وحيد عبد الله هيكل يكتب: الانتخابات البرلمانية.. لا تحريرية ولا عباسية

يبدو أن كل القائمين على إعلامنا كان يجهل عموم الشعب المصرى، فالكل كان يراهن على عدم إتمام عمليه الانتخابات، والكل كان يعتقد أن إحداث التحرير الأخيرة، قد تؤثر على الشعب المصرى والعملية الانتخابية بالسلب إلا أن الشعب المصرى كعادته ينهض فى الأزمات ليعبر عن نفسه بطريقته هو.. لا بطريقه معينة يريديها غيره له... فمعظم القنوات الفضائية الموجودة على الساحة لها توجهات تريد أن تفرضها على مشاهديها وعلى جميع الشعب المصرى فهذه قناة تدعو فقط لميدان التحرير وعن ما بداخله، وتلك تتوجه إلى العباسية، وتدعو له وهذه تتحدث باسم حزب ما وهذه يمولها تيار معين وعن القنوات وتوجهاتها حدث ولا حرج لك أن تقسم على أن معظم هذه القنوات لها أهداف غير بناء مصر وغير النهوض بالمستوى الفكرى والثقافى والحضارى بمصر العظيمة تلك القنوات لا يهمها إلا التوسع والانتشار على حساب أى شىء ممكن فوضى كانت أم استقرار المهم هو تحقيق هذه الأهداف، انظر كيف كانت تلك القنوات ترهب وتخوف من التيارات الإسلامية، وكيف كانت تحتكر الوطنية على ما تقدمه وتحتكر الوطنية على ضيوفهم الكرام فمن يدعوا للتحرير والاعتصامات والتظاهرات فى وقتها وغير وقتها كان يؤكد مرارا وتكرارا على أنهم من فى التحرير أقصد هم فقط الوطنيين هم فقط من يعرفون كيف تتقدم مصر وهم فقط من يعملون لبنائها، تاركين وراءهم باقى المصريين الذين اتهموهم ضمنيا أنهم هم جهلة أو كسالى أو صامتين حتى أطلقوا اسم الأغلبية الصامتة على باقى المصريين تلك القنوات أغفلت القرى والنجوع تلك القنوات ظنت أن مصر كلها تتلخص فى ميادين فقط أمثال التحرير والعباسية، وباقى الميادين، والآن وبعد أن فرضت الأغلبية الصامتة رأيها، وأعلنت موقفها على الساحة من أول مرحلة انتخابات هناك سؤال يطرح نفسه علينا هل ستقبل هذه القنوات وتعترف بهذه الأغلبية أم أنها ستستمر فى الحديث عن نقل صورة الميادين، بل عن مصر الملخصة من وجهة نظر هذه القنوات.