وقد جاءت كلمة الرئيس كالتالى:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الإخوة المواطنون.. الشباب المتواجدون فى ميدان التحرير أتوجه بحديثى اليوم إلى شباب مصر الواعى فى ميدان التحرير، وعلى اتساع أرضها.. أبنائها وبناتها بحديث من القلب من الأب إلى أبنائه أنتم رمز لجيل جديد يدعو إلى الأفضل، ويحلم بالمستقبل بل ويصنعه.. شهداؤكم وجرحاكم لن يرحوا هدراً سأتعامل بكل شدة وحسم وبعقوبات رادعة من أجل محاسبة المتورطين فى أحداث العنف.. أقول لعائلات الشهداء إنى تألمت كل الألم من أجلهم، فقد أوجع قلبى فراقهم، كما أوجع قلبكم.. استجابتى لمطالبتكم هو التزام لا رجعة فيه بالجدية والصدق، وحريص على تنفيذه دون عودة إلى الوراء، فمطالبكم عادلة ومشروعة، ولكن الأخطاء واردة فى أى نظام وأى دولة، المهم الاعتراف بها ومحاسبة مرتكبيها.. فأنا كرئيس لا أجد حرجاً للاستماع إلى شباب بلادى، والجرح كل الجرح والعيب كل العيب أن أستمع إلى إملاءات أجنبية تأتى من الخارج أى كان مصدرها. لقد أعلنت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، مكتفيا بما قدمته على مدار 60 عاما فى أوقات الحرب والسلام، وقد أعلنت أيضا المضى فى حماية الدستور وحماية الشعب حتى يتم تسليم السلطة لمن يختاره فى سبتمبر القادم فى انتخابات حرة نزيهة.. فأنا أقسم أمام الله والوطن أن أحفظ ما تم الإعلان عنه مسبقا حتى نبلغ إلى بر الأمان، فقد طرحت رؤية بما يحترم الشرعية الدستورية على نحو يحقق الاستقرار للوطن ومطالب أبنائه، ويطرح أيضا إطار الانتقال السلمى للسلطة من خلال حوار مسئول بين كافة القوى بشفافية، مع الاستعداد لتعديل أى مواد جديدة تنتهى إليها اللجنة الدستورية.
على أن تأتى التعديلات مستهدفة تيسير شروط الترشح مع تحديد مدد الرئاسة، وتعزيز ضوابط الإشراف على الانتخابات، مع الفصل فى صحة وعضوية البرلمان وتعديل الدستور. أما إلغاء المادة 179 فجاءت من أجل تحقيق التوازن بين حماية الوطن من الإرهاب وضمان حقوق وحريات المواطن مع التعهد بإلغاء العمل بقانون الطوارئ، بالتزامن مع عودة الحياة إلى الشارع المصرى.
إن اللحظة الراهنة ليست متعلقة بشخصى بل متعلقة بمصر وحاضرها ومستقبل أبنائها، فجميعنا فى خندق وطنى واحد نستكمل فيها الحوار بروح الفريق وليس الفرقاء.
لقد كنت شاباً عشت أيام الانكسار والنصر والتحرير، عشت أسعد أيام حياتى حين رفعت علم مصر فوق أرض سيناء، حين واجهت الموت فى "أديس بابا"، الكل يعرف من هو حسنى مبارك، لذلك يعز على ما ألقاه اليوم من بعض أبناء وطنى. ولكن من جانب اقتناعى أن مصر تمر بظروف خاصة أعلن تفويض نائب رئيس الجمهورية للاختصاصات رئيس الجمهورية وفق الدستور.
ستعيش هذه الروح فينا، تعيش فى فلاحينا وعمالنا ومثقفينا، مسلميها ومسيحيها، حتى من لم يولد بعد، أقول من جديد عشت من أجل هذا الوطن، مصر الباقية فوق الأشخاص والجميع، ستضل بلداً عزيزاً لن يفارقنى أو أفارقه حتى أولى ترابه بلداً مرفوع الرأس والراية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة