بعد تصريحاته المشابهة لقرنائه فى الدول العربية الأخرى، التى زارتها رياح التغيير، وتأكيده أن الأوضاع فى السودان لن تنزلق بأى حال من الأحوال إلى مثلما حدث فى دول أخرى شهدت اضطرابات وانفلاتاً أمنياً، جاءت أقوال على كرتى وزير الخارجية السودانى، لتطرح سؤالاً مهماً حول طبيعة وحجم الاحتقان الموجود بين الأطياف المختلفة فى السودان ومقارنته بما كان موجوداً فى ليبيا وتونس ومصر قبل الثورات.
ومثلما قال كرتى، إنه ليست هناك وصفة محددة يمكن أن تجنب السودان ما حدث فى تلك البلدان، حلل هانئ رسلان رئيس تحرير ملف الأهرام الاستراتيجى ورئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل والخبير بوحدة الدراسات العربية، كلام كرتى بقوله إن الثورات تأتى بغتة وإن حديث كرتى يأتى فى سياق الدفاع عن النظام الذى يمثل جزءاً أساسياً منه.
وأضاف هانئ رسلان لـ"اليوم السابع"، أنه لا يمكن تحديد العوامل التى بسببها لم يصل المد الثورى إلى السودان بعد، لأنها كثيرة، ومنها ضعف أحزاب وحركات المعارضة وفقدان التواصل بين الجماعات الشبابية المختلفة، فضلاً عن الخوف من انهيار الدولة السودانية نفسها، لأنها تواجه العديد من الأزمات، منها انفصال الجنوب والحرب فى النيل الأزرق وجنوب كردفان وقضية دارفور.
وأشار رسلان إلى خوف السودانيين من احتمالية اقتراب التغيير الذى يرجونه من السيناريو الليبى وليس المصرى، مسلماً بوجود نوع من الاحتقان وحالة من التذمر نتيجة للفساد وسوء الحالة المعيشية والاجتماعية بجانب الصراعات داخل الحزب الحاكم.
ونفى ورئيس برنامج دراسات السودان، أن يمثل تبنى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان لأجندة إسلامية عائق لحدوث ثورة، قائلاً "حزب المؤتمر يعرض نفسه على أنه حزب جامع كما أن هناك تيار أصولى وهو حزب حسن الترابى يرى أن هذا الحزب لا يطبق التعاليم الإسلامية كما ينبغى".
ومن جانبه، قال المفكر السودانى ومدير مركز الدراسات السودانية حيدر إبراهيم، إن السودان فى حالة احتجاج مستمر وله أسلوبه الخاص فى الثورة على النظام والتى تأخذ أشكالاً عديدة منها مقاطعة النظام وعدم التعامل معه ويظهر ذلك كثيراً فى العاصمة الخرطوم والشمال وهناك أشكال الاحتجاج المسلح فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، أما بالنسبة لثورة شاملة أكد حيدر أن تغيير النظام فى السودان ليس غريبا هذه الثورات بعد انقلابى أكتوبر 1964 وأبريل 1985.
ولفت مدير مركز الدراسات السودانية لـ"اليوم السابع" إلى أن هناك خوف من أنه لو قامت انتفاضة شعبية تتسبب فى مزيد من الاتقسامات وقد تؤدى إلى انفصال أجزاء أخرى من السودان، مشدداً على أن تأخير الانتفاضة ليس بسبب قوة النظام ولكن بسبب التخوف من التداعيات التى قد تؤدى إليها الثورة، قاطعاً بأن النظام الآن لا يحكم فى السودان وهناك حالة فراغ سياسى كامل.
بعد تصريحات "كرتى" بأن السودان ليست مصر أو ليبيا..
خبراء يحذرون من وصول مد الثورات العربية إلى السودان
الأربعاء، 14 سبتمبر 2011 07:25 ص
على كرتى وزير الخارجية السودانى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ربنا معاكم يا أهل السودان
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن
السودان به مشاريع كثيرة وثروات كثيرة