أجمل ما فى فيلم الفاجومى الذى يمكنك أن تشاهده فى دور العرض حاليا إذا كنت مواطنا شريفا، أو أن تحمله من على النت بنسخة جيدة إذا كنت مواطنا "مقرصنا"، هو أنه يسحبك إلى عالمه منذ المشهد الأول، فلا تشعر إلا وقد توحدت بشخصياته: "أدهم فؤاد نسر" خالد الصاوى، و"الشيخ همام موسى" صلاح عبد الله، و"أم أمال" جيهان فاضل، و"ماهيتاب" كندة علوش، و"منة" فرح يوسف.
لكن البناء الدرامى الضعيف الذى قام عليه الفيلم يجعل المشاهد يتململ فى مقعده بين كل قصة وأخرى، حين تسود الشاشة ليكتب عليها تاريخ الحقبة التى تدور فيها القصة التالية، فدافع المشاهدة الوحيد فى كثير من الأحيان لم يكن أكثر من انتظار الأغنية التالية، وهو يدعو الله ألا تكون بصوت صلاح عبد الله، لكن المخرج كان يصر على أن يصدمه فى معظم المرات، ليؤكد أن أسهل وسيلة لإفساد أغنيات الشيخ إمام ونجم هى صوت صلاح عبد الله وتوزيع أشرف محروس.
وأجمل ما فى السيناريو الذى كتبه الشماع هو حرصه على التفاصيل داخل المشاهد، وإن عابه التطويل المبالغ فيه فى بعض المناطق على حساب مناطق أخرى، واعتماده وجهة نظر أحادية لصاحب السيرة مما قد يحرم باقى الأطراف من الدفاع عن أنفسهم فى ظل اتهامات عنيفة وشخصية جدا ضدهم على طول الخط، حتى يظهر البطل باعتباره ملاكا والباقون هم الأشرار والمخطئون، وهو ما حاول المخرج أن يهرب منه بفكرة تغيير الأسماء، وهو هروب قضائى بحيث لا يمكنهم أن يحاسبوه أمام القضاء، ولكنه فى الوقت نفسه تورط فنى وواقعى، لأنه فى النهاية فيلم سيرة مكتوب على تتراته عن مذكرات "أحمد فؤاد نجم".
نجح الفيلم تماما فى توصيف فترتى ناصر والسادات من وجهة نظر أحمد فؤاد نجم، وخصوصا علاقته الغريبة بعبد الناصر، حين كان "البطل" فى السجن وزارته أمه فى مشهد وحيد بعد موت عبد الناصر وكانت تبكى، فسألها: بتعيطى على ابنك ولا على اللى حبسه؟ فأجابته بأن ناصر هو عمود الخيمة، وأنه سيعرف بعدها من هو الذى مات اليوم. لكن الفيلم أغفل تماما الثلاثين عاما شديدة الأهمية التى حكم فيها مبارك، وحاول أن يستعيض عنها بمشاهد من ثورة 25 يناير بدت مقحمة وغير فنية، وأفسدت كثيرا من المجهود الذى حاول المخرج بذله طوال الفيلم.
ينتهى الفيلم وتخرج وأنت تحب نجم وزوجتيه وأصدقاءه، وترى فيه الصورة القديمة للبطل الشعبى الملحمى الصعلوك الذى لا يجد ثمن السيجارة وتحبه كل النساء وينام فى أى مكان ويصطدم بأى سلطة، ويمكنه أن يضحكك وأن يبكيك، حتى تود لو عشت حياة كهذه بكل عنفها وصخبها وقسوتها وجمالها وسجونها وشعرها وغنائها، وحتى تود لو وجدت نسخة كاملة من أغانى نجم لتستمع إليها بصوت الشيخ إمام، وليس صلاح عبد الله أبدا.
عدد الردود 0
بواسطة:
بولا
صدقونىىىىىىىىىى