قال فنان الكاريكاتير السورى على فرزات، فى الحقيقة إننا فى العالم العربى كله ننظر إلى الثورة المصرية، التى بدأت بقلوب نقية تسعى إلى الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية وانتهى بها المطاف إلى أن سرقت، وتم اعتقالها من جديد من الأحزاب غير السياسية، وهو ما يؤكد على أنها تحتاج إلى ثورة من جديد.
وأكد المناضل الكبير على فرزات فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على أن الثورة السورية ليست كما يشاع حولها بأنها ثورة إسلامية سنية، موضحًا أن النظام السورى يسعى لخلق شو إعلامى، فهو يحارب على خطين متوازيين، إعلامى وعسكرى، والاثنين فى نفس الأذى، ولهذا يطلق الشائعات، والذى يكذبها هو الواقع، فمنذ عام وثمانية أشهر لم تحدث أى فتنة طائفية أو مذهبية إلا ما أراد النظام أن يزرعه من حالات شاذة وحاربها الشعب السورى بالتآلف، وعلى من يدعى أنها ثورة إسلامية أن يبرهن على ذلك، وليسأل نفسه هل ترك النظام السورى أية معارضة إسلامية أو غير إسلامية أمامه على مدى هذه الأعوام الماضية، والجميع يعلم أن الإسلام فى سوريا معتدل.
وأوضح "فرزات" أنه ليس صحيحًا كما يعتقد البعض أن سوريا سوف تتشابه مع حال الدول العربية التى شهدت ثورات ووصل الإخوان المسلمون فيها إلى سدة الحكم، مؤكدًا أن هذه حالات خاصة مثلما حدث فى مصر، وذلك لأنه لا يوجد دور تنظيمى للإخوان المسلمين يجعلها فى سوريا تأخذ هذا الطابع المتجذر.
من ناحية أخرى أشار "فرزات" إلى أنه يعكف حالياً على إعادة إصدار جريدة "الدومرى" التى سبق أن توقفت بقرار من مجلس الوزراء السورى، نظرًا لسياسيتها فى نقد السلطة، موضحًا أن "الدومرى" هى أول جريدة صدرت فى سوريا تمثل ضمير الشارع بعدما قام حزب البعث بإلغاء كل الصحف الخاصة، وكانت تحمل ملامح الشارع، وبعد إصدار أربع أعداد، تعرضت للمصادرة، وكان قرار إغلاقها هو أول بوادر الإصلاح فى وجهة نظره، مضيفًا "أذكر أننى بعد صدور أربع أعداد فتحت على أبواب جهنم من المسئولين والفاسدين والمافيا، لافتًا إلى أن "الدومرى" كانت الجريدة الوحيدة فى العالم التى تباع قبل أن تصدر، وذلك لما كانت تحمله من صدى، وموضوعات ساخرة وناقدة، ومن وثائق تدين الفساد فى البلد.
وأوضح "فرزات" أنه سوف يعتمد فى إعادة إصدار "الدومرى" على العديد من الكوادر العربية، بحيث لن تكون قاصرة على السوريين فقط، مشيرًا إلى أن ثورات العالم العربى أثبتت أننا شعب واحد توحدت فيه الضمائر فى السعى نحو الحرية، والتطلع إلى الأمل فى الديمقراطية، فرأينا أجيالاً وأسماءً لامعة جدًا، مؤكدًا على أن فن الكاريكاتير يمثل المعادل السلمى للسلاح فى الثورات، وأنه من بين الفنون التى تقف فى الخطوط الأمامية، فهو فن مشاغب ولكنه مؤثر ويحرج السلطة، وذلك فهو فن صدامى مع السلطة دومًا، ويحمله الفكر والسلام لمن يطالبون بالحرية، فيقوم بدور المحرض ضد الفساد والطغيان والديكتاتورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة