دعا الدكتور سامى سليمان إلى تدريس "أُنس الحبايب" لخيرى شلبى لطلاب الثانوية العامة، جاء هذا خلال الجلسة الأولى من مؤتمر "الوتد.. خيرى شلبى" والتى حملت عنوان "بالغة الخطاب السردى عند خيرى شلبى" ورأسها الدكتور مدحت الجيار، إن "شلبى" كاتب منقوعاً فى طين الأرض المصرية، يفهما جيدًا ويعرف إلى أين تمتد جذور الشخصية المصرية، وكان قريبًا من حياة البسطاء، يخلص للحياة وللعمل ماهرا فى إدارة لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة ويعرف ماذا يريد أن يفعل، وما الغاية التى يريد تحقيقها.
وأضاف سليمان العلاقة مع الكُتاب تكشف عن نفوس تأبى أن تعترف بمنجز الآخرين، ولكن شلبى كان مختلفًا فكان يحتوى الآخرين، فقد تعلمت منه ما لم أقرأه فى الكتب.
وتناول "سليمان" الذاكرة وتشكيل السرد فى "أُنس الحبايب" حيث قال أردنا أن ندرس تحولات المجتمع من الثلاثينيات حتى الخمسينيات ليس هناك أفضل من هذا العمل، وأضاف السيرة الذاتية كتابة تعتمد على الذاكرة الفردية ولها مقوماتها وهى حفظ الذاكرة لما حدث، الانتقاء حين نستعيد الذكريات، إعادة بلورة ما تم انتقاؤه واختزانه وذلك يتم من منظور اللحظة التى يستعيد فيها الكاتب ذاكرته وداخل نسق جمالى معين، وتميز تلك اللحظة بين زمنين فى السيرة، زمن حدوث الوقائع وزمن استعادتها لأنه يدلنا على إدراك الفرد للقيم التى يريد أن يؤصلها، وهذا ما يتجلى فى "أنس الحبايب"، حيث تعتمد على الشخوص التى عرفها فى فترة التكوين، ويتناولها كعوامل مؤثرة فى شخصيته، ويمكن أن نصفها بجزء من سيرة ذاتية، وليس بسيرة ذاتية كاملة وذلك لانتهاء الجزء الأخير عند مرحلة الشباب، وتحدث عن أنه يود أن يكتب سيرته لأنه يختزن الكثير.
وتابع: البنية التى تنبنى عليها "أُنس الحبايب" هو الزمن والأساس الثانى هوية السيرة، أما مسارات السرد التى بدا فيها فعل الذاكرة فهى ثلاثة مسارات، الأول: الشخوص والأحداث وانتقاؤهم من المادة الواسعة، الثانى الذات "حيث الأحاسيس والمشاعر التى يود أن ينقلها للآخرين، والتميز عنده بأنه قلص مساحة الذات وأعطاها للآخرين، أما المسار الثالث فهو وضع الماضى فى مقابل الحاضر، ومن خلال الجدل بينهما تحدث الإشارة للمستقبل، ونجد أن هناك مساحات فراغ، وهى التى تخص الأحداث والأشخاص الذين لم يتوقف "شلبى" عندهم أى المسكوت عنه، وتعتبر السيرة شهادة للآخرين، وأكد "نظم" فصول السيرة السبعة يقوم على الشخصيات ومساحتها المختلفة.
وأضاف لو تأملنا الفصول المختلفة نجد أن الأساس فى السيرة هو "الشخصية"، وتحديدًا الشخصية التى تبرز من أعماق الذاكرة تعتبر هى مركز الكتابة، مثل شخصية "صادق ابن عمه" أو "اسحق قلادة"، والذى علمه أن هناك كتابة جديدة والمفارقة أن اسحق هذا لم يتحقق فى يوم من الأيام، كما أنه يصور الشخصية فى عدة مواقف حتى تتحقق المفارقة أو المفاجأة التى تغير من سير الشخصية ومصيرها.
كما قدمت د.أمانى فؤاد فى هذه الجلسة ورقة عن شخصية "إسطاسيا" الروائية وارتكزت مداخلتها على موقع الذات فى أعمال خيرى شلبى وعلاقتها بالعالم وانصهارها فى الذوات الأخرى مع الحفاظ على فرديتها فى الآن نفسه.
وتكلم د. السعيد الباز عن شعرية اللغة فى روايات خيرى شلبى، وكيف أن العامية التى يستخدمها ليست هى العامية المبتذلة بل هى العامية الشاعرة، واللغة الشاعرة التى حملت خياله المحلق، واللغة عند شلبى ليست منفصلة عن الشخصية التى تتحدث فى رواياته بل يخلق اللغة المناسبة للشخصية، فهو يمتلك باقتدار "لعبة الرواية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة