غضب عارم إزاء تصريحات مرشح للرئاسة الأمريكية مناهضة للفلسطينيين

أثارت اليوم، السبت، تصريحات المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين للانتخابات الأمريكية نيوت جينجريتش، والتى قال فيها إن الفلسطينيين مجموعة من الإرهابيين وشعب تم اختراعه، حفيظة المسئولين الفلسطينيين.

فمن جهته، وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض هذه التصريحات بأنها "قمة فى الإسفاف ومرفوضة"، وهى بكل تأكيد إنكار للحقائق التاريخية.

وقال "إن شعبنا هنا منذ البدايات وهو مصمم على البقاء على أرضه حتى النهايات.. وعلى جينجريتش وأمثاله أن يراجعوا التاريخ، وفيما يبدو أن ما يعرفه عن التاريخ هو تاريخ الحقبة العثمانية". وأكد فياض أن الشعب الفلسطينى نجح بالرغم من الإقصاء والتهميش فى المحافظة على هويته وصونها وبات حقه فى تقرير مصيره موضع إجماع دولى.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، إن هذه التصريحات تعيد إلى الذاكرة تصريحات مماثلة لقادة إسرائيليين ينكرون فيها وجود شعب فلسطين، وبالتالى حقوقه الوطنية فى الحرية والاستقلال وفى العودة إلى دياره التى هجر منها بالقوة العسكرية.

وأكد أن مثل هذه التصريحات لا تليق بمسئول أمريكى يرشح نفسه لقيادة أقوى دولة فى العالم ويتبارى فيها قادتها فى الدفاع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، بقدر ما تليق بسياسيين عنصريين يتحدثون لغة تنتمى إلى أيدولوجية نازية بائدة عانت البشرية من ويلاتها.

وطالب جينجريتش وحزبه الجمهورى بأن يقدم اعتذاره لشعب يعتز بكونه جزءا لا يتجزأ من شعوب أمته العربية له وطن عاش فيه على امتداد آلاف السنين وطور فيه حياته وثقافته وحضارته الإنسانية وقدم فيه للبشرية بأسرها أبجدية أسهمت فى حفظ وتطوير الثقافات والحضارات الإنسانية.

من جهتها، استهجنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوى تصريحات جينجريتش، وقالت إنها تدل على جهل وعنصرية، كما أنها محاولة رخيصة للتوجه للناخب الداعم لإسرائيل على حساب الحق الفلسطينى وعلى حساب السلام فى المنطقة.

وأضافت عشراوى ـ فى حديث لإذاعة (صوت فلسطين) اليوم، السبت، "يبدو أن جينجريتش فقد كل الصلة بالواقع وهذا أمر خطير جدا".. مشيرة إلى أنه فى ظل سباق انتخابى محموم وهستيرى ورخيص فإن الشعب الفلسطينى وحقوقه يدفعان الثمن.

واعتبرت أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء كانت فى يد الجمهوريين أو الديمقراطيين لم تكن فى أية لحظة وسيطا نزيها فى عملية السلام لأن هناك علاقة خاصة تربط الولايات المتحدة بإسرائيل وتحالف إستراتيجى، كما أن هناك أفضلية تمتلكها إسرائيل فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط دفع كثيرين من بينهم أمريكيون لاعتبار أن تل أبيب صانعة هذه السياسة.

وفى نفس الإطار، أدان عضو المجلس الثورى لحركة فتح هذه التصريحات ووصفها بأنها تحريضية وعنصرية، قائلا "إن الشعب الفلسطينى هو من أحفاد الكنعانيين وبالذات قبيلة اليبوسيين الذين عاشوا فى مدينتهم القدس قبل عام 3200 قبل الميلاد، مما يؤكد جهل جينجريتش بالأسس التاريخية والحقائق الموثقة حول منطقة الشرق الأوسط".وأضاف دليانى، فى بيان له اليوم، إن هذه التصريحات تدعم وبأسلوب تحريضى خطاب المستوطنين المستعمرين فى حرب الإبادة التى يرتكبوها ضد أبناء الشعب الفلسطينى، وأن الجرائم التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطينى على أيدى جيش الاحتلال ومنظمات الإرهاب اليهودية الاستيطانية كانت ولاتزال تحدث بتشجيع من سياسيين مثل جينجريتش.

وفى غزة، انتقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس تصريحات جينجريتش ووصفتها بالعنصرية.. وقالت إنها تنم عن جهله بتاريخ الشعوب العربية والإسلامية.

واعتبر القيادى فى الحركة يحيى موسى، فى تصريح له، أن هذه التصريحات تنم عن العقلية العنصرية الجاهلة من قبل المسئولين الأمريكيين تجاه تاريخ الشعب الفلسطينى وقضيته.

وأوضح أن تصريحات جينجريتش تأتى فى سياق الحملة الانتخابية لإرضاء اللوبى اليهودى داخل الولايات المتحدة على حساب الشعب الفلسطينى.