوبة من الترمس، وتقوم بغسلها ثم نقعه لمدة 12 ساعة، ثم القيام بغليه على النار إلى أن تستوى القشرة وذلك يكون تقريبا خلال ربع الساعة، ثم نقوم بتصفية الماء عنه وتملحيه، وبعد عدة ساعات وأقصاها يوم يمكن تقديمه ليتناوله أفراد المنزل بعد وضع عصير الليمون عليه والشطة لمن يرغب فى ذلك".
"عربية الترمس بتربى لى عيالى، علشان كدة الترمس أغلى حاجة فى حياتى"
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 04:16 م
ترمس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل
الأرزقية قطاع كبير من شعب مصر