إيمان محمد البستانى تكتب: مبروك على الشعب الرئاسة

كنا دائما ننظر إلى الرئيس الذى يحكمنا بأنه هو الذى يستطيع أن يحدد لنا كيف نعيش والذى يسمح لنا بكل شىء، ولا نستطيع نكون نحن المحرك للرئيس، بل هو يحركنا كيفما يشاء، وذلك وفقا لأهوائه الشخصية وكنا دائما لا نفعل شيئا، وحتى إن تحدثنا فكان بين أنفسنا، ولكن بعد سقوط النظام على يد الشعب فأصبح نعرف متى نقف ومنى نتحرك.

وإذا كنا فى انتظار من هو الرئيس القادم فالرئيس القادم هو الشعب، لأن الشعب أصبح هو المحرك وليس الرئيس فإذا صلح حال الرئيس هنيئاً بموافقة الشعب له، وإذا فسد الرئيس فتباً له بغضب الشعب عليه.

وكان من الصعب أن نحلم بيوم نرى رئيس مصر السابق فى قفص الاتهام، وحدث بفضل الله، وإرادة الشعب وبعد ذلك ما حدث فى أرض سيناء واستشهاد جنودنا البواسل وهم واقفون لحماية حدودنا فقد وقفنا وتحركنا ورأينا إذا أردنا شيئاً مستعينين بالله يحدث فقد قام الشاب المصرى بإسقاط علم كان من الصعب إسقاطه فى عهد النظام السابق.

ولكن الشىء الذى لفت الانتباه فى ظل هذه الأحداث هو حماس الشباب المصرى، وعندما كنت أسمع هتافات الشباب وهم يقولون السلاح فين الجنود أهم كنت اشعر بالفخر أننى مصرية.

وإذا مازلنا نسعى وراء طرد السفير الإسرائيلى من مصر وقطع العلاقات معها ووقف تصدير الغاز إليها فهذا بالفعل فى يوم ما سيحدث بإذن الله مهما طال الانتظار.

وحتى إن كان بداخلنا الرغبة فى تحرير القدس والعراق وحماية حدودنا، ولكن لابد أن نلتقط الأنفاس لحين أن نكون كقوى عربية نقف أمام هذا العدو من أجل النصر، وليس ليكون مغامرة واندفاعا، وذلك إعمالاً بقول الله سبحانه وتعالى:) أَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ( .
فهذا طلبى من شباب بلدى هناك أشياء يجب أن نتدخل فيها من أجل الإصلاح، وهناك أشياء تظهر لنا أننا نستطيع أن نتصدى لها، ولكن إذا اقتربنا منها نجدها ليست بالسهولة التى نتصورها وحتى لا نلقى بأيدينا إلى التهلكة.

فلننظر ماذا يحدث غدا من حاكما قادما يعلم أن الرئاسة للشعب وليس له وأخيرا مبروك على الشعب الرئاسة.