الصحف البريطانية: روبرت فيسك: التحرير لن يختفى.. والسلاح النووى الإيرانى يدفع السعودية وتركيا لامتلاكه.. و"الجارديان" تدعو إسلاميى مصر للاستفادة من تجربة تونس
الجمعة، 02 ديسمبر 2011 01:36 م
إعداد نهى محمود
الإندبندنت:
"فيسك": التحرير لن يختفى
قال الكاتب الصحفى المخضرم روبرت فيسك عن ميدان التحرير إنه برغم وجود الآلاف هناك كل يوم، والدعوة لمليونية الجمعة، فإن انتخابات الاثنين والثلاثاء بدأت تثير الشكوك حول "من يمثل مصر الآن؟"، متسائلاً: "الثوار الشباب العلمانيون فى التحرير أم القائمة المتزايدة من المرشحين الإسلاميين الفائزين، من الإخوان المسلمين والسلفيين، والملايين الذين صوتوا لهم؟"، وأكد على استثناء وحيد فيمن يمثل مصر بقوله: "بالتأكيد ليس المشير محمد حسين طنطاوى حاكم مصر العسكرى".
ونشر "فيسك" فى تقرير بصحيفة "الإندبندنت" انطباعاته من ميدان التحرير، واصفًا كيف يمكنك الحصول على أى شىء فى التحرير، بدءًا من الذرة المشوية ومرورًا برحلة رخيصة لشرم الشيخ، إلى لافتات وأعلام، ونهاية بعبوات قنابل غاز.
وأشار الكاتب إلى الرؤى المتعددة فى الميدان الذى لم يعد مثل أيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، على حد تعبيره، متحدثًا عما سماه بخفوت الآمال، رغم إصرار الشباب على ضرورة رحيل المجلس العسكرى.
وشكك روبرت فيسك فى مجادلة البعض بأن المجلس سيصطدم بالإخوان المسلمين لأنه لا يريد تسليم السلطة، معتبرًا أن المجلس يريد الحكم من وراء ستار، قائلاً: "مبارك لم يسلم السلطة مؤقتًا لرئيس المحكمة الدستورية، ليجرى انتخابات حسب الدستور، إنما سلم السلطة للمشير والمجلس العسكرى"، مضيفًا: "لا يأتى المجلس إلا برجال مبارك، وآخرهم كمال الجنزورى المكلف بتشكيل حكومة، والغريب أن المجلس العسكرى منذ الثورة اعتقل الآلاف من المتظاهرين، والعديد منهم عذبتهم الشرطة، فيما تجرى الشرطة العسكرية فحص عذرية على النساء المقبوض عليهن".
وتابع روبرت فيسك: "ومع ذلك، وجد المجلس بضعة آلاف من المصريين يتظاهرون لتأييده"، على طريقة تونى بلير حينما يوعز بمظاهرة ثقة بينما يحتج مليونان من البريطانيين على حرب العراق فى لندن، مؤكدًا أنه برغم كل ذلك فإن روح التحرير لم تتبخر تمامًا، وما زال آلاف الشباب يرون أن مهتهم لم تنجز، فلا يزال رجال مبارك هناك.
الفاينانشيال تايمز:
السلاح النووى الإيرانى يدفع السعودية وتركيا لامتلاكه
قال كل من وزير الخارجية البريطانى السابق ديفيد مليباند والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة نادر موسوى زادة الكاتبين، إن ثمن القبول بإيران مسلحة نوويا لا يحتمل، مؤكدين أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يزيد من احتمال استخدامه، وربما يدفع السعودية وتركيا إلى السعى لامتلاكه، ومن ثم انهيار معاهدة الحد من الانتشار النووى تماما.
ورأى مليباند وزاده فى مقال لهما نشرته "الفاينانشيال تايمز" تحت عنوان "مخاطر الحرب على إيران"، أن كل تلك المخاطر لا تبرر، ودق طبول الحرب كما يبدو الآن إذ إن تكرار الحديث عن ضرب إيران يجعل الحرب مقبولة، وربما يدفع العالم إلى قتال إيران.
وطالب الكاتبان بضرورة الاعتماد على الدبلوماسية لمنع حرب مع إيران، محددين أربعة تحديات أساسية يواجهها النظام الإيرانى بالفعل، أولها أن العقوبات والحرب الإلكترونية والعمليات السرية أعاقت بالفعل تقدم إيران نحو تطوير سلاح نووى.
ثانيها أن المراقبين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالوا يعملون فى إيران، ويوفرون محطة إنذار مبكر عن أى تغير فى النشاط النووى الإيرانى، ثالثها أن الحليف الرئيسى لإيران فى المنطقة، وهو النظام السورى، فى وضع سيئ جداً، كما أن شعبية إيران فى العالم العربى انخفضت بشدة عن مستوياتها عام 2006.
والتحدى الرابع هو تطلعات الشعب الإيرانى الذى لا يشارك النظام توجهاته فى عدائه للعالم، وخشى الكاتبان أن يكون الهجوم على السفارة البريطانية فى طهران مقدمة لمزيد من رد الفعل من جانب النظام فى طهران ينتهى بطرد هؤلاء المفتشين الدوليين.
وأوضحا مخاطر الحرب بقولهم إن المنشآت النووية الإيرانية كثيرة ومتفرقة المواقع، والنظام الإيرانى لا تنقصه الذخيرة ولا الأهداف للرد على المصالح الأمريكية المباشرة فى منطقة الخليج.
"الجارديان" تدعو إسلاميى مصر للاستفادة من تجربة تونس
أكدت صحيفة "الجارديان" أنه إذا تمكن حزب الحرية والعدالة من استيعاب التيارات الأخرى، وتشكيل توافق فى الآراء السياسية، كما فعلت النهضة فى تونس، فسيكون ضمن إخراج مصر نهائيا من الاستبداد، وهو ما يتطلب الوقت والصبر.
وقالت إن التوجس من صعود الإسلام السياسى باعتباره المستفيد الأول من الربيع العربى ظل سيد الموقف خلال الجزء الأكبر من السنة الحالية، ونُظر إلى القادم الجديد بوصفه مشكلة لا فرصة، غير أن ذلك يعزز المبرر الذى طالما استخدمته الأنظمة الدكتاتورية بأن "مستبدا تعرفه أفضل من متطرف تجهله".
وأوضحت "الجارديان" فى افتتاحيتها التى جاءت عنوان "مصر الجديدة.. فرص لا تهديدات"، الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين والمتشددين بتنظيم القاعدة، مشيرة إلى الانتقادات التى وجهها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، عندما قررت المشاركة فى الانتخابات التشريعية وبتنديده بالإخوان لمعارضتهم اللجوء إلى العنف.
ورأت الصحيفة البريطانية أن الأحداث على الأرض تفرض إعادة تقييم للموقف بدءاً بالنصر الذى حققته حركة النهضة الإسلامية بتونس بفوزها بنسبة 41٪ من المقاعد فى الجمعية الدستورية التى شكلت منذ ذلك الحين حكومة انتقالية، مع الأحزاب الليبرالية والعلمانية، وها هو حزب الحرية والعدالة المنبثق من حركة الإخوان المسلمين يحقق نتائج، وإن تأخر إعلانها حتى الآن، تضمن له تصدر الأحزاب التى شاركت فى الانتخابات المصرية.
وأضافت أن المشهد فى مصر تحول من محتجين يمطرون بالغازات فى ميدان التحرير إلى طوابير من الناس يصطفون لساعات تحت المطر لتذوق النشوة الأولى للديمقراطية، مستطردة: "العملية الانتخابية فندت حجة المتشائمين بأن البلد كان فى حالة هيجان كبير جدا يستحيل فيه إجراء هذه الانتخابات، والواقع أن المشهد تحول ليتبين من ذلك أن أسوأ المخاوف لم تتحقق، إذ أظهر الإقبال على صناديق الاقتراع أن مصر أخرى أكبر من تلك المحتشدة فى ميدان التحرير كانت مستعدة للتصويت".
وأوضحت أن هذا لا يعنى التقليل من قيمة النضال السياسى الذى وقع بالميدان، ولا التقليل من الرغبة الجامحة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لعدم العودة إلى الثكنات، متابعة: "أما الفرصة التى يتيحها بروز الحزب الإصلاحى الإسلامى إلى الواجهة، فتكمن فى كونه حركة ذاتية, لم تفرضها أى قوة خارجية على مصر، بل إن النتيجة التى برزت اليوم هى نفسها التى كانت ستظهر فى أى وقت من السنوات الثلاثين الماضية لو لم يكن هناك قمع".
ولفتت إلى أن نجاح الحزب السلفى الأصولى الذى تمكن من التقدم على الكتلة المصرية العلمانية، سيمثل عامل ضغط على حزب الحرية والعدالة، غير أن تحالف الأخير مع التقدميين سيكون أفضل وسيلة لطمأنة مصر بأنها ليست على وشك السقوط فى يد سلطة إسلامية صارمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإندبندنت:
"فيسك": التحرير لن يختفى
قال الكاتب الصحفى المخضرم روبرت فيسك عن ميدان التحرير إنه برغم وجود الآلاف هناك كل يوم، والدعوة لمليونية الجمعة، فإن انتخابات الاثنين والثلاثاء بدأت تثير الشكوك حول "من يمثل مصر الآن؟"، متسائلاً: "الثوار الشباب العلمانيون فى التحرير أم القائمة المتزايدة من المرشحين الإسلاميين الفائزين، من الإخوان المسلمين والسلفيين، والملايين الذين صوتوا لهم؟"، وأكد على استثناء وحيد فيمن يمثل مصر بقوله: "بالتأكيد ليس المشير محمد حسين طنطاوى حاكم مصر العسكرى".
ونشر "فيسك" فى تقرير بصحيفة "الإندبندنت" انطباعاته من ميدان التحرير، واصفًا كيف يمكنك الحصول على أى شىء فى التحرير، بدءًا من الذرة المشوية ومرورًا برحلة رخيصة لشرم الشيخ، إلى لافتات وأعلام، ونهاية بعبوات قنابل غاز.
وأشار الكاتب إلى الرؤى المتعددة فى الميدان الذى لم يعد مثل أيام الثورة التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، على حد تعبيره، متحدثًا عما سماه بخفوت الآمال، رغم إصرار الشباب على ضرورة رحيل المجلس العسكرى.
وشكك روبرت فيسك فى مجادلة البعض بأن المجلس سيصطدم بالإخوان المسلمين لأنه لا يريد تسليم السلطة، معتبرًا أن المجلس يريد الحكم من وراء ستار، قائلاً: "مبارك لم يسلم السلطة مؤقتًا لرئيس المحكمة الدستورية، ليجرى انتخابات حسب الدستور، إنما سلم السلطة للمشير والمجلس العسكرى"، مضيفًا: "لا يأتى المجلس إلا برجال مبارك، وآخرهم كمال الجنزورى المكلف بتشكيل حكومة، والغريب أن المجلس العسكرى منذ الثورة اعتقل الآلاف من المتظاهرين، والعديد منهم عذبتهم الشرطة، فيما تجرى الشرطة العسكرية فحص عذرية على النساء المقبوض عليهن".
وتابع روبرت فيسك: "ومع ذلك، وجد المجلس بضعة آلاف من المصريين يتظاهرون لتأييده"، على طريقة تونى بلير حينما يوعز بمظاهرة ثقة بينما يحتج مليونان من البريطانيين على حرب العراق فى لندن، مؤكدًا أنه برغم كل ذلك فإن روح التحرير لم تتبخر تمامًا، وما زال آلاف الشباب يرون أن مهتهم لم تنجز، فلا يزال رجال مبارك هناك.
الفاينانشيال تايمز:
السلاح النووى الإيرانى يدفع السعودية وتركيا لامتلاكه
قال كل من وزير الخارجية البريطانى السابق ديفيد مليباند والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة نادر موسوى زادة الكاتبين، إن ثمن القبول بإيران مسلحة نوويا لا يحتمل، مؤكدين أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يزيد من احتمال استخدامه، وربما يدفع السعودية وتركيا إلى السعى لامتلاكه، ومن ثم انهيار معاهدة الحد من الانتشار النووى تماما.
ورأى مليباند وزاده فى مقال لهما نشرته "الفاينانشيال تايمز" تحت عنوان "مخاطر الحرب على إيران"، أن كل تلك المخاطر لا تبرر، ودق طبول الحرب كما يبدو الآن إذ إن تكرار الحديث عن ضرب إيران يجعل الحرب مقبولة، وربما يدفع العالم إلى قتال إيران.
وطالب الكاتبان بضرورة الاعتماد على الدبلوماسية لمنع حرب مع إيران، محددين أربعة تحديات أساسية يواجهها النظام الإيرانى بالفعل، أولها أن العقوبات والحرب الإلكترونية والعمليات السرية أعاقت بالفعل تقدم إيران نحو تطوير سلاح نووى.
ثانيها أن المراقبين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالوا يعملون فى إيران، ويوفرون محطة إنذار مبكر عن أى تغير فى النشاط النووى الإيرانى، ثالثها أن الحليف الرئيسى لإيران فى المنطقة، وهو النظام السورى، فى وضع سيئ جداً، كما أن شعبية إيران فى العالم العربى انخفضت بشدة عن مستوياتها عام 2006.
