اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتداعيات واقعة اقتحام السفارة البريطانية فى إيران، وقالت إن هذه الواقعة تزيد من تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين. وتحدثت الصحيفة عن تهديد بريطانيا بعواقب وخيمة لإيران بعد أن أقتحم محتجون مقر السفارة البريطانية فى طهران، وقاموا بنهب المكاتب ومساكن الدبلوماسيين مما تسبب فى واحدة من أسوأ الأزمات فى العلاقات الثنائية منذ قيام الثورة الإسلامية قبل 32 عاما.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قد عقد اجتماعاً طارئاً أمس، بينما هدد وزير الخارجية وليام هيج بعواقب وخيمة رداً على غزو السفارة الذى وصفه بأنه يمثل فشلاً خطيراً للغاية من قبل الحكومة الإيرانية. وطالب كاميرون بضرورة محاكمة هؤلاء الذين قاموا بهذا الهجوم الإجرامى، قائلاً إن على الحكومة الإيرانية أن تدرك أنه سيكون هناك عواقب وخيمة إذا فشلت فى حماية طاقم السفارة. وأضاف أنه سيدرس الإجراءات التى سيتم اتخاذها خلال الأيام القادمة.
وتعليقاً على هذه التطورات، كتب محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة، إيان بلاك يقول إن هذا الهجوم يأتى عقب تاريخ من الدماء والاحتجاجات، مشيراً إلى أن عدم ثقة إيران ببريطانيا لا تتجاوزها إلا عدم ثقتها بالولايات المتحدة.
ويرى بلاك أن الأزمة الإيرانية البريطانية الأخيرة تأتى على التهج القديم الذى تمثل فى احتجاجات واسعة غير دبلوماسية فى لحظة توتر يعقبها استياء متبادل طويل المدى. ويشير إلى أن ما حدث فى السفارة البريطانية فى طهران يمثل تذكيراً بليغاً بتاريخ مثير للجدل بدأ منذ عام 1943 عندما اجتمع بها رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تشرتشل والرئيسان السوفيتى جوزيف ستالين والأمريكى روزفيلت للتخطيط للمراحل الأخيرة من الحرب ضد النازية.
وفى افتتاحيتها، تحدثت الصحيفة عن دور قوات الحرس الثورى الإيرانى فى هذه الأزمة، وقالت إنه بين الطلاب الذين قاموا باقتحام السفارة احتجاجا على تشديد بريطانيا للعقوبات ضد إيران، كانت هناك عناصر من كتائب الباسيج وحملوا لافتات تحمل اسم قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس الذى يدير العمليات الخارجية للحرس الثورى.
وترى أن هذا يدل على أن ما حدث يحمل الطابع الرسمى وإن كان لم يأت من الحكومة، حيث تقف ورائه ثلاث جهات وهى البرلمان والقضاء والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
وتابعت الجارديان قائلة إن مشاركة الحرس الثورى أمر مهم، لأن ما يحدث صراع على السلطة، يقف فيه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد على الجانب الخاسر.
فحكومة أحمدى نجاد تضغط من أجل جولة جديدة من المحادثات مع الدول الخمسة الأعضاء فى مجلس الأمن وألمانيا، وبحسب الأدلة التى ظهرت بالأمس، فإن قيادة الحرس الثورة يحاول وقفها.
الجارديان: كاميرون يهدد إيران بعواقب وخيمة بعد اقتحام سفارة لندن فى طهران
الأربعاء، 30 نوفمبر 2011 11:19 ص
رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة