طارق عثمان: القومية العربية أسست الطائفية فى مصر.. والمسيحيين عانوا على أيدى بعض الحكام قديمًا

الثلاثاء، 24 مايو 2011 06:02 م
طارق عثمان: القومية العربية أسست الطائفية فى مصر.. والمسيحيين عانوا على أيدى بعض الحكام قديمًا صورة أرشيفية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب والمؤلف طارق عثمان إن هناك اثنين من العوامل اللذين يرسخان الطائفية فى مصر.. العامل الأول هو الأسطورة، وفق تعبير الكاتب، المنتشرة على نطاق واسع بأن المسلمين والمسيحيين سواء وأنهم نسيج المجتمع المصرى.. وهى الفكرة التى تنم عن الفشل فى فهم رؤية كل من المصريين المسيحيين والمسلمين لمجتمعهم.

ويروى الكاتب فى مقالة بصحيفة الفاينانشيال تايمز، الأحداث التاريخية التى شكلت رؤية كل من الجانبين لوطنهم، فلقد مر المسيحيون بسنوات من الحزم والإيذاء والمعاناة.. والحزم يعكس الدور الكبير الذى اضطلعت به الكنيسة فى تشكيل اللاهوت المسيحى وحياة أتباعها.

وأضاف أن المسيحيين المصريين عانوا الإيذاء والمعاناة على أيدى الرومان وبعض حكام الخلافة الإسلامية حتى لجأ البعض إلى حياة الرهبنة.. فعقب الفتح الإسلامى وتحول كثيرين للإسلام، ظلت الكنيسة تلعب دورًا فى حياة المصريين الذين ظلوا على ديانتهم بصفتها مرشداً لاهوتيًا وملاذًا من المجتمع الذى أصبح إسلامياً.

وعلى النقيض تجربة المسلمين، فسرعان ما أصبحت مصر أهم جزء بالإمبراطورية الإسلامية وأصبحت القاهرة عاصمة الخلافة الفاطمية.. ولم يواجه الإسلام أى مواجهات لاهوتية فى مصر فرغم أن الفاطميين كانوا شيعة ظل مسلمو مصر سنية.. لذا يختلف منظور مسيحيى مصر عن مسلميها لبلادهم.

ويرى عثمان صاحب كتاب "مصر على حافة الهاوية: من ناصر إلى مبارك"الذى توقع فيه ثورة على غرار 25 يناير، أن العامل الثانى وراء أعمال العنف الطائفى التى سادت البلاد على مدار أكثر من ثلاثة عقود، هو مفهوم المصرية باعتباره الهوية الجماعية والذى تم إضعافه بشدة على مدار العقود الستة الماضية.

ويشير إلى نشأة الدولة المصرية الحديثة فى القرن الـ 19، والانفتاح على أوروبا مما أثار حركة اجتماعية تهدف إلى تحديث التعليم وظهور نظام ملكى دستورى وزيادة الهجرة وتوسع الطبقة الوسطى.. وقد تبنى حزب الوفد، الأكثر شعبية فى القرن الـ 20، السرد السياسى العلمانى.. كما بنيت المقاومة المصرية ضد الاحتلال البريطانى على أسس وطنية وليست دينية.. ولعب مسيحيو مصر أدوارا بارزة فى الحكومة والفن والاقتصاد حيث شهدت هذه الحقبة من تاريخ مصر أجواء منعشة وفورة ثقافية.

لكن التجربة برمتها وصلت إلى نهاية مفاجئة.. فلقد قاد، الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر البلاد بعيدًا عن الهوية المصرية منغمسا فى القومية العربية.. وعن طريق وضع مصر فى قلب الثقافة والسياسة العربية، متخليًا عن هويتها المتفردة والنظرة الثقافية لعصرها الليبرالى، تحول بالمجتمع نحو الخليج حيث اكتسبت الأسلمة أرضا فى الحياة الاجتماعية والسياسية لمصر.

وقد شهدت هذه الفترة التى أعقبت ثورة 23 يوليو انسحاب ملحوظ من المسيحيين، حيث أثارت سياسات عبد الناصر موجات من الهجرة إلى أمريكا الشمالية وأوروبا بقيادة المصريين الأثرياء.. وفى السبعينيات بدأت دعوات الإسلام السياسى والجهاد فى الانتشار، مما أسفر عن مجتمع أكثر تشددًا وعنف ضد المسيحيين.

ويشير الكاتب أن التوتر الحالى يعكس هذا التاريخ.. مؤكدا أن الثورة المصرية 2011 نجحت لأنها اتخذت الهوية المصرية مبدأ لها، وهو الأمر الذى تشتاق إليه الطبقة المتوسطة.. وإذا ما فشل المجتمع فى التشبث فى ذلك فإنه أى جهود ستكون إهدارا للإمكانات والطموح.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة