أكدت صحيفة السياسة الكويتية، أن ما فعلته واشنطن فى العراق، وإغراقه فى بحر من الدم والإرهاب، سواء بعلمها أو دون علمها جلب على المنطقة الويلات بعد أن صدرت إلى ذلك البلد ثقافة لا تنسجم مع خصوصيته وخصوصية العرب عموما، وهى بسياستها تلك فى لبنان وغزة والآن فى مصر والمغرب، تجلب على نفسها الكثير من المتاعب، وكأنها لم تتعلم من الدروس السابقة التى ساعدت فيها على تعزيز الإرهاب ذاك الغول الذى نهش فيها قبل أى دولة أخرى.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها لرئيس تحريرها أحمد الجارالله اليوم الاثنين: "ربما لا تدرك الولايات المتحدة أنها بسياستها المتقلبة، والخاضعة لأمزجة ومصالح كبار الموظفين فى البيت الأبيض والبنتاجون وبعض اللوبيات السياسية لا تخدم إلا تل أبيب، وستكون واشنطن التى تعتمر هذه الأيام قبعة تشى جيفارا وترفع شعار ماوتسى تونج، وكأنها هوشى منه القرن العشرين، الخاسر الأكبر على المدى الاستراتيجى مما تمارسه فى المنطقة، لأن الشعوب العربية تدرك تماما ماذا تريد من حكامها، وتعرف أكثر أن السياسة الأمريكية الحالية لا تصب فى مصلحتهم، وإنما فى مصلحة إسرائيل التى فشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة فى حل القضية الأساس التى تنكبت عبء حلها، وقاتلت من أجل احتكار قرار هذا الحل، وهى القضية الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المثير للسخرية أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تفشل فقط فى تسهيل إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين، بل فشلت حتى فى وقف الاستيطان الإسرائيلى مؤقتا من أجل الاستمرار فى المفاوضات.
وأكدت صحيفة السياسة الكويتية فى افتتاحيتها اليوم، أن الشعوب العربية تدرك قبل حكوماتها أن بلدانها ليست بحاجة إلى وصفات أمريكية أو إيرانية جاهزة، بل إنها ترفض كل هذه الكرنفالات التى لا تهدف إلا إلى إسقاط العرب سياسيا أمام العالم الذى بدأ يتفهم الحقوق العربية وطبيعة الصراع العربى- الإسرائيلى ويرى الفشل الأمريكى فى معالجة هذا الملف منذ 63 عاما.
وقالت الصحيفة "والآن.. على باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون أن يلتفتا إلى إصلاح الولايات المتحدة، حيث يعيش 8ر47 مليون أمريكى تحت خط الفقر فيما الملايين منهم بلا منازل، بالإضافة إلى معدل البطالة المرتفع، وعليهما أن يتخليا هما وملالى طهران عن تقديم وصفات الفوضى والتخريب للعالم العربى عموما والشعب المصرى خصوصا الذى رد ومن ميدان التحرير بـ( لا) كبيرة جدا للتدخلين الأمريكى والإيرانى بشئونه الداخلية، لأنه حين طالب بالإصلاح لبت قيادته مطالبه.
وأضاف أن "الـ(لا) المصرية هذه ستسمعها الولايات المتحدة وإيران من كل الشعوب العربية التى لها خصوصياتها وهو ما لا تفهمه لا واشنطن وطهران، فيا أوباما ويا هيلارى.. شكرا.. شكرا.. لقد تعلمنا الدرس ولن نلدغ من الجحر مرتين".
السياسة الكويتية: على ملالى طهران أن يتخلى عن تقديم وصفات الفوضى للشعب المصرى
الإثنين، 07 فبراير 2011 10:55 ص
أحمد الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة