طالب البروفيسور ريتشارد بريدزوورث الأستاذ الجامعى فى مجال الفلسفة السياسية والعلاقات الدولية ومدير مركز البحوث بالجامعة الأمريكية فى باريس، بضرورة مراقبة كيفية تمويل الأحزاب السياسية فى مصر والتفريق بين رأس المال الفردى والتمويل العام لكل حزب حتى يتسنى القضاء على كافة أشكال الفساد داخل تلك الأحزاب ومن ثم تقديم انتخابات برلمانية نزيهة.
وأضاف خلال المؤتمر الذى عقده مكتب منظمة اليونيسكو بالقاهرة صباح اليوم الخميس تحت عنوان "الأخلاقيات والديمقراطية"، أن هناك فرقا واضحا بين سياسة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ونظيره الحالى باراك أوباما، مشيرا إلى أن الأول تعمد استخدام العنف فى التعامل مع الشعوب العربية على عكس أوباما الذى سيزداد الضغط عليه فى حالة وصوله للرئاسة العام المقبل ليكون اكثر تفاعلاً مع الموضوعات الملحة فى المنطقة العربية.
وأوضح بريدزوورث، ان مواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة فى ظل الغضب المنصب على الرئيس السابق حسنى مبارك يستلزم مزيدا من الوقت حتى نتمكن من إقامة نظام ديمقراطى يستند على المبادئ الديمقراطية، مضيفا أنه ينبغى أن يلزم كل مواطن نفسه بتقبل رأى الآخر، مؤكدا على أن المجتمعات القادرة على الانتقال لمرحلة الديمقراطية الحقيقية هى التى تقوم على نظام السوق والرأسمال. وأضاف أنه لا يمكن تطبيق حالة الديمقراطية فى أى دولة دون إرساء للقانون أو دون الاعتراف المتبادل بين المواطنين بحقوقهم وواجباتهم.
وقالت الصحفية والناشطة السياسية أسماء محفوظ، إن هناك خطرا كبيرا يداهم الثورة منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وهو أن صانعى الثورة من الشباب بدأوا الانقسام فيما بينهم وتم تصنيفهم وفقا لجماعات وائتلافات مشتتة الرؤى دون الإجماع على مبادئ أو أهداف واضحة، مضيفة أن الكتل التى كان يتم الاعتماد عليها لتوعية الناس بعد الثورة باتت تستخدم شعاراتها وأساليبها التى تخدم مصالحها فتارة نجدهم يركزون على استخدام الدين لكسب تعاطف الناس وتارة أخرى نجدهم يستغلون دماء الشهداء لتحقيق أهدافهم وهكذا.
وأضافت "محفوظ" ، أن المشكلة الحقيقة التى تواجه نجاح الثورة الآن هى أن البعض أصبح لا يتقبل رأى الآخر ويلصق صفة الخيانة لكل من يخالفه الرأى، مشيرة إلى أن غياب لغة الحوار بين الشباب والجماعات الآن من أهم الركائز الأساسية التى يعتمد عليها أعداء الثورة لإجهاضها.
ومن جانبه قال الدكتور طارق شوقى مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة، إن المنظمة ستعقد حلقات نقاشية بصفة دورية فى مختلف المحافظات، وذلك للتعرف على وجهات نظر الشباب وتطلعاتهم تجاه المرحلة المقبلة من تاريخ مصر، للوقوف على أهم التحديات التى تقابلهم ووضع آليات وقواعد من شأنها التغلب عليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة