مع انطلاق فعاليات معرض الجزائر الدولى للكتاب أمس، أعلن رشيد حاج ناصر مدير الكتاب والقراءة، عن منع 400 كتاب يغلب عليهم الطابع الدينى من المشاركة فى الدورة 16 من صالون الجزائر الدولى للكتاب، وهذا على عكس ما كشف عنه رئيس لجنة المعارض أسماعيل أمزيان قبل أيام من افتتاح الدورة، حينما قال إنه تم حجب 200 كتاب فقط، رافضا الإفصاح عن أسماء تلك الأعمال ودور النشر الصادرة عنها، بحجة أن هذا من اختصاص اللجنة المانعة.
ويوما بعد يوم تنكشف تفاصيل وأسرار عملية المنع والتى توضح أن الكتب الممنوعة ليست دينية فقط ولكن أيضا سياسية وأدبية، حيث نشرت جريدة الفجر الجزائرية رسالة من الروائى حبيب السايح والتى يعرب فيها عن دهشته من منع روايته الجديدة "زهوة " الصادرة عن دار الحكمة من العرض فى تلك الدورة والذى رجح أن يكون سبب الإقصاء هو الخلافات الموجودة بين رئيس المعرض شخصيا وصاحب الدار، ولكن هذا لا يمنع أن إقصاء الرواية بسبب محتواها الذى يتناول بأسلوب قريب للسخرية، يطرح الكاتب قضيّة الفساد من خلال نموذجى و"ال" و"وزير"، هما ''سعدان'' و''فرحان''، اللذين يلتقيان فى زاوية قصداها للتبرّك بشيخها، وطلب العون منه ليعودا إلى السلطة، وخلال الحوار الذى يجمعها، يتكشّف ''جبل العقد'' الذى تخبّئه شخصيّتاهما.
وتضمّ ''زهوة'' التى جاءت فى 342 صفحة، مقسّمة إلى 27 فصلا، يمثّـل كلّ منها مشهدًا قائما بذاته، مجموعة من الحكايات فى حكاية واحدة، تلتقى فى حفل بإحدى زوايا أدرار بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، وتتمحور حول شخص واحد هو ''يوسف''، الشاب الذى يتقاذفه الماضى والحاضر، والخيال والواقع، ويعيش بين هاجس البحث عن ملامح والده ''إدريس'' الذى لم يعرفه يوما، وذكرى زوجته ''خولة'' التى توفّيت قبل سبع سنوات.
وبجانب روايه السايح تم منع المذكرات الشخصية للرئيس الأسبق "الشاذلى بن جديد" عن دار "القصبة"، والتى كتبها باللغة العربية عبد العزيز بوباكير، وترجمها الصحفى مهنا حمادوش إلى اللغة الفرنسية، وكانت الأوساط السياسية والثقافية بالجزائر تترقب صدورها مع افتتاح المعرض الدولى للكتاب بالعاصمة الجزائر الأسبوع الجارى، وذلك بعد تأجيل استمر عامين، منذ أن كشف الرئيس الأسبق للمرة الأولى عن كتابته مذكراته الشخصية، ويسرد فيها "بن جديد" أحداثًا حرب التحرير، وصولاً إلى ظروف توليه الرئاسة عام 1979، ويكشف فى الجزء الأول الذى يقع فى ثلاثمائة صفحة عن تفاصيل العديد من القضايا الشائكة التى لا يزال يلفها بعض الغموض، كقضية الرئيس أحمد بن بلة، وقضية محاكمة وإعدام العقيد محمد شعبانى، وقضية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فى فترة حكم الرئيس الراحل هوارى بومدين، وغيرها من القضايا الهامة الأخرى، مثل معركة عصب الحكم فى الجزائر مفتوحة، وقد تعيد فتح الكثير من الملفات المتعلقة بنظام الحكم وما تزال مخفية فى دهاليز السلطة.
وفى الجزء الثانى فسوف يتم تناولها بدءًا من فترة التسعينيات الدامية فى تاريخ الجزائر، وهى الفترة التى شهدت تخليه عن الحكم أوائل العام 1992، ومن المنتظر أن تميط اللثام عن ظروف وأسباب استقالته، وما تبعها من توقيف المسار الانتخابى، وأسباب التزامه الصمت طيلة الفترة التى تبعت استقالته، وكذلك تأثير الجيش عليه أثناء فترة حكمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة