أكرم القصاص - علا الشافعي

إبراهيم عبد المجيد

الشعب.. يريد.. السجن فى شرم الشيخ

الإثنين، 06 يونيو 2011 11:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلمت أن المساجين فى مصر قاموا بثورة. ليس للهروب من السجون كما حدث ويحدث. ولكن لأنهم يريدون أن يعاملوا معاملة حسنى مبارك. يعنى تذهب لجان طبية تكشف عليهم وتقرر ما هى الأمراض التى يعانون منها. وإن هذه اللجان ذهبت بالفعل فوجدت نصف المساجين يعانون من اضطرابات فى القلب وتعثر فى وظائف الكبد والكلى والبروتستاتا وارتفاع وانخفاض وتنطيط فى الضغط ومية بيضا ومية سودا فى العينين وعته شيخوخة مبكرة وشيخوخة حقيقية وفقدان ذاكرة! طلبوا من اللجان الطبية أن توصى بنقلهم إلى منتجع فى شرم الشيخ. قابلتهم اللجان بابتسامات ساخرة، فاجتمع المساجين على الثورة، ورفعوا شعار الشعب يريد السجن فى شرم الشيخ!

كان سبب هذا الحلم أننى جلست مع بعض الأصدقاء من الكتاب والسياسيين الذين عرفتهم السجون المصرية. كثير منهم قبض عليه وهو مريض، ولم يشفع له المرض فى تأخير القبض عليه وتم تحويله إلى ظلام السجون. المترجم والكاتب بشير السباعى مثلا قبض عليه مرة سنة 1980 وكان يعانى من نزيف حاد لكن تم تحويله فى الليلة نفسها إلى سجن طرة. هو لم يكن خائفا من المرض، لكن من أن يتم تحويله إلى سجن القلعة، وحين رأى السيارة عند الفجر تعبر منطقة الملك الصالح حمد الله لأنه سيلتحق بأصدقائه السياسيين فى طرة. وفى الثمانينيات قبض على المناضل الراحل محمد سيد سعيد وضرب وعذب وأوشك على الموت لولا العناية الإلهية إذا زار السجن الأستاذ مكرم محمد أحمد وعرف ما جرى له، ورغم ذلك لم يتم تحويل محمد سيد سعيد المريض إلى شرم الشيخ أو أى شرم حتى يبرأ. حدث ذلك أيضا مع الناقد الكبير إبراهيم فتحى وفى الفترة نفسها. عصر مبارك. وحدث ذلك مع حمدين صباحى وجمال فهمى وأيمن نور وسعد الدين إبراهيم، وكانوا مرضى جميعا بعضهم من الضرب وبعضهم من العمر ولا أحد نقل إلى شرم الشيخ رغم أنهم سجنوا فى العصر نفسه، عصر مبارك. أنا مثلا قبض على سنة 1985 وكان معى أيضا بشير السباعى وحسنى عبد الرحيم وكمال خليل وعبد الخالق فاروق وعشرون آخرون. كانت التهمة الجاهزة هذا الوقت هى الشيوعية. وفى سجن القناطر مرض كمال خليل، أصيب بالتيفويد، وتم نقله إلى مستشفى السجن. كنا سعداء لأننا سنطلب زيارته كل يوم فنغادر العنبر بعض الوقت ونمشى فى الشمس حتى المستشفى، رغم أنه لم يكن هناك مستشفى! عنبر طويل فيه أسرّة عليها مراتب يخيل إليك أنها كانت ملقاة فى الطريق يعبر عليها الناس ويبصقون وينفون وأحيانا يتبولون فوقها، أبيض حتة فيها كانت أسود من الليل، وكنا نجلس حول كمال نضحك ونقول له ربنا يخليك يا كمال خلتنا نشوف النور! الآن تطورت الأمور لكن مع حسنى مبارك نفسه، ورغم أن المستشفيات فى السجون تحسنت، أو هكذا نسمع، فإن مبارك لا يعامل كمتهم محول إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل الشعب. طبعا هناك فى القانون ما يسمح ببقائه بعيدا عن السجن الحقيقى، لكن هناك فى السجون آلاف المرضى بدأوا يشعرون بالاضطهاد إذ لا يطبق عليهم القانون نفسه. لا يهمهم ما يقال عن سن الرجل أو ضغوط بعض الدول العربية أو غيره مما يقال، كما أن معهم من رجال مبارك من هم فى مثل سنه وأكبر، لذلك ثار السجناء وجاؤونى فى الحلم غاضبين رافعين شعار الشعب يريد السجن فى شرم الشيخ، ولما سألت بعضهم من شجعكم على ذلك قالوا رجال حسنى مبارك نفسه من العواجيز ودفعوا لنا فلوس كمان!
وبالمناسبة هذه الثورة حتى الآن فى سجون الرجال. والخوف كل الخوف أن تنتقل لسجون النساء، خايف أحلم بنسوان السجون رافعين شعار خدوا منا خمسة وعشرين جنيه وسيبونا زى ماخدتوا خمسة وعشرين مليون جنيه وسبتوا سوزان. آه. كل برغوت على قد دمه، وكمان احنا يا بيه كنا بنشتغل، مخدرات ولا دعارة أهو شغل وشقى، لكن سوزان ما كانش ليها شغل ولا مرتب، وحلنى بأه على ما افهّمهم إن إخلاء السبيل لا يعنى نهاية القضية، هايكون الحلم خلص والسجون خربت. وربنا يكفيكم شر غضب الحريم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

مقال رائع فى منتهى خفة الظل والذكاء والقوة

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن متفااااااائم (خليط بين التفاؤل و التشاؤم)

وجهة نظر أخرى

عدد الردود 0

بواسطة:

تل الزعتر

شكراً على المقالة يا أستاذ ابراهيم

كلام في الجول

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو ندى

طب انت شيوعي فعلاً

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى مخنووووق

معلومة غائبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة