أعلن حزب "المؤتمر الوطنى" الحاكم فى السودان رفضه للشرط الأمريكى بسحب الجيش السودانى من منطقة "أبيى" مقابل تطبيع العلاقات مع السودان، وأكد استحالة سحب القوات المسلحة من المنطقة فى هذه الظروف التى وصفها بأنها "بالغة التعقيد".
وأكد رئيس القطاع السياسى بحزب "المؤتمر الوطنى" الدكتور قطبى المهدى، عدم وجود علاقة بين قضية أبيى والعلاقات مع الولايات المتحدة، قائلا فى تصريحات نقلتها صحيفة "الرأى العام" السودانية الصادرة اليوم، إن المباحثات مع واشنطن لها أجندتها المختلفة.
وأضاف: "أن على الولايات المتحدة عدم مغادرة محطة هجوم جيش الحركة على الجيش السودانى والتحدث عن الحكومة"..وطالبها بالحديث مع الحركة الشعبية التى أقدمت قواتها على خرق اتفاقية "نيفاشا" وبروتوكول أبيى وإنفاق "كادوجلى".
من جهتها، دفعت قبيلة المسيرية بجملة مقترحات لنزع فتيل أزمة "أبيى" المتصاعدة، ومن بينها أن تتعامل الحركة الشعبية مع الملف بواقعية وأن تظهر إرادة سياسية لحله، وتمسكت بموقفها الرافض بشدة لقرار محكمة لاهاى حول النزاع حول النفط .والتقى وفد من المسيرية، بطلب منه، وفد مجلس الأمن الذى يزور الخرطوم حاليا لبحث قضايا اتفاقية السلام الشامل المبرمة فى عام 2005، وبحث التصعيد فى قضية أبيى المتنازع حولها.
وقال عضو وفد المسيرية حسين محمد حمزة لشبكة "الشروق" الفضائية السودانية إنهم أطلعوا الوفد على جملة مقترحات لحل الأزمة الماثلة، لكن جميعها يتعلق بمواقف الحركة تجاه ملف أبيى.. وأضاف: أنهم أكدوا للوفد ضرورة أن تتعامل الأخيرة مع الملف بواقعية وأن تتوفر لديها الإرادة السياسية للتوصل إلى تسوية فى أقرب وقت ممكن.
وذكرت صحيفة "الصحافة" السودانية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، أن وفد المسيرية أبدى خلال لقائه وفد مجلس الأمن تمسكا بموقفه الرافض بشدة لقرار محكمة لاهاى لحل النزاع باعتباره حلا سياسيا، ونادت بفتح حوار بينها وعشائر "الدينكا نقوك".
وقال القيادى بقبيلة المسيرية بشتنة محمد سالم للصحيفة "أكدنا لمجلس الأمن أننا لم نكن جزءا من قرار لاهاى، ونعتبره قرارا سياسيا لن يؤدى إلى النتائج المطلوبة".
وأضاف: أن مجلس الأمن استفسر منا عن التصعيد الأخير الذى طال أبيى ودفع بالجيش السودانى للاستيلاء على المنطقة وحل الإدارية، وأكدنا لهم أننا لسنا جزءاً مما يدور من أحداث، لكنه كشف عن تورط الحركة الشعبية فى زعزعة استقرار المنطقة وتبنيها مواقف الدينكا.
من جهته، ندد الحزب الاتحادى الديمقراطى (الأصل) بالتطورات العسكرية الجارية بمنطقة أبيى ..واصفا ماحدث بالمهدد للتعايش السلمى بين السودان ودولة جنوب السودان المرتقبة.
وطالب فى تعميم صحفى لناطقه الرسمى حاتم السر، الأطراف جميعها بضبط النفس والتحلى بروح السلام وتغليب مصلحة المواطنين.. وقال: إن رئيس الحزب محمد عثمان الميرغنى أجرى اتصالات بكافة الأطراف، وطالبها بالالتزام باتفاقية السلام الشامل، محذرا الجميع من مغبة العودة لمربع الحرب.
وجدد الحزب دعوته لحزبى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لنبذ العنف والجلوس إلى طاولة الحوار، وإشراك أهل السودان فى صياغة حلول دائمة وعادلة.
وفى سياق متصل، وضعت هيئة أركان الجيش الشعبى بجنوب السودان ترتيبات خاصة لتشكيل كتيبة استراتيجية لتأمين إعلان استقلال الجنوب، فى وقت كونت فيها لجنة عسكرية لحصر وتصنيف القوات التابعة للفريق فاولينو ماتيب وإسماعيل كونى، تمهيدا لترتيب أوضاعهما فى الجيش الشعبى والشرطة بالجنوب.
وكشف مصدر مطلع لصحيفة "الانتباهة" عن اجتماعات انتظمت فى جوبا لهيئة الأركان ووزارة الداخلية بحضور روجر ونتر مستشار حكومة الجنوب لوضع سيناريوهات حول أبيى والحدود قبل إعلان انفصال الجنوب وكيفية التعامل مع "الثوار الجنوبيين.
ونصحت الإدارة الأمريكية حكومة الجنوب بضرورة التفاوض مع الثوار.. وقال المصدر: إن ونتر طلب من حكومة الجنوب بيان القوة الحقيقية للجيش الشعبى وجهاز الاستخبارات، وذلك قبل إعلان الانفصال.
السودان يرفض سحب قواته من "أبيى" مقابل التطبيع مع أمريكا
الإثنين، 23 مايو 2011 12:40 م
الجيش السودانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة