شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو-، فى الحفل الرسمي، برعاية الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، والذى أقيم مساء أمس فى مدينة تلمسان غربى الجزائر، بمناسبة انطلاق احتفالية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011.
وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة بالمناسبة، أمام الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة راعى الحفل، وعدد من أعضاء الحكومة الجزائرية، وكبار الشخصيات المدعوة، قال فيها وفقا لما جاء على موقع المنظمة الرسمى، إن من الأهداف الرئيسية لبرنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية، الذى اعتمده المؤتمر الإسلامى الرابع لوزراء الثقافة، تعميقُ التضامن الإسلامى الذى هو القاعدة الراسخة للعمل الإسلامى المشترك، وتقوية علاقات التعاون بين الدول الأعضاء على جميع المستويات، وخصوصًا على المستوى الثقافي، بالمدلول الواسع والعميق للثقافة، وإقامة شبكةٍ واسعةٍ من التبادل الثقافى بين عواصم الثقافة الإسلامية، والاشتراكُ فى نشر المفاهيم الصحيحة للثقافة الإسلامية، ومدُّ إشعاع الحضارة الإسلامية التى شاركت فى بنائها شعوبٌ شتى متعددة الأديان والأعراق واللغات والثقافات، وترسيخُ القواعد القوية للنهضة الثقافية الحضارية الشاملة التى تتطلع إليها شعوب العالم الإسلامى كافة، إلى جانب النهوض بالصناعات الثقافية، وتطوير المنتوج الثقافى بمختلف أشكاله، ونشر الوعى الثقافى السليم فى مختلف الأوساط وتعميقه، وتفعيل دور الثقافة فى دعم التنمية الشاملة المستدامة، حتى تكون الثقافة بانية للتقدم، وداعمة للتنمية، وصانعة للحضارة، ورابطة للعلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب.
وأضاف إن الثقافة بالمفهوم الجامع الكامل الذى تتبنّاه الإيسيسكو وتعمل فى إطاره وتسعى لتحقيقه، هى قوة دفع للرقى الإنساني، وطاقة للإبداع العلمى والأدبي، وحافزٌ للسلام بين البشر القائم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
وأكد على أن الثقافة الإسلامية التى يُحتفى هذه السنة بعواصمها الثلاث : تلمسان عن المنطقة العربية، وجاكارتا عن المنطقة الآسيوية، وكوناكرى عن المنطقة الأفريقية، هى ثقافة بناءٍ للإنسان ونماءٍ للأوطان، تدعو إلى الإخاء بين البشر وإلى إقرار السلام فى الأرض، وتحثّ على قيم الخير والحق والجمال والفضيلة، وتقوّى فى النفس إرادة العمل من أجل تحقيق السعادة الإنسانية المبتغاة التى يسعى إليها العالم كلـُّه، ووصفها بأنها ثقافة إنسانية متجددة فى مضامينها ووسائلها، ومنفتحة على الثقافات الأخرى، ومتحاورة معها عبر العصور.
. وقال "إننا نعمل جميعًا من أجل أن تساهم فى حركة الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات التى ترعاها الأمم المتحدة، والتى للإيسيسكو دورٌ فاعلٌ فى دعمها وإغنائها".
وأعلن المدير العام للإيسيسكو أن اختيار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2011، يعبر فى حقيقة الأمر، عن تقدير العالم الإسلامى أجمع للمكانة الثقافية الحضارية السامية لهذه المدينة العريقة ذات التاريخ الحافل بالأمجاد، ويهدف إلى تجديد دورها الثقافى الحضارى الإنمائى الذى سينعكس على محيطها المحلى ويمتدّ إلى المحيط القاري، إحياءً للدور التاريخى الذى كان لهذه المدينة فى الأزمنة القديمة. وفى ذلك ما فيه من إشعاع لهذا البلد الكريم، الذى يسير بخطى حثيثة فى اتجاه التطور والتقدم والازدهار، من دون أن يفرط فى خصوصياته الثقافية والحضارية أو ينسلخ عن هويته الروحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة