قال المؤرخ البريطانى باتريك سيل، مؤلف السيرة الذاتية للرئيس السورى السابق حافظ الأسد، إن سقوط نجله الرئيس الحالى بشار الأسد وتغيير النظام سيؤدى حتماً إلى انحلال التحالفات فى الشرق الأوسط وإعادة تشكيل المنطقة.
ويوضح سيل فى مقاله بصحيفة الجارديان البريطانية، أن النظام السورى الذى طالما كان لاعباً فى مسرح القوة بالشرق الأوسط، قد قرر أن يقاتل من جديد بكامل قوته، ويبدو أنه عازماً على دحر موجة الاحتجاجات الشعبية التى أدت من قبل إلى سحق النظام فى تونس ومصر، وتهدد الحكام فى ليبيا واليمن والبحرين، وتتحدى الآن قوة الدولة فى عدة مدن سورية.
ويمضى سيل فى القول، إنه إذا فشل نظام الأسد فى تأكيد سلطاته وسقط أو تم إضعافه بفعل الاحتجاجات الشعبية على المدى الطويل، فإن الآثار الجيوسياسية لهذا الأمر ستكون كبيرة، فحلفاء سوريا، إيران وحزب الله وحماس، سيتعرضون جميعا لضغوط. وبالنسبة لثلاثتهم، فإن فقدان الدعم السورى سيكون مؤلماً.
أما إسرائيل من جانبها، كما يقول سيل، فستنظر إلى هذا التطور برضا كبير، لأنها طالما سعت إلى تعطيل محور "طهران - دمشق - حزب الله - حماس" الذى تحدى تفوقها الإقليمى. لكن إسرائيل فى نفس الوقت ستخشى من أن استبدال نظام الأسد بآخر إسلامى سيكون أكثر تهديداً لمصالحها وأمنها.
وانتقد سيل موقف النظام السورى من الاحتجاجات، وقال إنه لم يفعل الكثير لتلبية احتياجات المتظاهرين، ورأى أن المتشددين داخل النظام يفوزون الآن فى نقاشهم مع الإصلاحيين، فى الوقت الذى صعد فيه المحتجون من سقف مطالبهم نتيجة لرد فعل النظام القاسى.
من ناحية أخرى، يشير المؤرخ البريطانى إلى أن المنطقة تشهد حالياً انحلال التحالفات التى تشكلت فى فترة حرجة قبل ثلاثة عقود، والتى شهدت توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، وقيام الثورة الإيرانية فى نفس العام، والغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982 والذى أدى إلى احتلال الجنوب لمدة 18 عاما ظهر خلالها حزب الله. وبعد أن كانت مصر وسوريا حليفتان فى حرب 1973، مقابل تحالف إسرائيل مع نظام الشاه فى إيران، حدث تبادل بين الشركاء، فأصبحت مصر شريكة لإسرائيل بتوقيع اتفاقية السلام وأصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حليفة لسوريا.
وتواجه هذه التحالفات تهديداً الآن، كما يقول الكاتب. فمصر بعد مبارك ستأنى بنفسها عن إسرائيل على الأرجح وتعود للانضمام إلى المعسكر العربى، فى حين أن التحالف السورى الإيرانى يواجه خطورة بحدوث أى تغيير للنظام فى دمشق. وربما تشمل الآثار الجيوسياسية الأخرى ظهور تركيا كلاعب مستفيد وتعزيز التجارة وتسوية النزاعات وعودة العراق ببطء كقوة عربية بعد الدمار الذى ألحقه بها كلا من جورج بوش وتونى بلير.
مؤرخ بريطانى: سقوط الأسد يهدد بانهيار تحالفات الشرق الأوسط
الثلاثاء، 12 أبريل 2011 01:02 م
الرئيس السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة