قال الناقد الدكتور شريف الجيار، إن الأديب الراحل نجيب محفوظ نجح فى روايته "ليالى ألف ليلة" أن يستلهم من التراث والماضى للتعبير عن مشاكل الحاضر وعوالمه، كما أنه استطاع الكشف عن كل ما هو مسكوت عنه خلال عصر السادت من خلال هذه الرواية.
وأضاف الجيار أن محفوظ فى روايته استطرد كثيرا فى وصف مقهى الأمراء الذى كان يطل على مناطق وشوارع متباينة فى القاهرة تبرز كل منها حال طبقة بعينها، وذلك على عكس الوصف الذى اختص بقصر الأمير شهريار فى رائعة "ألف ليلة وليلة"، مما يعد انتصارا للشعب على الحاكم ودليل على أن البقاء له فى النهاية.
وأوضح الجيار خلال الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر التراث بين الحفاظ عليه والعبث به، المنعقدة مساء أمسى بالمجلس الأعلى للثقافة، أن جذور حكايات ألف ليلة وليلة، تعود إلى أصول فارسية وهندية، ثم لحق بها بعد ذلك حكايات بغدادية ومصرية، موضحا أن تلك الحكايات لاقت إعجاب الدول الغربية وسعت جميعها لترجمتها بعدما رفضتها فى البداية بسبب انتصارها لصورة المرأة التى جاءت إلى حد كبير ملاءمة لطبيعة المرأة الأوروبية.
ورداً على الآراء المطالبة بمصادرة حكايات ألف ليلة وليلة بحجة احتوائها على ألفاظ جنسية خادشة للحياء قال الباحث الدكتور أحمد حسين الطماوى، يكفينا مجدا وفخرا أنها تركت آثارا بعيدة المدى فى الآداب الأوروبية منذ عصر ما قبل النهضة، والأقوال الجنسية التى وردت فى الليالى غير موظفة للإثارة الجنسية، وإنما تم توظيفها فى إبراز الخيانات ودروبها المختلفة والحيل والتدابير فى ارتكابها، كما أن الألفاظ الجنسية شائعة بين جميع الناس وليس هناك من يجهلها لا فى زمن ألف ليلة ولا فى زماننا.
وأضاف: من الطبيعى أن يرد بالحكايات الفاظ جنسية، وذلك لأن موضوعها مرتبط بالجنس، لذلك دخلت ألف ليلة وليلة دائرة الأدب المكشوف الذى يناصبه الأخلاقيون والمحافظون ورجال الدين العداء، لخروجه على الآداب العامة واستهانته بالعيب والعرف.
وفى حديثه عن تأثير ألف ليلة وليلة النفسى، قال الدكتور محمود عطية إن تلك الحكايات أثبتت أن شهرزاد تفوقت على فرويد فى ذكاءه ونجحت فى معالجة شهريار الذى يشك فى صدق الأنوثة وبراءتها، فهى بالفطرة كانت مؤهلة لذلك حتى وإن لم تمتلك الخبرة الكافية.
عدد الردود 0
بواسطة:
أى حد
الحقد له ناسه