والتحدى الرابع هو تطلعات الشعب الإيرانى الذى لا يشارك النظام توجهاته فى عدائه للعالم، وخشى الكاتبان أن يكون الهجوم على السفارة البريطانية فى طهران مقدمة لمزيد من رد الفعل من جانب النظام فى طهران ينتهى بطرد هؤلاء المفتشين الدوليين.
وأوضحا مخاطر الحرب بقولهم إن المنشآت النووية الإيرانية كثيرة ومتفرقة المواقع، والنظام الإيرانى لا تنقصه الذخيرة ولا الأهداف للرد على المصالح الأمريكية المباشرة فى منطقة الخليج.
"الجارديان" تدعو إسلاميى مصر للاستفادة من تجربة تونس
أكدت صحيفة "الجارديان" أنه إذا تمكن حزب الحرية والعدالة من استيعاب التيارات الأخرى، وتشكيل توافق فى الآراء السياسية، كما فعلت النهضة فى تونس، فسيكون ضمن إخراج مصر نهائيا من الاستبداد، وهو ما يتطلب الوقت والصبر.
وقالت إن التوجس من صعود الإسلام السياسى باعتباره المستفيد الأول من الربيع العربى ظل سيد الموقف خلال الجزء الأكبر من السنة الحالية، ونُظر إلى القادم الجديد بوصفه مشكلة لا فرصة، غير أن ذلك يعزز المبرر الذى طالما استخدمته الأنظمة الدكتاتورية بأن "مستبدا تعرفه أفضل من متطرف تجهله".
وأوضحت "الجارديان" فى افتتاحيتها التى جاءت عنوان "مصر الجديدة.. فرص لا تهديدات"، الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين والمتشددين بتنظيم القاعدة، مشيرة إلى الانتقادات التى وجهها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، عندما قررت المشاركة فى الانتخابات التشريعية وبتنديده بالإخوان لمعارضتهم اللجوء إلى العنف.
ورأت الصحيفة البريطانية أن الأحداث على الأرض تفرض إعادة تقييم للموقف بدءاً بالنصر الذى حققته حركة النهضة الإسلامية بتونس بفوزها بنسبة 41٪ من المقاعد فى الجمعية الدستورية التى شكلت منذ ذلك الحين حكومة انتقالية، مع الأحزاب الليبرالية والعلمانية، وها هو حزب الحرية والعدالة المنبثق من حركة الإخوان المسلمين يحقق نتائج، وإن تأخر إعلانها حتى الآن، تضمن له تصدر الأحزاب التى شاركت فى الانتخابات المصرية.
وأضافت أن المشهد فى مصر تحول من محتجين يمطرون بالغازات فى ميدان التحرير إلى طوابير من الناس يصطفون لساعات تحت المطر لتذوق النشوة الأولى للديمقراطية، مستطردة: "العملية الانتخابية فندت حجة المتشائمين بأن البلد كان فى حالة هيجان كبير جدا يستحيل فيه إجراء هذه الانتخابات، والواقع أن المشهد تحول ليتبين من ذلك أن أسوأ المخاوف لم تتحقق، إذ أظهر الإقبال على صناديق الاقتراع أن مصر أخرى أكبر من تلك المحتشدة فى ميدان التحرير كانت مستعدة للتصويت".
وأوضحت أن هذا لا يعنى التقليل من قيمة النضال السياسى الذى وقع بالميدان، ولا التقليل من الرغبة الجامحة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لعدم العودة إلى الثكنات، متابعة: "أما الفرصة التى يتيحها بروز الحزب الإصلاحى الإسلامى إلى الواجهة، فتكمن فى كونه حركة ذاتية, لم تفرضها أى قوة خارجية على مصر، بل إن النتيجة التى برزت اليوم هى نفسها التى كانت ستظهر فى أى وقت من السنوات الثلاثين الماضية لو لم يكن هناك قمع".
ولفتت إلى أن نجاح الحزب السلفى الأصولى الذى تمكن من التقدم على الكتلة المصرية العلمانية، سيمثل عامل ضغط على حزب الحرية والعدالة، غير أن تحالف الأخير مع التقدميين سيكون أفضل وسيلة لطمأنة مصر بأنها ليست على وشك السقوط فى يد سلطة إسلامية صارمة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة